يعيش الفارين من مخيمي ابوجا ونيفاشا جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم ،أوضاعا مأساوية بمخيم زمزم ١٥ كم غربي مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
مخيم زمزم الذي يعيش فيه أكثر من ٤٠٠ ألف شخص فر معظمهم من قراهم بمحليتي طويلة ودار السلام إبان أحداث دارفور الأولي في 2003 ، قبل أن تنضم إليهم المئات من الأسر في مخيمي ابوجا ونيفاشا جراء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أواسط أبريل من العام المنصرم.
وكشف نازحون ل “راديو تمازج “حجم الأزمة الغذائية والإنسانية التي يعيشونها في مدرستي زمزم الثانوية والسلام 18 بعد خروجهم من منازلهم شمالي الفاشر.
جدو ادم يوسف رجل خمسيني وممثل النازحين بالمدرستين والبالغ عددهم نحو 800 أسرة ،يمضي يومه في المرور بين الأشجار لتفقد شكاوى الأسر الذين يفترشون العراء، قال نعاني من نقص الغذاء وخيام الإيواء ومياه الشرب ، أبلغنا عددا من المنظمات من بينها منظمتي “رلييف” واللجنة الدولية للصليب الأحمر بمعاناة النازحين إلا أنهم يقدمون المساعدات للفارين من نيالا وطويلة في محيط سكننا.
وتابع “لا يسمعون لنداء النازحين القادمين من الفاشر”.
وذكر بأن بينهم أطفال وكبار السن يعانون من نقص الغذاء والدواء ومياه الشرب بسبب ، ومضى قائلاً ” فقدنا حياة ثلاثة أطفال جوعا ، والبقية الآن باتوا يتسولون في الأسواق لمساعدة أسرهم نتيجة للضائقة المعيشية”.
وقالت النازحة حواء هارون الحاج وهي أم لثلاثة أطفال ، “هربنا من منازلنا بمخيم أبوجا على الأقدام منذ ثلاثة أشهر بسبب الدانات جراء الاشتباكات المسلحة بين طرفي الاقتتال ،نعيش ظروف صعبة لم نملك الأكل ونعاني من الحصول على مياه الشرب والاغطية في ظل برودة الجو”.
وأضافت قدموا لنا الدقيق لكن لا تكفي حاجتنا لذا أصبحنا نتقاسم المديدة مع أطفالنا لأننا لا نملك بدائل أخرى.
فيما شرحت ناهد عبد الرزاق ممثلة النساء ، أن النازحين يعيشون أوضاع مأساوية بسبب نقص الغذاء بمدرستي الثانوية بنين ومدرسة السلام 18 ، في الوقت الذي أصبحت مدينة الفاشر غير امنة ولا تصلح للاستمرار نتيجة لسلسلة الاشتباكات التي ظلت تشهدها من حين لاخر،قبل أن تطالب المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالتدخل لمساعدة الفارين بمخيم زمزم.
دقت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية العاملة في شمال دارفور من جهتها ناقوس الخطر مؤخرا ، وأشارت الى تنامي معدلات سوء التغذية وسط الأطفال بمخيم زمزم لتصل نسبة الوفيات ل13 طفل يوميا.
وكانت منسقية النازحين بمعسكرات النازحين قد حذرت في بيان تحصل عليه راديو تمازج أوائل فبراير الجاري من كارثية الأوضاع الإنسانية وسط النازحين القدامي بـ دارفور غربي السودان.