إنتقدت قطاعات واسعة بالشارع السوداني، الحكومة حول قرارها الخاص بمعاملة رعايا دولة جنوب السودان كأجانب،والتلويح بإتخاذ إجراءات قانونية صارمة في مواجهة كل من لايحمل جواز سفر وتأشيرة دخول خلال أسبوع فقط.

هذا وإنتقد عدد كبير من النُشطاء والصحفيين وبعض الأحزاب السياسية المعارضة للنظام،قرار الحكومة والذي وصفوه بــ"المفاجيء" تجاه رعايا دولة جنوب السودان الجارة وطالبوها بالتراجع عنه.

وقالت صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي السودان في إفتتاحيتها ،الأحد، والتي جاءت بعنوان (لماذا يعاقب المواطن الجنوبي بجريمة غيره)،القرار مجحف ويجافي كل ماهو عقلاني وإنساني.

وأضافت الصحيفة أن معظم الجنوبيين الذين لجأوا للسودان أجبرتهم ظروف الحرب الطاحنة في بلادهم على الفرار بجلدهم من الموت ومنهم من دخل السودان بلا أمتعة ولا ملابس ولايملك سروى نقير ولهذا لا يعقل أن تكون الظروف قد أمهلته ليستخرج جوازاً أو أوراقاً ثبوتية أخرى.

وأكد الحزب الشيوعي أنه يقف بحزم ضد قرار الحكومة المتعسف وغير الإنساني وطالب بسحب القرار.

وفي السياق قالت الصحفية هنادي الصديق ،من جانبها : بأن القرار غير موفق ،في هذه الأيام بالتحديد،وقالت رعايا دولة جنوب السودان الذين يعيشون في السودان لاذنب لهم في ما إقترفته حكومتهم  إن كانت فعلاً مذنبة.

وتابعت "فغالبية أبناء جنوبنا الحبيب (سابقاً) الموجودين بالأراضي السودانية ،زحفوا بالألاف هربا من جحيم الحرب الذي تدور في دولتهم الوليدة منذ أكثر من ثلاث سنوات وبالتالي يعتبروا لاجئيين إلا إذا أرادت حكومتنا أن تسميهم تسمية أخرى وتسحب عنهم صفة اللجوء".

وأضافت : كيف تنظر حكومتنا للرعايا المصريين والسوريين واليمنيين والإثيوبيين الذين اقتربوا من موازاتنا تعداداً؟أليسو لاجئين أيضاً أم إن الكيل بمكيالين ما زال هو أساس تعامل حكومتنا مع الكثير من القضايا المصيرية.

من جانبه، قال وزير خارجية دولة جنوب السودان ،برنابا مريال بنجامين، في مقابلة مع راديو تمازج أن الحكومة السودانية لها الحق في إتخاذ قراراتها قبل أن يستدرك بالقول : لكن نحن نرى أن علاقتنا مع السودان علاقة خاصة وشعب جنوب السودان والسودان شعب واحد في دولتين.

مؤكداً أن دولة جنوب السودان لن تعامل السودان بالمثل،في إشارة إلي قرار الحكومة السودانية بمعاملة رعايا دولته كأجانب.

مشيراً إلى أن هنالك أكثر من (280) ألف مواطن سوداني لجأوا أيضاً بفعل الحرب والآن هم في جنوب السودان،مطالباً حكومة السودان بمعاملة الجنوبيين كلاجئيين حتى تقوم المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات لهم.

كما طالب بنجامين حكومة السودان بعدم زج الشعب في الشأن السياسي،مشدداً على حل القضايا السياسة في إطار الحوار وبطرق دبلوماسية.

بينما وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية ،أحمد بلال عثمان من جانبه،نفى بأن يكون القرار طالب الجنوبيين بإستخراج جواز أو أوارق ثبوتية خلال أسبوع.

ورفض عثمان في تصريح لراديو تمازج تسمية ما يدور هذه الأيام بشأن رعايا جنوب السودان بالتصعيداً،وقال أن القرار يطالب رعايا جنوب السودان بتسجيل أسمائهم في السجل المدني أسوة ببقية السودانيين حتى يعاملوا كمواطنيين.

وهدد بمعاملة اللذين لم يستعجلوا في تسجيل أسمائهم كأجانب،وطالب حكومة جنوب السودان بإرسال مبعوث للرد على التقارير التي أشارت إلي دعم جوبا للحركة الشعبية قطاع الشمال وشدد بأن لديهم تقارير تؤكد ذلك، الشيء الذي ينفيها حكومة جنوب السودان.