Skip to main content
السودان - ٢٣ مارس ٢٠٢٤

حوار: نقابة الصحفيين السودانيين رصدنا 360 حالة انتهاك للصحفيين منها 5 حالات قتل منذ اندلاع الحرب

قالت إيمان فضل السيد، سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين في حوار مع راديو تمازج، إن تم توثيق 360 حالة لانتهاكات ضد الصحفيين وتدمير 90 % من المؤسسات الإعلامية في السودان، ويتعرض صحفي يوميا على الأقل للمضايقات من قبل أطراف الصراع منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2022.

تفاصيل الحوار

س: حدثنا عن أوضاع الإعلام في السودان منذ اندلاع الحرب؟

ج: منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، ما زالت الأوضاع تتفاقم بشكل متسارع، نتيجة لاستهداف طرفي الصراع للصحفيين، ووسائل الإعلام منذ أول اليوم، وكل وسائل الإعلام لأنها تقع بالقرب من المناطق الصراع مثل القيادة العامة للجيش السوداني وفي أمدرمان، تعرضت للانتهاكات، وتدمير شبه كامل، وكنا إلى وقت قريبا، لا نعلم ما هي أوضاع الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، التي تحوي أرشيفا وطنيا كبيرا، بها مكتبتا الإذاعة والتلفزيون، وما بهما من أرث تاريخيا ووطنيا في ذاكرة الشعب السوداني، وفي كل المجالات من الغناء، وشخصيات وطنية، وحتى الآن لا نعلم ما هو مصيره، لكن ليست ثكنة للصراع كما كانت منذ اليوم الأول ولا تدور فيها معارك، والتدمير كان كبيرا جدا للاستديوهات والمباني، وكذلك لحق الضرر بالقنوات والإذاعات الأخرى ومكاتب الأخبار والقنوات الدولية وغيرها وكل مكاتب القنوات والوكالات، ودمرت مباني الصحف.

س: هل كل المؤسسات التي ذكرتها تعرضا للاستهداف بشكل واضح؟

ج: نعم تمت استباحتها، وإذا لم تكن قد تحولت إلى ثكنات كما حدث في الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون، تم الهجوم عليها ونهبها حتى المعدات كانت تباع في الأسواق وقد رصدنا في نقابة الصحفيين السودانيين شعارات للقنوات على المايكروفونات وأجهزة التسجيل، كلها يتم بيعها في السوق، وتم تبليغ من قبل هذه المؤسسات عن عمليات النهب.

س: ماذا عن مقر نقابة الصحفيين السودانيين؟

ج: للأسف مقر النقابة، هو موجود في منطقة خطر ولا أحد يستطيع الوصول إلى تلك المنطقة، لا نعلم ماذا حدث عليه بالتفصيل، لكن حسب الأنباء إنه قد تحول إلى ثكنة عسكرية، وتم تدميرها ونهب المحتويات التي بها، للأسف كنا نؤسس لدار نقابة بعد 33 عاما من الغياب، وكنا نعمل من أجل أن يكون مقر يليق بالصحفيين ومهنة الصحافة، لكن ضاع كل شيء بسبب الحرب الدائرة.

س: هل هناك أرقام عن انتهاكات للصحفيين؟

ج: تدمير المؤسسات الصحفية أدى إلى تشريد الصحفيين، وتوقف عن العمل، ويمكن أن نقول إن أكثر من 90 % من الصحفيين، العاملين في الصحف والمؤسسات الإعلامية في السودان، أصبحوا عاطلين عن العمل، وبعضهم يعملون في مهن أخرى، لتغطية متطلبات الحياة، والحرب وضع الصحفيين بين نارين ما بين التزامه تجاه أسرته وبين العمل من أجل نقل الحقيقة وتشكيل الرأي، لكن ما حدث للصحفيين من استهداف صعب، وللذين ما زالوا يؤدون مهام الصحفية والصحفيين لا يستطيعون تعريف أنفسهم كصحفيين في أثناء المرور بنقطة التفتيش إذا كانت نقطة تابعة للجيش أو الدعم السريع، لان صفة الصحفي يعرضهم للانتهاكات من طرفي الصراع، ومعظم الصحفيين الذين تعرضوا للانتهاكات كانوا في نقاط التفتيش، بتال كونك صحفيا فهذا يعرضك للاعتقال والحبس والتحقيق وربما تمنعك من الحركة، وهنالك استهداف ممنهج للصحفيين الذين يقومون بالتغطية الصحفية في مناطق الصراع، وقد رصدنا عددا من الانتهاكات والاستهداف التي حدث في مكاتبهم أو أثناء عملهم وقد تم إطلاق النار عليهم واستهدافهم عن طريق القناصين، وقد قامت سكرتارية الحريات برصد الانتهاكات للصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ 15 أبريل لنحو 360 حالة انتهاك مباشرة للصحفيين، تم رصدها وتوثيقها، وعملية الرصد والتوثيق كانت معقدة جدا في ظل ظروف الحرب بعد انقطاع شبكة الاتصال والإنترنت، وأيضا الصحفيين في دارفور يعيشون الأوضاع صعبة وعملية الرصد ليست بشكل الكامل، وهنالك خمسة صحفيين لقوة حفتهم "صحفيتين وثلاثة صحفيين".

س: هل هناك صحفيون معتقلون حاليا؟

ج: هناك من تعرضوا للاعتقال بإعداد كبير، ربما لا يمضي يوم من غير أن يتم اعتقال صحفي أو صحفية، في مناطق سيطرة طرفي القتال، وكل ما مررت بجانب أي قوة وتعرفوا عليك على أنك صحفي او صحفية، لا يمكن أن تفلت من أيدهم، هنالك توجهها للصحفيين تعرضهم إلى الخطر بوصفهم يدعمون أحد أطراف الصراع، وقد تعرض عدد من الصحفيين لتهديد على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر رسائل أو مكالمات هاتفية.

أيضا هنالك قوائم لأسماء الصحفيين تم نشرها، ويتم وصفهم بأنهم داعمون لأحد أطراف الصراع وهناك صحفيين معروف بانتمائهم للحركة الإسلامية، ولديهم خط محدد وداعمين لأحد طرفي الصراع، وهذا يعرض الوطن والشعب السوداني للانتهاكات كبيرة ونحن كقوة مدنية ننادي بتوقف الحرب العبثية لتلك الانتهاكات.

لذا؛ نطالب المجتمع الدولي، إن يضغط على طرفي الصراع بضرورة وقف الحرب، وضرورة حماية الصحفيين كما منصوص في اتفاقيات الدولية وعوضا عن استهدافهم ونطالب الصحفيين القائمين بعملهم بنشر المعلومات الحقيقية ومحاربة المعلومات المضللة والتي تحمل خطاب الكراهية، والالتزام بإرشادات الحماية الرقمية والجسدية وكل أنواع الحماية الرقمية، وتلقي التدريب الكافي، وأن يهتموا بهذا الأمر ويجب أيضا على صحفيي عدم التصوير مع أحد أطراف الصراع حتى لا يتعرضوا لتصنيف، لأنه هذا خطر كبير عليهم ويطعن في المهنية، ونحن لا نستطيع توفير حماية للصحفي يتعرض للابتزاز.