راديو تمازج يحاور فاقان أموم حول نداء المائدة المستديرة ويكشف تفاصيل جديدة

هذه بلادنا جميعا والمسؤولية تقع على عاتقنا لنبدأ بداية جديدة، عبر حكومة تكنوقراط تدير البلاد وتسلم السلطة للشعب بعد انتخابات تحقق التحول السلمي والديمقراطي في البلاد، هذه هي دعوتنا في التحالف وهي دعوة ليست حكرا لنا إنما دعوة لنا ولكل جماهير شعبنا.

فاقان أموم اوكيج  رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – الأصل- والناطق الرسمي باسم تحالف نداء عاجل لعقد حوار المائدة المستديرة وهي تحالف مكونة من حركات المعارضة المسلحة والسلمية غير الموقعة على اتفاق السلام والتي تفاوض الحكومة في منبر روما. في حوار مع راديو تمازُج.

 

س: حدثنا عن التحالف الجديد؟

ج. التنظيمات الستة التي وقعت على ميثاق نداء أصحاب المصلحة في جنوب السودان، هي تحالف الحركات المعارضة في جنوب السودان غير الموقعة على اتفاقية تسوية النزاع المنشطة التي وقعت في أديس أبابا في سبتمبر 2018م، وهي الأحزاب الستة التي كونت تحالف حركات المعارضة في جنوب السودان التي أصبحت طرفاً في مفاوضات روما مع الحكومة المعاد تشكيلها على حسب اتفاقية السلام المنشطة. هذه هي الأحزاب الستة التي اتخذت موقفا مشتركا وهذا ليس إعلانا لتحالف جديد إنما هو دعوة لكل أصحاب المصلحة في جنوب السودان للتوحد والتلاحم في مائدة مستديرة لإنقاذ الوطن من الخطر المحدق به واحتمال الانهيار والوقوع في فوضى عارمة واقتتال وربما انهيار جنوب السودان كدولة وسقوطها.

س: أنتم دعوتكم هو انعقاد المائدة المستديرة، ما هي آليات هذا الحوار؟

ج. المائدة ستتم بالتجاوب بين مكونات جنوب السودان من الأحزاب السياسية سواء إن كانت موقعة على الاتفاقية المنشطة التي ستنتهي في فبراير 2023م وهي الفترة التي ستفقد فيها الحكومية الحالية شرعيتها أيضا؛ والأحزاب والحركات المعارضة للحكومة التي رفضت التوقيع وقيادات المجتمع المدني ورجال الدين والتنظيمات النسوية باعتبار النساء من يتحملن عبء الحرب، بالإضافة للشباب، ونأتي جميعا ونعقد اجتماع المائدة في مكان محايد يجري فيه حوار وتشكيل إجماع وطني حول كيفية إنقاذ البلاد من العنف والعروبات والمجاعات والمأساة التي يعاني منها شعبنا. نحتاج إلى القبول أن البلاد في خطر الانهيار والفوضى وعنف غير مسبوق، ولا بد ان نعترف ان البلاد في حلقة شريرة تبدأ بحكومة انتقالية فاشلة تقود البلاد إلى الحرب وتجري مفاوضات واتفاق لتشكيل حكومات محاصصة بين أطراف النزاع وتشكيل حكومات فاشلة بسبب الصراعات الداخلية، وتفشل في تنفيذ الاتفاقية وتعيد البلاد إلى الحرب.

س: الأطراف في جوبا تجري مشاورات لوضع خارطة طريق جديد لتنفيذ الاتفاقية، كيف ستكون فكرة عقد المائدة المستديرة عمليا؟

ج. عمليا يبدأ الأمر بدعوة الثوار، ونحن الأن نتلقى ردود أفعال إيجابية من منظمات المجتمع المدني والتنظيمات النسوية ورجال الدين والشباب، وهذه نقطة مهمة، فجميعهم متفقون أننا وصلنا لنهاية الفترة الانتقالية ولم يتم تنفيذ الاتفاقية وعلى هذا الأساس نأتي ونجلس ونتحاور، ونحن فعليا الأن بدأنا الاجتماعات وبعد خمسين دقيقة من الأن “الثلاثاء” سأكون في إجتماع مع تنظيمات سياسية من ضمنهم تنظيم سياسي موقعة على إتفاقية السلام، وبعض الشخصيات الدينية في البلاد. وسنتواصل في المشاورات والنقاشات كمرحلة أولى. أما المرحلة الثانية هو أن كل القوى الاقليمية والدولية؛ متمثلة في الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وكل القوى الاخرى مثل الترويكا؛ مهمومة بالأوضاع في جنوب السودان، وقبل اسبوعين دعا الامين العام للامم المتحدة لحوار بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية للاتفاق حول مستقبل جنوب السودان نسبة لعدم تنفيذ الاتفاقية، وبكل تأكيد سيكون هناك دعم لهذا الحوار لان كل شركاء جنوب السودان على المستوى العالم مهمومين بالأوضاع في جنوب السودان مع نهاية الفترة الانتقالية، لان تمديد الفترة الانتقالية خطر سيقود إلى العودة للحرب أو إجراء انتخابات مزيفة لتزوير إرادة شعب جنوب السودان، نسبة لعدم القيام بالإجراءات الضرورية التي تجعل من الانتخابات حرة ونزيهة، بجانب عدم تنفيذ الإجراءات الضرورية في الاتفاقية، اولها؛ عدم الاتفاق لوضع دستور دائم للبلاد، ثانيا لم يتم إعادة بناء مفوضية الانتخابات، وثالثاً لم يتم إعادة توطين النازحين واللاجئين، ورابعاً وأهمها؛ لم يتم إعادة الاستقرار والسلام في جنوب السودان والبلاد ما زالت في حالة حرب، في ظل معارك وحروبات بين مجتمعات مختلفة في اعالى النيل، وجونقلي، والوحدة، وبحر الغزال، وولايات الاستوائية. وبالتالي ليست هنالك ارضية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، بالاضافة إلى عدم إعادة ترسيم حدود الدوائر الجغرافية واجراء التعداد السكاني.

فهذه كلها اشتراطات ضرورية منصوص عليها في الاتفاقية، لم تنفذ في اتفاقيتي 2015 و2018، وهذا يمكن أن يقود إلى الحرب، ولتفادي الحرب لابد ان تجلس كل أصحاب المصلحة بدعم اقليمي ودولي لإجراء وعقد المائدة المستديرة وبناء إجماع وطني من اجل اخراج البلاد من هذه الدائرة الشريرة.

س: وماذا عن مفاوضات “روما” مع الحكومة، حيث من المتوقع أن يصل أعضاء منكم إلى جوبا للمشاركة في لجنة وقف إطلاق النار؟

ج. منبر “سانت ايقيديو” موجود كمنظومة، وما زالت طارحة مبادرتها لضم الحكومة والأحزاب غير الموقعة على الاتفاقية، إلا اننا الان امام تحدي وطني لان الحكومة الحالية ستفقد شرعيتها بعد أشهر وسيحدث فراغ دستوري في البلاد، وبالتالي ندعو لمواجهة الازمة الوطنية المحدقة ونمنع وقوع جنوب السودان في فراغ دستوري، وهي دعوة لإنقاذ البلاد بواسطة كل مواطني جنوب السودان والقوى السياسية وكل التنظيمات المجتمعية والمدنية والدينية، وبالتالي يمكن أن يقود منبر سانت ايقيديو لعقد المائدة المستديرة بمشاركة كل الأطراف.

س: وهل هناك تواصل بينكم مع سانت ايقيديو بشأن المائدة المستديرة؟

ج. نعم أنا في تواصل معهم وقدمنا لهم النداء والمبادرة ونحن معهم في حوار، فقط ننتظر منهم الرد لنطرح لهم المبادرة بحيث يتم تحويل مفاوضات روما إلى منبر يجمع كل أصحاب المصلحة لإنقاذ البلاد.

س: من مطالبكم حكومة تكنوقراط، هل هذا ممكن في جنوب السودان؟

ج. نحن طرحنا حكومة تكنوقراط لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، بعد فشل كل الحكومات الانتقالية التي كونت من أطراف النزاع، منذ الحكومة الأولى بين الحركة الشعبية والأحزاب ومن ثم حكومة اتفاقية 2015م التي فشلت أيضا وتجدد الحرب، كما شكل سلفاكير مع تعبان دينق قاي حكومة جديدة بعد طرد رياك مشار، وفشلت هي الأخرى، والآن حكومة اتفاقية عام 2018م، المنشطة التي شكلت بعد تمديد ومماطلات فشلت في تنفيذ الاتفاقية وتحقيق السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي. هذا واقع معلوم لكل القوى السياسية والمجتمع المدني، وهذا الفشل تكمن خطورته في إعادة البلاد إلى الحرب، وقد تابعنا قبل شهرين كيف تم تطويق منزل النائب الأول للرئيس بقوات عسكرية، والرئيس كير خرج في مؤتمر صحفي وقال أنه سيعلن عن الدفاتر القديمة والتسجيلات التي تثبت وجود مؤامرة وانقلاب قبيل أحداث 2013، وحديث من هذا “النوع”، أمر الذي كاد أن يعيد البلاد إلى الحرب.

الآن هذه الحكومة من فشلها لا تستطيع تنفيذ الاتفاقية، وأنت قد ذكرت قبل قليل أنهم يعملون لوضع خارطة طريق للفترة المقبلة، ولكن الحكومة هي التي لم تضع هذه الخارطة، إنما الحركة الشعبية في الحكومة هي القائمة بهذا الأمر بقيادة الرئيس كير ومجموعته دون مشاركة بقية الأطراف أو مشاورتهم، والحركة الشعبية في المعارضة شريكهم الأكبر خرجت وأعلنت أنها ليست جزءا من هذه الخارطة وكذلك ناءت الحركة الوطنية الديمقراطية بنفسها عن الأمر. هذا يعني أن ليس هناك خارطة طريق بل هنالك قوة تستولى على السلطة وخطر بعودة البلاد إلى الحرب، لذا وجب علينا جميعا كأطراف صراع وكل أصحاب المصلحة أن نجلس في مائدة مستديرة كشركاء في هذا الوطن.

س: تحدثت عن فشل الحكومة منذ 2013، ولكن الشارع العام ينظر إليكم أنتم قيادات المعارضة الحالية كجزء من هذه الأزمة، فكيف يمكن أن تكونوا بديلا لهذه الحكومة؟

ج. نحن لسنا بديلا للحكومة الحالية، نحن نقول إن كل أصحاب المصلحة في جنوب السودان من قوى سياسية ومدنية، تجلس في مائدة مستديرة ونتفق على كيفية إخراج البلد من الحلقة الشريرة هذه، اقترحنا أنه بسبب فشل الحكومات في البلاد، تشكيل حكومة تكنوقراطية من كفاءات غير منتسبة للأحزاب السياسية قادرة على إدارة البلاد؛ أي أناس مستقلين لإدارة الفترة الانتقالية، هذا هو المطروح نحن لم نطرح أننا نريد أن نكون بديلا للحكومة بحيث نقول لـ “سلفاكير ومشار” اذهبوا واتركوا لنا السلطة. ما نريده هو أن يدير هؤلاء التكنوقراط الفترة الانتقالية دون صراعات لأن ليس لهم مصلحة، ويجب أن نتفق أن يتم تسليم السلطة لكفاءات وطنية مستقلة لإدارة البلاد في الفترة الانتقالية ومن ثم تسليمها للشعب الذي سينتخب حكومته.

س: حوار المائدة المستديرة فكرة مطروحة، لكن هل أنتم مع تمديد فترة الحكومة أم الانتخابات؟

ج. نحن نتفق أن هذه الفترة حرجة جدا في تاريخ البلاد، لذلك طرحنا مبادرة المائدة المستديرة بعجالة كي ننقذ البلاد، وهي دعوة عاجلة لقصر الوقت ولا بد من أن  تنجح هذه المبادرة لأنه لا يوجد خيار آخر غير بناء إجماع وطني، والخيارات الأخرى ليست في صالح البلاد، نحن لن نقبل بالتمديد لأنه يعني إطالة أمد معاناة الشعب وإدخال البلاد في خطر الانهيار، وأيضا لن نقبل بانتخابات مستعجلة يتم دون تحقيق الشروط التي ذكرتها سابقا، فكيف تجري انتخابات دون دستور دائم، ودون الدوائر الجغرافية وإجراء الإحصاء والتعداد السكاني، وكيف تقوم انتخابات دون إعادة بناء مفوضية الانتخابات، وكيف يتم كل هذا في ظل مجاعة محدقة بالمواطنين وفيضانات وحروب؟، وكيف كل هذا في ظل وجود أكثر من ثلاثة ملايين مواطن لاجئ في دول الجوار وأكثر من اثنين مليون آخر نازح وفي مخيمات الأمم المتحدة داخل البلاد؟ وهل هذه الأوضاع ستأتي بانتخابات مقبولة النتائج؟، ناهيك أن قانون الأحزاب ما زال حوله جدل بين الأطراف. فـ الانتخابات في أجواء كهذه يعني ببساطة إدخال البلاد في حروب جديدة، لذلك لا يوجد حل بخلاف المائدة المستديرة لبناء إجماع وطني من أجل إخراج البلاد من الحلقة الشريرة.

رسالة أخيرة!

ج. رسالتي لمواطني جنوب السودان هي أن الحكومات التي كونت طيلة الفترات الماضية بعد حروب واتفاقيات؛ فشلت كلها في تحقيق السلام، ويجب أن نجلس جميعا قوى سياسية ومدنية، خارج وداخل البلاد وفي معسكرات اللجوء، لنبني إجماعا ونوحد رؤيتنا لإنقاذ البلاد.

هذه بلادنا جميعا والمسؤولية تقع على عاتقنا لنبدأ بداية جديدة، عبر حكومة تكنوقراط تدير البلاد وتسلم السلطة للشعب بعد انتخابات تحقق التحول السلمي والديمقراطي في البلاد، هذه هي دعوتنا في التحالف وهي دعوة ليست حكرا لنا إنما دعوة لنا ولكل جماهير شعبنا.