أعلن مجتمع لوفيت، وهي إحدى المجتمعات المتحدثة بلغة “اوتوهو” وفاة جلالة الملكة جولينا أوتورو اودينقو، يوم الأحد الماضي، بعد معاناتها مع مرض السكري والشيخوخة، وتم دفنها بعد ثلاثة أيام من وفاتها وفقًا للتقاليد.
وتولت الملكة جوليانا العرش قبل 40 عامًا عندما توفى زوجها الراحل الملك أوتورو أودينقو، وظلت تعمل من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة والمجتمعات المجاورة.
وفي فترات الحرب الأهلية في جنوب السودان، حشدت المملكة جوليانا الشباب للانضمام إلى حركة أنيانا 1 والجيش الشعبي لتحرير السودان، كما تمكنت أيضًا من جذب المبشرين لبناء المدارس والمستشفيات في مناطق لوفيت.
وقال أوتيري بيتر، وهو زعيم شبابي، لـ (راديو تمازج)، إنه تم إعلان ثلاثة أيام حداد في أنحاء المملكة، مشيرًا إلى أنه تم إيقاف جميع الأعمال في المنطقة خلال فترة الحداد.
من جانبه، أرسل أمبروس أويت، رئيس مجتمع لوفيت، عن حزنه على وفاة الملكة، مشيرًا إلى أن رحيلها تركت فجوة كبيرة في الإدارة التقليدية.
وقال أويت أن الملكة الراحلة استطاعت الحفاظ على السلام بين المجتمعات المحلية، مبينًا أنها كانت تزور القرى الواقعة تحت سلطتها لتقديم المشورة حول كيفية إنتاج الغذاء لمكافحة المجاعة.
وحث أويت السكان على التحلي بالصبر وأن تمنح روحها السلام للأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة، على حد قوله.
من جهته، ذكر باتريك أوتينق شبريان، وزير الإعلام والإتصالات بولاية شرق الإستوائية، إن الملكة الراحلة كانت قادرة على تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن أكبر إنجازاتها كانت في مجال التعليم والصحة ومكافحة المجاعة.
وقال الوزير أوتينق :”المكان الذي تحكمها خاصة في لوهثوك، لم يكن فيها مدارس أو مستشفيات، كان الناس يموتون بأعداد كبيرة بسبب الأمراض، ولكن في وقتها حدثت أشياء كثيرة، حيث تمكن المبشرون من القدوم من خلال إدارتهم لإنشاء المدارس والمستشفيات. لقد بدأوا في الخمسينيات القرن الماضي، وخلال كل هذه الأزمات، لا يزالوا هناك يقدمون الخدمات”.
في غضون ذلك، تقدمت مارغريت إدوا أوكوي، وزيرة الثقافة والشباب والرياضة بشرق الاستوائية، نيابة عن الحكومة تعازيها في وفاة الملكة، مشيرة إلى أن الولاية ستواجه صعوبات في تلك المناطق التي ساهمت الملكة في الحفاظ على الاستقرار فيها.
وناشدت الوزيرة مجتمع لوفيت ومملكتي مايا وهوجانق بالهدوء في هذه الأوقات الصعبة التي يعزون فيها في وفاة المملكة.
ومن المقرر أن يختار مجتمع لوفيت، الأمير مايكل، وهو الأبن الوحيد للملكة بين خمسة بنات، لتولي العرش خلال عامين وفقًا للتقاليد.