قالت حكومة جنوب السودان "الخميس"، إن نتائج التحقيق في مقتل الصحفي كريستوفر ألين، يؤيد تصريحات الحكومة السابقة بأنه "قتل نتيجة تبادل إطلاق النار" أثناء تغطيته القتال.

وأصيب الصحفي المستقل 26 عاما، والذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، برصاصة في الرأس خلال معركة بين جيش جنوب السودان وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة في منطقة كايا بولاية الاستوائية الوسطى في 26 أغسطس 2017.

وبعد سنوات من الضغوطات الدولية، التي تدعو إلى إجراء تحقيقات في مقتله، أعلنت حكومة جنوب السودان في أكتوبر من العام الماضي أنها ستفتح تحقيقا في الحادث.

ونفت حكومة جنوب السودان مرارا وتكرارا استهداف ألين، الذي كان برفقة قوات المعارضة لتغطية الصراع.

وقال ديفيد شارليس علي بلال، رئيس لجنة التحقيق، أنهم جمعوا المعلومات من خلال مقابلات مع شهود في كل من جوبا وكايا، حول مقتل ألين. وقال "إنهم استخدموا أيضا الأدلة المصورة والفيديو أثناء التحقيق".

وأوضح أن ألين قتل في تبادل لإطلاق النار خلال مواجهة عسكرية بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، عندما هاجمت الحركة القاعدة العسكرية في كايا.

وأضاف: "كريستوفر ألين، قُتل عن غير قصد نتيجة تبادل إطلاق النار".

وتابع: "وقع الهجوم في الساعة 5:30 صباحا، عندما كانت الرؤية محدودة للغاية، وبعد صد القوات المهاجمة، أجرى الجنود تقييما للأضرار، واكتشفوا بين الجثث السبع رجلا أبيض".

وذكر أن الصحفي القتيل، دخل البلاد بطريقة غير شرعية وغير معتمد من السلطة الوطنية للإعلام، وقال: "عندما تواصلنا مع وزارة الداخلية، وتحديدا مديرية الهجرة، أبلغونا أنه لا يوجد سجل دخول أي شخص يُدعى كريستوفر ألين إلى جنوب السودان في وثائقهم، واتصلوا بجميع ضباط الحدود في جميع أنحاء البلاد، لكن لم يكن هناك أي أثر لمثل هذا الاسم".

وأشاد الدكتور جيمس بيتيا مورغان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بجهود اللجنة، مقترحا أن يكون السفراء الغربيون حاضرين أثناء إصدار التقرير.

وتابع: "لكي أكون صريحا، لقد واجهنا العديد من الأسئلة والاتهامات دون أن يكون لدينا وضوح بشأن ما حدث في مدينة كايا، من المحزن للغاية أن تحدث مثل هذه الحوادث في مجتمعاتنا، مما يؤدي إلى وفاة شخص بريء سافر من بعيد".

وقال: "حتى خلال فترة عملي كسفير في أديس أبابا، واجهت أسئلة مماثلة، لقد تم إلقاء اللوم بشكل غير عادل على حكومتنا في هذا الحادث، وتم استهداف الأفراد في مناصب السلطة بشكل غير عادل، ومع ذلك، فإن الأدلة التي جمعها هذا الفريق تستحق الثناء، وأود أن أعرب عن امتناني لهم".

وأكد أن التقرير يخوله الرد على استفسارات الصحفيين والبعثات الأجنبية بشأن وفاة الصحفي. وأضاف: "مع هذه الأدلة، أصبح لدي الآن سلطة الرد على أي صحفي أو فرد قد يستفسر بوصفي وزيرا للخارجية، أطلب نسخة من هذا التقرير لمكتبي، وعلى الرغم من وضوح النتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة، إلا أن البعض قد لا يزال يطرح أسئلة مماثلة، وأريد أن أكون مجهزا لشرح التفاصيل بدقة".

وقال وزير الإعلام مايكل مكوي، الذي سبق أن وصف ألين بأنه "متمرد أبيض"، إنه كان في البلاد بشكل غير قانوني.

وأبان: "يؤكد التقرير ما كنا نقوله طوال الوقت، وكانت مكانة كريستوفر ألين كصحفي معتمد موضع شك، ودخل بشكل غير قانوني وانضم إلى المعارضة".

وقال: "لم نسعى إلى مزيد من التحقيق في البداية، لأن التقرير السابق كان مرضيا، لكن الضغوط الدولية أجبرتنا على تشكيل هذه اللجنة، ولقد أشرنا إليه على أنه متمرد أبيض، لأن وجوده بين المعارضين كان غير عادي، وحتى تم إحضاره إلى جوبا، لم نكن على علم بهويته كصحفي".

ولم يتسن على الفور الاتصال بالسفارة الأمريكية في جوبا للتعليق.

يحتل جنوب السودان المرتبة 118 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2023 الذي أعدته مراسلون بلا حدود.