Skip to main content
اوغندا - ٢٠ يونيو ٢٠٢١

كوفيد - 19: كيف فأقم معاناة اللاجئين الجنوب سودانيين في أوغندا؟

يعيش اللاجئين الجنوب سودانيين في مخيمات اللجوء بدولة أوغندا، أوضاع إنسانية صعبة، من تدهور الوضع الصحي والنقص في الغذاء، بسبب تقليص الحصص الغذائية، التي توزعها المنظمات الإنسانية، بسبب جائحة كورونا.

وكشفت دراسة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبنك الدولي مؤخرا والتي نشرتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأوغندا، في 17 يونيو الجاري، عن الخسائر الفادحة لفيروس كورونا على الأوضاع المعيشية للاجئين في أوغندا، وتسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الدعم لمجتمعات اللاجئين بهدف تخفيف المعاناة التي يتسبب بها الوباء.

وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، ويحتفل العالم هذا العام تحت شعار "معاً نتعافى ونتعلم ونتألق". راديو تمازُج قام بجولة بين اللاجئين الجنوب سودانيين في مخيمات أوغندا وسلطت الضوء على أوضاعهم المعيشية والصحية مع جائحة كورونا.

ويستضيف أوغندا حوالي 1.5 مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان، هربوا منذ ديسمبر 2013م، عندما اندلعت الحرب الأهلية.

ويكشف الـ لاجئ، كوسموس قوويا، من مخيم "يانقاني" للاجئين بأوغندا لراديو تمازُج، عن الأوضاع المعيشية الصعبة للغاية في المخيم، وقال: "الوضع الصحي متدهور، وهناك النقص في الغذاء، وليس لدينا أي عمل للاسترزاق منه لإعالة عائلاتنا ولا يوجد جهة مسؤولة تقدم مساعدات لنا".

ويضيف قوويا، الذي يعول اسرة مكونة من "15" فرداً: "أنا وزوجتي عاطلان عن العمل و المساعدة الوحيدة التي نتلقاها من المنظمات الإنسانية، هي كفالة الدراسة لأبنائنا" واستدرك قائلاً : " لا ندري ماذا نفعل لو كان أبنائنا يدرسون برسوم".

قوويا، ناشد المنظمات الإنسانية في أوغندا، على توفير الرعاية الصحية وزيادة الحصص الغذائية التي يتم توزيعها للاجئين.

وبحسب الدراسة التي أجرتها المفوضية، كان انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين، والذي يُقاس على أنه نسبة الأسر التي نفد الغذاء منها، أعلى بكثير مما هو عليه بين المجتمعات المضيفة "64 مقابل 9 بالمائة"، وقد اضطر اللاجئون لتقليل كمية وتواتر الوجبات التي يتناولونها في اليوم.

ويلسون منيوك، منسق مُخيمات لاجئو جنوب السودان بمخيم أجوماني في شمال أوغندا، يقول، أن اللاجئين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة من الرعاية الصحية، ونقص حاد في الغذاء واصفا هذا النقص بالمجاعة.

وكشف منيوك، عن ظهور حالات الولادة غير الطبيعية للنساء في المخيمات بسبب  التأثير السلبي لنقص الغذاء على الجنين أثناء الحمل، وقال: "النساء الحوامل يحتجن إلى رعاية صحية وتغذية جيدة".

ويتابع منيوك، أن منذ شهر أغسطس العام الماضي وحتى اليوم، وصلت إحصائيات حالات الوفاة للنساء أثناء الولادة إلى "13" امرأة، نسبة لعدم وجود رعاية صحية جيدة.

ووفقاً لبيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فقد أصبحت آليات التأقلم السلبية لـ اللجوء للجنس من أجل البقاء وزواج الأطفال أكثر شيوعاً خلال فترة الوباء بسبب الصعوبات الاقتصادية الشديدة وانخفاض المساعدات الغذائية.

وقال منيوك: "الوضع الصحي متدهور، و اللاجئين لا يحصلون على الحصص الغذائية خلال فترات الإغلاق الشامل والجزئي بسبب انتشار جائحة كورونا منذ العام الماضي، وعندما يسأل اللاجئين عن سبب توقف المساعدات يقول المنظمات إنها بسبب كورونا".

وبحسب مسؤول المخيمات، توقفت المساعدات الغذائية للاجئين منذ شهر  أكتوبر  الماضي وتم استبداله بمساعدات مالية حيث يحصل الفرد الواحد على مبلغ "19" ألف شلن أوغندي شهرياً أي ما يعادل حوالي "6" دولار أمريكي"، وهو مبلغ لا يكفي لتلبية احتياجات الأكل والشراب حسب تعبيره.

ويشكو استيفن واندو دومو، مسؤول منظمة "ICAN "، التي تعمل في مخيم "بيدي بيدي" للاجئين، من ضعف خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئين، معبراً عن مخاوفهم من انتشار فيروس كورونا في المخيمات، مع عدم وجود مستشفى بمخيم يستضيف أكثر من 43 ألف لاجئ.

وتابع: "المستشفى الوحيد يبعد 10 كيلو متر من المخيم والسلطات الاوغندية قامت بإغلاق الطرق أمام اللاجئين، ومنعهم من الخروج بسبب انتشار كورونا"

ووصف استيفن، الوضع الصحي بالسيئة جداً، قائلاً: "ليس هناك مستشفى داخل المخيم، ولدينا عربة إسعاف واحدة فقط ومع الحظر، اللاجئين قلقون جداً ولا يعرفون ما سيحصل لهم".

لومورو نيكولاس، رئيس مخيم "يانقاني" في تصريح لراديو تمازج، قال أن  أكثر من 38 ألف لاجئ، يعانون من تدهور الوضع الصحي، وأن اللاجئين يعتمدون على انفسهم في شراء الأدوية، دون أي إستشارة الطبيب أو الاعتماد على الأعشاب البلدية، نسبة لعدم وجود الخدمات الصحية في المخيم.

ويشير نيكولاس، إلى أن النساء الحوامل في المخيم تواجه صعوبات عديدة، في الولادة الطبيعية، وأضاف: "في جنوب السودان  المرأة التي أنجبت من قبل طفلين أو ثلاث لا تواجه أي مشاكل في الولادة، لكن خلال السنوات الثلاث أصبحت النساء في المخيمات تواجه مشاكل في الولادة، ويتم فتح البطن بولادة قيصرية في المستشفى، وأحياناً يؤدي إلى الموت أو إجهاض الجنين".

وتابع: "فقدنا  عدد من النساء أثناء الولادة بالعملية القيصرية في العام الماضي وبداية هذا العام".

في مخيم بيبدي مربع "1"، يبدو أن الوضع الصحي، أفضل بالكثير من المُخيمات الآخرى، كما يقول كوسموس سولي دينو، أحد قيادات الأهلية في المخيم لراديو تمازُج: "يوجد في المخيم ثلاثة مراكز الرعاية الصحية الأولية، وليس هنالك أمراض خطيرة وسط اللاجئين، وتلك المراكز تحت رعاية منظمة الرؤية العالمية لكنها تحتاج إلى تحسين الخدمات الصحية ايضاً".

ويشكو دينو، من النقص الحصص الغذائية في المخيم، قائلاً: "تم تقليص الحصص الغذائية التي يتم توزيعها على اللاجئين من 10 كيلو الى 6 كيلو، من الذرة الشامية، والزيت، وجنجارو".

وتابع: "بسبب كورونا تم تقليص الحصص الغذائية، وهذه هي المعاناة التي يعيشها اللاجئين الجنوب سودانين هنا، ونحن لا نستطيع الزراعة، وإذا استمر الوضع على هذا الحال قد يحدث مجاعة، وعلى الأمم المتحدة زيادة الحصص الغذائية".

وتشكل التخفيضات الغذائية، وتدابير مواجهة الجائحة تحديات إضافية للاجئين من حيث سبل عيشهم وأمنهم الغذائي، وأدى فرض العزل الصحي على مخيمات اللاجئين في أوغندا إلى تقليص فرصهم المحدودة في الحصول على دخل بديل في المجتمعات المضيفة.

والبيانات المتعلقة بحالات الانتحار من الربع الأول من عام 2021 مثيرة للقلق بنفس القدر ، حيث تم تسجيل 76 حادثة، مقارنة بـ 68 في نفس الفترة من عام 2020. بحسب المفوضية السامية لشؤون اللأجئين.

وتقول المفوضية، أنه قد ساهم نقص مصادر الدخل وانعدام الأمن الغذائي داخل أسر اللاجئين بشكل كبير في تفاقم هذه الحوادث.