خرج الآلاف المواطنين في مدينة بانتيو بولاية الوحدة بجنوب السودان، صباح اليوم “الخميس” في تظاهرات سلمية احتجاجا على قرار وقف نظافة مجاري نهر “نام”.
وقال عدد من المواطنين لراديو تمازج، أن تظاهرة السلمية هي لإرسال رسالة إلى الحكومة في جوبا تعبيرا عن رفضهم لقرار وقف عملية النظافة، وأنهم سيقومون بنظافة النهر باستخدام المعدات اليدوية المحلية لإزالة الحشائش في النهر.
وقام الآلاف المواطنين الذين خرجوا في التظاهرة بإزالة الحشائش من النهر مستخدمين المناجل ومعدات يدوية محلية.
هذا الشهر أصدر رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير قرارا، بتجميد عملية نظافة نهر نام بولاية الوحدة، بعدما أثار الموضوع جدلا واسعا حول الأضرار البيئية من النظافة والجرف.
وبدأت في جوبا هذا الأسبوع المشاورات العام حول الأضرار والفوائد من إعادة فتح قناة جونقلي وجرف مجاري النهر في جنوب السودان، بمشاركة مسؤولي الحكومة وخبراء دوليين ومحليين.
وقال المتظاهر جال ملو، في تصريح لراديو تمازج، أن تظاهرة السلمية جاءت احتجاجا على تأخير البدء في نظافة مجرى نهر نام بالولاية. وأضاف: “الحكومة غير مستعدة لنظافة مجرى نهر نام، وهذا رسالة للحكومة من مجتمع بانتيو، أننا نعاني من الفيضانات ويجب نظافة مجرى النهر، بتال قمنا باستخدام المعدات اليدوية لإيصال رسالة للحكومة”.
وقال جال أن بسبب تراكم مياه الفيضانات هناك ارتفاعا في حالات لدغات الثعابين وسط الأطفال وكبار السن بجانب نفوق الحيوانات.
وأشار جال، إلى أن المشاورات التي تجري في جوبا بشأن عملية نظافة مجرى النهر، كان يجب أن يتم في بانتيو حتى يستطيع المواطنين المشاركة والتعبير عن أراهم.
من جانبه قال لأم تونقوار، وزير البنية التحتية الولائي، أن حكومة الولاية متحفز حول قرار نظافة نهر نام. وقال: “هذه التظاهرة تعكس رأي المجتمعات حول نظافة مجرى النهر، لذلك قاموا بنظافته بمعدات يدوية لإزالة الأعشاب”.
وتابع: “المجتمعات المحلية هي التي قررت بنفسها وخرج الآلاف المواطنين وبدأت اليوم في نظافة نهر نام باستخدام معدات يدوية المحلية”.
وقال: “كحكومة ولاية نحن متحفزون وليس لدينا أي بيان مؤيد أو معارض عن التجريف والنظافة، لأننا تركنا الأمر للحكومة الوطنية في جوبا، ولكننا نناضل مع الفيضانات”.
وأضاف: “أنا متحفظ للغاية بشأن ذلك لأن الرئيس أصدر قرارا بوقف العملية، وسيتم تشكيل اللجنة لإجراء دراسات الجدوى ومع الإجراءات القانونية الواجبة”.
في الشهر الماضي توفي وزير الري والموارد المائية في جنوب السودان مناوا فيتر قاركوث، أثناء خضوعه للعلاج في القاهرة، وقال مسؤولون حكوميون في مراسم جنازته أن وفاة مناوا له علاقة مباشر بالضغط الشعبي التي تعرض له نتيجة الأصوات الرافضة لإعادة فتح قناة جونقلي ونظافة مجرى نهر نام بالوحدة.
مع ذلك تضارب تصريحات مسؤولي الحكومة الانتقالية ما بين مؤيد والرافض للمشروع، وقالت البعض إن عملية نظافة هي مشروع قومي متفق عليه من قبل الحكومة الانتقالية المنشطة.
في شهر مايو الماضي، وصلت آلات ومعدات نظافة وتجريف مجاري النهر إلى ولاية الوحدة عبر دولة السودان قادما من جمهورية مصر.العربية، وقالت حكومة الولاية إنها استملت المعدات بتوجيه من الحكومة القومية، هذا أدت إلى تضارب تصريحات مسؤولي الحكومة.