Skip to main content
تمازج - ٢٠ أبريل ٢٠١٥

اقتصاد الحرب: غياب الأرامل والأيتام من ميزانية الدولةبجنوب السودان

كشفت مصادر رسمية بجنوب السودان ،عدم إنفاق السلطات أي مبالغ لخدمة الإيتام والأرامل بالرغم من إرتفاع نسبة الإنفاق في القطاعات الأخرى

وتشير تقارير وزارة المالية إلى أن نفقات مفوضية معاقي الحرب والأرامل والأيتام من منتصف 2013 إلى منتصف 2014 كانت أقل بكثير من ما تم ادراجه في الميزانية العامة، حيث تم اختزال البرامج الأساسية وتركز الانفاق على مرتبات الخاصة بالعاملين في المفوضية فقط. وقال رئيس المفوضية دينق داو دينق، إن الميزانية تم خفضها في السنة المالية الحالية، مشيرا إلى أن هذا هو العام الثالث على التوالي يتم فيه خفض ميزانية المفوضيةوأضاف داو في مقابلة: "لقد تم تخفيض ميزانية المفوضية في الميزانية الحالية لسنة 2013-2014، وفي الحقيقة حدث ذلك في ميزانية سنة 2012-2013، والمشكلة الأساسية كانت وفق انتاج النفط في بانتيو ثم تلتها أزمة ديسمبر 2013

وزاد: "تغطي الميزانية حاليا البرنامج الأساسية فقط ولكن تم تقليص معظم الأنشطة سواء كانت برامج تمكين الأرامل وتدريب معوقي الحرب ودعم الأيتام، نعم تأثرت ميزانية المفوضية إلى حد كبير، وتم تقليصها حاليا للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات التي توفرها المفوضية فقط ووفقا للتقارير المالية لوزارة المالية حول الانفاق الحكومي خلال السنة المالية 2013/2014، أنفقت المفوضية في الواقع 3,25 مليون جنيه فقط، مقارنة بالميزانية المرصودة والتي قدرها 10 مليون جنيه

وتظهر التقارير المالية على مستوى البرامج والمستويات الادارية أن هنالك تقليص حاد للانفاق اثر سلبا على الخدمات التي تُقدم لأرامل الحرب والأيتام. وقد بلغت نسبة إنفاق إدارة أيتام الحرب في المفوضية خلال السنة المالية 2013/2014 36,702 مليون جنيه فقط، أي نسبة 6% من الميزانية البالغة 581,873 مليون جنيه، وتم انفاق هذه الميزانية على أجور ومرتبات العاملين في المفوضية والموظفين وليس على الخدمات

وكانت المفوضية قد خصصت ميزانية السنة المالية 2013-2014 "للخدمات الاجتماعية" ولكن لم يتم صرف أي ميزانية لذلك كما لم يتم صرف 2 مليون جنيه كانت مخصصة للمنح والقروض وفي الوقت نفسه، بدلا من محاولة استعادة هذه الميزانية غير المنفقة في السنة المالية الحالية، قامت المفوضية بتخفيض ميزانية "المساعدات الاجتماعية" إلى صفر، بحسب خطاب الميزانية  لسنة 2014/2015.

وعلى سبيل المقارنة، انفقت وزارة البترول 6,98 مليون جنيه على الرواتب فقط في الفترة نفسها أي أكثر من ضعف الميزانية الإجمالية المخصصة للمفوضية، في حين انفق مكتب الرئيس 696,7 مليون جنيه أو ما يقارب 350% من ميزانيتها السنوي المزيد من الأرامل، المزيد من الأيتام

أوضح رئيس مفوضية الأرامل والأيتام دينق داو أن عدم وجود المال أدى إلى توقف العديد من المشاريع، بما في ذلك تكاليف بناء مساكن للأرامل والأيتام والمعاقين بأسعار مخفضة في كل من ولايات الاستوائية الوسطى والبحيرات وغرب بحر الغزال وكذلك برامج التدريب

وقال: "ليس لدينا ما نفعله حاليا من حيث برامج التدريب أو توزيع المعدات للمستفيدين

وأضاف: "لدينا تحديات خطيرة جدا وتوقعات الأرامل والأيتام والمعوقين كبيرة جدا، وحقيقة أنه ليس بحوزتنا المال أو المواد خلقت الكثير من التوقعات وخيبات الأمل وبحسب عدد من الأرامل والأيتام الذين تم استطلاعهم في جوبا، فإنهم لا يتلقون أي دعم من قبل المفوضية. وتقول اليزابيث نيالوك (20) عاما، فقدت والديها خلال احداث ديسمبر 2013، وهي طالبة في احدى المدارس بأوغندا، انها اضطرت لترك الدراسة منذ ذلك الوقت

وتضيف: "ليس لدي أمل في أن يحل السلاما في جنوب السودان قريبا، بسبب أن قادتنا يقتلون شعبنا ويدمرون كل شئ، كل ما احتاجه فقط هو الذهاب إلى المدرسة والاستمرار في دراستي وأوضحت أن لا أحد يدفع لها رسوم الدراسة، مشيرة إلى أن بعض صديقاتها انتهى بهن الأمر إلى الحمل بسبب عدم وجود مكان يذهبن إليه أو يعملن فيه

وفي الوقت نفسه، تعرب فيدنساي شارلس وهي تمثل مجموعة من الأرامل والأيتام من أيام الحرب الأهلية السابقة مع السودان، تعرب عن أسفها من أن استمرار العنف في جنوب السودان يولد المزيد من الأيتام والأرامل وتقول: "لقد فقدنا أزواجنا خلال الأحداث التى وقعت في جوبا سنة 1992، حيث اقتيدوا إلى"البيت الأبيض" ولم نعرف مكان وجودهم حتى اليوم، ولكن كنا نأمل أنه بعد وتوقيع اتفاق السلام أن يكون كل شيء يكون جديدا في هذا البلد وأن الحكومة الجديدة سوف تحل كافة مشاكلنا

وأضافت: "من المؤسف أن بعض هذه المشاكل لا تزال موجودة، وعدد الأرامل والأيتام في البلاد لايزال في ازدياد". وتقول فيدنساي

ان المفوضية أرامل وأيتام الحرب لا تغطي احتياجات الأرامل الذين تركوا وراءهم

وزادت: "لم أر أي من برامج التدريب تقدم لهن.

وتابعت: "لقد وعدت حكومتنا بإعطاء قطعة أرض للأيتام وتوفير التعليم المجاني لأطفالنا

المفوضية في انتظار انتهاء الحرب

تقلصت ميزانية مفوضية معاقي الحرب والأرامل والأيتام إلى 29% مقارنة مع العام الماضي. وتقدر ميزانية هذا العام بـ7,1 مليون جنيه 3 ملايين منها للرواتب الخاصة بعمال وموظفي المفوضية، ومع ذلك فقد تم تقليص عدد الموظفين إلى 59 في السنة المالية 2013- 2014 مقارنة مع 76 موظف في العام الماضي ويقول رئيس المفوضية داو أنه غالبا ما يتلقى طلبات من الأرامل لتمويل العلاج أو طلبات لتمويل الرسوم الدراسية من الأيتام

وأضاف: "هناك بعض حصلوا على تحاويل علاجية بالخارج لم يحصلوا على أي دعم، وهناك طلاب تلاميذ يتوقعون بعض من الدعم للرسوم الدراسية من المفوضية، وقد قلنا لهم أن الحكومة جاهزة لدعم أي شخص عندما يتحسن الوضع وزاد: "نتلقى يوميا حالات فردية تسعى للحصول على الدعم وغالبيتهم من الأرامل لانه ليس لديهن أي رواتب في قوائم رواتب الموظفين"، مشيرا إلى أن جرحى الجيش الشعبي اسماءهم موجودة في كشف رواتب الجيش

وأوضح انهم يدعمون بعض الأيتام عن طريق دفع الرسوم الدراسية لهم ولكنهم لا يستطيعون القيام بذلك، بقوله: "بسبب الأزمة نحن غير قادرين على الحصول على هذا المال بعد الآن ووصف داو الحرب الحالية بأنها "حرب لا معنى لها" قائلا: "نحن نتطلع إلى أن يحل السلام في البلاد، لأنه بمجرد أن يحصل ذلك كل هذه الأمور ستتوقف وسنعود إلى ممارسة الأنشطة العادية بالنسبة لنا، ولكن من المؤسف جدا أن تجلب هذه الحرب كل هذا الدمار، ولك هولاء الأرامل وأصبح معاقي الحرب أكثر بكثير من قبل، ونحن نقول أن هذه الحرب لا معنى لها، وينبغي أن نصل إلى رشدنا ونجعل شعب جنوب السودان يعيش في سلام من أجل مصلحة هذه البلاد