Skip to main content
تمازج - ١٥ أبريل ٢٠١٧

مقتل نحو ما لايقل عن (39) رجل دين منذ بداية الصراع في جنوب السودان

لم يكن الأطفال والنساء فقط هم ضحايا الصراع الذي تجاوز عامه الثالث في جنوب السودان بسبب النزاع السياسي بين الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة نائبه السابق رياك مشار، فلم يسلم رجالات الدين المسيحي والمقدسات الدينية أيضاً من عمليات القتل والإنتهاكات جراء الصراع الدموي في أحدث دولة إنضمت إلي منظومة الأمم المتحدة.

ويأتي ذلك بعد أقل من عامين من التقارير التي نشرتها الأمم المتحدة بشأن الجهات المنتهكة لحقوق الأطفال والتي تصدرتها دولة جنوب السودان بجانب جمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة بوكو حرام ضمن (51) دولة منتهكة لحقوق الأطفال،هذا إلي جانب تقارير حديثة عن وقوع إنتهاكات ضد النساء.

وأظهرت تقارير جمعتها راديو تمازج وفقاً لرجالات الدين المسيحي بغالبية ولايات جنوب السودان، مقتل ما لايقل عن (39) من قادة الدين المسيحي جراء الإعتداء على المقدسات الدينية منذ بداية الصراع في جنوب السودان منذ أواخر العام 2013 وحتى الآن.

ويقول القس وليم توت لراديو تمازج من العاصمة جوبا ،إن الكنيسة الإنجيلية شهدت مقتل نحو ما لايقل عن (10) من قادة الدين في  كل من جوبا ،بور ،ملكال وبناتيو.

واتهم القس الجيش الحكومي رسمياً بالضلوع في مقتلهم. وذكر أن المتورطين في مقتل رجالات الدين قلوبهم غير نظيفة. وحث المواطنين لإقامة الصلوات لتلين قلوبهم حتى يكفوا عن إستهداف رجالات الدين.

وفي مدينة بور حاضرة ولاية جونقلي، أكد القس توماس أقو في حديث لراديو تمازج ،مقتل نحو (15) رجل دين في أنحاء متفرقة من ولاية جونقلي البعض منهم تم قتلهم داخل الكنائس، وذلك منذ إنفجار الصراع في جنوب السودان  وحتى الآن. وأوضح أقو أن الصراع الدائر في البلاد صراع قبلي لا يفرق بين الطفل ورجل دين.

وقال القس إن الذين يقوموم بهذه الأعمال ليس في قلوبهم أي إيمان، متمنياً من الله أن يلين قلوبهم. وأضاف أنه تعب من إرسال الرئاسل للذين يستهدفون المقدسات ورجال الدين.

بينما في الإستوائية الوسطى ،أكد مصدر كنسي فضل حجب إسمه لدواعي أمنية ،مقتل أربعة من رجالات الدين، إثنين داخل مدينة ،هذا إلي جانب مقتل واحد في مدينة موروبو وآخر في مدينة كاجوكاجي، وذلك في الفترة من (2016 إلي 2017). هذا وأتهم المصدر الجيش الحكومي بالضلوع  في مقتلهم.

ويقول القس فلكس زارا من الكنيسة الأسقفية بالسودان وجنوب السودان  بغرب الإستوائية إن مدينة موندري وبعض المناطق المجاورة لها وحدها شهدت مقتل تسعة من رجالات الدين، وذلك عقب إندلاع الأحداث في مدينة جوبا في يوليو من العام الماضي وحتى الآن.

وفي منطقة وندوروبا، ذكر القس بيتر ماثيو تعبان أن المنطقة شهدت مقتل القس أونيثمو واني  داخل الكنيسة، وذلك عقب الأحداث في يوليو من الماضي بعد أن شهدت منطقة الإستوائية مرور قوات نائب الرئيس السابق رياك مشار  قبل أن تعبر إلي دولة الكونغو.

وأتهم تعبان قوات رياك مشار بالضلوع في مقتل القس واني ،قبل أن يستدرك القول بإن القس تم قتله بدم بارد.

هذا وينفى كل من الحكومة والمعارضة الإتهامات التي تشير إلي تورطهما في إستهداف رجالات الدين المسيحي بالبلاد.

ويقول  المتحدث العسكري باسم المعارضة المسلحة ،وليم قادتجياس إن إتهام الحركة الشعبية في المعارضة بإستهداف المدنيين غير صحيح ،قبل أن يتهم الحكومة بالتورط في ذلك.

وأبان قادتجياس أن إبان الصراعات بين الحكومة والمعارضة في مدينة بور، وجدت جنود المعارضة بقيادته سبعة من رجالات الدين داخل الكنيسة وقاموا بنقلهم بواسطة بسيارة تابعة لهم إلي مقر بعثة الأمم المتحدة بمدينة بور.

وزعم أن المعارضة لم تستهدف المدنيين بما فيهم رجالات، متهماً الحكومة بقتل المدنيين.

الجيش الشعبي من جانبه أيضاً نفى الإتهام. ويقول سانتو دوميج المتحدث باسم الجيش الحكومي رداً على الإتهامات إن الجيش الشعبي أصبح مثل سلة النفايات وهنالك حملة منظمة ضده.

متهماً الحركة الشعبية في المعارضة المسلحة بالوقوف وراء هذه الحملة. وقال إن الكنيسة تاريخياً ساهمت في تربية الجيش الشعبي في جنوب السودان ،وبالتالي لا يعقل أن الجيش الشعبي يرجع لإستهداف الكنائس ورجالات الدين.

من جابنه رفض دانيال دينق بول، رئيس أساقفة الكنيسة الاسقفية في السودان وجنوب السودان ،التحدث في موضوع مقتل رجالات الدين.

وقال في حديث لراديو تمازج إنه على وسائل الإعلام توجيه هذا السؤال إلي الذين قاموا بقتل رجالات الدين المسيحي في جنوب السودان.