Skip to main content
الخرطوم - ١ يونيو ٢٠١٧

جهاز الامن يحقق مع رئيس تحرير صحيفة سودانية على خلفية تناول خسائر الجيش السودانى فى اليمن

فى أوّل ردّة فعل غاضبة على مقتل وجُرح العشرات من الجنود السودانيين المشاركين فى الحرب الدائرة فى اليمن، ضمن التحالف العربى بقيادة السعودية، ضد الحوثيين المدعومين من إيران، وحليفهم الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، كشف ضابط برتبة مقدّم فى الجيش السودانى عن ازدياد حدّة التململ والاحتجاج والغضب فى أوساط صغار الضباط و ضباط الصف والجنود فى الجيش السودانى، على مشاركة القوات المسلحة السودانية، فى الحرب البرية فى اليمن، وقال لـ(راديو تمازج ) ضابط برتبة رائد "  فضل حجب اسمه " و عدم الإفصاح عن وحدته " – قال " نقلنا للقيادة العليا فى الجيش عبر الأُطر المعروفة، إحتجاجنا و رفضنا المشاركة فى حرب ، خارج حدود وطننا، وطالبنا بإعلان الحقيقة كاملة لأُسر الضباط والجنود المقتولين فى الحرب فى اليمن.

وأضاف أحد الضابط المشرفين على دفن رفاة بعض الضباط و الجنود المقتولين " لقد خُدعنا حينما قالوا لنا أنّ القوات السودانية ستوكل لها مهام فى التجهيز و( التشوين ) وحراسة بعض المواقع المدنية، ولكنّنا وجدنا أنفسنا فى أتون المعارك وفى الصفوف الأمامية، نقاتل بالوكالة " فى حرب طائفية " لا ناقة لنا فيها ولا جمل "، مضيفاً أن الحكومة تمارس " السمسرة " فى مشاركة الجيش السودانى فى اليمن، فى إشارة للمرتبات الضعيفة التى يتلقاها الجنود، فيما تحصل الدولة على العائد الأكبر من الأجر الذى يتقاضاه الجنود نظير " انتدابهم " لليمن، فى صفقة سريّة أبرمتها الرئاسة السودانية مع المملكة العربية السعودية.   

وفى مواجهة الغضب المتنامى فى أوساط الجيش السودان، بسبب الخسائر البشرية المتزايدة فى الحرب فى اليمن، أُضطرّ الناطق الرسمى بإسم الجيش السودانى العميد أحمد خليفة الشامى، للإعتراف - فى شهر أبريل المنصرم - فى بيان مغتضب، قال فيه : " احتسبت قواتنا 5 شهداء بينهم ضابط ، و22 جريحاً، وتستعد لإنجاز المرحلة الثانية بهمة متوثبة وروح معنوية عالية " وقد سبق ذلك الإعلان إعلان مُشابه فى منتصف مايو الجارى، حيث أعلن الجيش السودانى، عن مقتل اثنين من الجنود السودانيين فى اليمن، كما شهد يناير 2016، الإعلان عن مقتل جندى واحد فى ذات الحرب، قيل – وقتها- أنّ سبب الوفاة حادث عرضى وقع أثناء عمل إدارى، تمثّل فى إزالة وحرق أنقاض خارج معسكر للجنود السودانيين فى عاصمة اليمن الجنوبى عدن. وبذلك يصل عدد القتلى رسمياً، 8 أفراد، بينما تثشكّك مصادر عسكرية فى صحة الأرقام التى اعترفت بها الحكومة السودانية، ورجّحت أن يكون القتلى – حتّى نهاية شهرمايو الجارى - أكثر من عشرين قتيل.

وكانت مواقع قد نشرت تسريبات لمقاطع " فيديو " على الشبكة العنكبوتية " اليوتيوب " يظهر فيها جنود سودانيون يمارسون انتهاكات حقوق انسان فى أرض المعارك فى اليمن، وقد وجدت هذه الممارسات امتعاضاً وإدانة من مشاهديها ، وسبق أن تداولت وسائط التواصل الإجتماعى تعليقات ناشطين فى الخليج والسودان واليمن، تنتقد دور السودان فى الحرب فى اليمن.

ويذكر أنّ وزير الإعلام السودانى، الناطق الرسمى بإسم الحكومة السودانية، كان قد اعلن فى مارس 2015، استعداد السودان لإرسال 6 آلاف جندى للعمليات البرية فى اليمن المعروفة بإسم " عاصفة الحزم " ضد الحوثيين، ووفقاً لتقرير صحفى نشرته البى بى سى فى 20أكتوبر 2015، فإنّ القوات السودانية فى اليمن تضطّلع بـ" مهام قتالية، وليست أمنية، لأنّها قوات مدربة على خوض حروب جبلية "   

وفى حدثً مُتّصل، استدعى وحقّق جهاز الأمن رئيس تحرير صحيفة ( البعث السودانى )، محمد وداعة، وذلك بسبب نشر الصحيفة يوم 29 مايو 2017، خبراً فى صفحتها الأولى بالخط العريض " مانشيت " بعنوان (ارتفاع أعداد قتلى القوات السودانية فى اليمن) واستمرّ التحقيق الأمنى مع وداعة لمدة ساعة، وقال محمد وداعة فى صفحته على الفيسبوك أنّه أُبلغ تلفونياً بالحضور لمبنى جهاز الأمن ، و أُبلغ فى التحقيق بـ( الخطوط الحمراء )، مضيفاً أنّ المحقق الأمنى، أخطره بنحو 15 " خمسة عشر " خطّاً أحمر و تتفرّع منها عشرات الخطوط الحمراء " و تشمل " الخطوط الحمراء " الأمن ، الجيش وتحركاته فى الداخل والخارج، انتقاد الرئيس ومساعدوه أو التقليل من شأنهم، الفساد دون دليل، قيادات الدولة، الأوبئة، عدم انتقاد الدول الصديقة، وعدم تداول أخبار الحركات المسلحة، أو أجراء مقابلات صحفية مع قياداتها، وعدم نشر أخبار تهدد السلامة العامة، وإثارة المراهية ضد الدولة " .

ورصد ( راديو تمازج ) تسريبات أمنية فى نفس يوم التحقيق الأمنى، مع رئيس تحرير صحيفة ( البعث السودانى ) نشرتها صحيفة (الوطن ) فى عددها الصادر يوم 29 مايو 2017، وجاءت تحت العنوان البارز (( القوات السودانية تتمكن من قتل أبرز القادة الحوثيين باليمن ))، دون تعرّضها للتحقيق والمسائلة الأمنية !.