وصل جثمان الأسقف المتقاعد باريدي تعبان ، يوم الثلاثاء، إلى جوبا قادماً من نيروبي حيث وافته المنية عن عمر يناهز 87 عاماً في الأول من نوفمبر .
وكان في استقبال الجثمان في مطار جوبا الدولي الكاردينال استيفن أميو مارتن مولا، والكاردينال قبريال زبير واكو، ومسؤولو الكنيسة الكاثوليكية، ونائب الرئيس للشؤون الاقتصادية، جيمس واني إيقا، وكبار المسؤولين الحكوميين، وكبار الشخصيات، والمصليين.
وفي حديثه في المطار، وصف الكاردينال أميو الأسقف الراحل باريدي بأنه رجل ناضل روحياً من أجل تحرير جنوب السودان.
وقال “اليوم نحن حزينون للغاية لأننا فقدنا رمزنا، جدنا، الرجل الذي ناضل روحيا وحارب أيضا من أجل تحريرنا، دعونا نحزن عليه مثل الأشخاص الذين لديهم أمل في القيامة لأن باريدي كان شخصًا نتذكره جميعًا ، دعونا معًا نحترم جسده وهو يرقد أمامنا ونحزن عليه بطريقة مسيحية”.
من جانبه قال نائب الرئيس جيمس واني إيقا إن مساهمة الأسقف الراحل لا تقدر بثمن.
مضيفاً”قلوبنا مكسورة. لقد فعل الأسقف باريدي أشياء عظيمة لهذا البلد وشعبه في اللحظات الجيدة والصعبة ، لقد أحزننا أن نرى جثمانه ملقى أمامنا وأنا متأكد من أنه كان سيظل يساهم من أجل الناس ولهذا البلد ولكن الله يعلم الساعة و أنه يأخذه بيده اليمنى”.
اليمنى وبدأ المطران باريدي، المولود عام 1936 في ولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان، خدمته الأسقفية في مايو 1980 كأسقف مساعد لأبرشية جوبا.
كان أول أسقف في توريت والمؤسس المشارك والزعيم الأول لمجلس كنائس جنوب السودان (SSCC).
قادت مجلس كنائس جنوب السودان التي شارك في تأسيسها العديد من المبادرات المسكونية بما في ذلك العمل التنموي والإغاثة الإنسانية وتدريب القادة الشعبيين والوساطة من أجل السلام.
كما أسس الأسقف باريدي قرية السلام “كورون” هي منارة للسلام داخل دولة جنوب السودان التي مزقتها الصراعات.
لقد كرّس حياته كلها لتعزيز الحوار والتنمية في جنوب السودان، وكذلك عبر الحدود في أوغندا وكينيا.
وفي عام 2013، حصل على جائزة الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو للسلام لالتزامه الاستثنائي بالمصالحة بين المجتمعات المختلفة في جنوب السودان.
وكان قد شارك بشكل وثيق في اتفاق السلام بين حكومة جنوب السودان وجماعة ديفيد ياو ياو المتمردة الموقعة في مايو 2014.
في 16 مايو 2018، حصل الأسقف باريدي تعبان على جائزة الحريات الأربع ( Four Freedoms Award) هي جائزة سنوية تُمنح للرجال والنساء الذين أظهرت إنجازاتهم التزامًا بتلك المبادئ التي أعلنها الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت باعتبارها ضروريات للديمقراطية:حرية الرأي والتعبير، وحرية العبادة، والتحرر من الحاجة، والتحرر من الخوف.