أوضاع إنسانية صعبة للنساء والأطفال الفارين من القتال في فشلا
يواجه النازحون بسبب العنف المسلح في منطقة فشلا بإدارية بيبور الكبرى بجنوب السودان تحديات إنسانية كبيرة في تلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية.
اندلع القتال في المنطقة بعد مقتل العقيد أوكونج، القائد السابق لقوات الجيش الحكومي في فشلا وهو أحد أبناء المنطقة.
منذ اندلع القتال نهاية شهر سبتمبر، لا يزال آلاف النازحين يجدون أنفسهم في أوضاع مزرية وغير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب المخاوف من وقوع المزيد من الهجمات.
وشارك العديد من النساء اللاتي تحدثن إلى راديو تمازج، مناشداتهن اليائسة للحصول على المساعدة بعد أن دمرت سبل عيشهن بسبب القتال العنيف الذي استمر ثلاثة أيام.
وقالت مارغريت أكويل، إنهم ينامون تحت الأشجار دون الحصول على الطعام أو الماء، كما أعربت عن مخاوفها بشأن تدهور صحة أطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية والذين أصيبوا منذ ذلك الحين بالإسهال والقيء.
وتابعت: “نحن نعاني وننام تحت الأشجار دون طعام أو حتى أدوات لتخزين المياه، لقد غادرت المنطقة بسبب الغارات الجوية التي شنتها مروحيات الجيش الحكومي، والتي أدت إلى حرق ما لا يقل عن 5 منازل في الحي الذي أعيش فيه”.
وقالت: “لا أعرف عن الضواحي الأخرى، لكن يعاني أطفالنا الآن من سوء التغذية، وهناك العديد من حالات الإسهال والقيء”.
وناشدت أكومو بيتر أوموت، الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة وسماع أصواتهم، وقالت إن الرحلة عبر الغابات كانت مروعة حتى أن وصلوا إلى منطقة نيوم بالقرب من إثيوبيا، ولا يوجد طعام ومأوى ويعيشون في خوف دائم من الخاطفين.
وتابعت: “لقد تم عزلنا عن بقية جنوب السودان منذ عام 2005 دون خدمات أو تنمية، ونحن نعمل بأيدينا من أجل لقمة عيشنا ولكننا الآن نازحون والحيوانات تأكل محاصيلنا ولم يبق شيء”.
وأضافت: “ندائنا هو أن يتم الاستماع إلى شكاوانا على الأقل حتى نتمكن من العودة بسلام إلى ديارنا وبدء حياة جديدة حتى لو لم يتم تقديم مساعدات الإغاثة لنا”.
وأعربت أريت أوشلا شام، إحدى قيادات النسوية في فشلا، عن مخاوفها بشأن ظروفهن المعيشية، وشاركت قصص نساء يلدن ويعانين من الإجهاض أثناء هروبهن.
وقالت: “كنا نهرب ولم يحمل أحد معهم أي طعام أو أدوات أو ملابس أو ناموسيات، وأثناء الفرار من المدينة، أنجبت 13 امرأة وأصيبت 12 امرأة أخرى بالإجهاض لأنه ليس من السهل على المرأة الحامل الركض وكانت أصوات الغارات الجوية عالية جدا”.
وتابعت: “كان علينا أن نقضي وقتا في محاولة الوصول إلى نيوم ثم انتقلنا لاحقا إلى أوفيرا، وهؤلاء النساء موجودات معنا هنا في الأدغال دون رعاية طبية أو ناموسيات”.
وأكد أشاو فيتر، منسق لجنة الإغاثة وإعادة التأهيل في فشلا، صعوبة الوضع الإنساني المزري، وقال إن أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا دون الحصول على الغذاء أو المأوى.
وتابع: “لقد أجرينا تقييما مع منظمات إنسانية، وسيتم نشر تقريرنا الأيام المقبلة، لكن بحسب ملاحظتي، تم تدمير أو تضرر حوالي 2000 منزل لأن القصف الجوي كان عنيفا جدا، لذا فإن الأولوية هي المأوى والغذاء والصحة.
وأكد اويتي اولونق، محافظ مقاطعة فشلا بالإنابة، هدوء الأوضاع الأمنية نسبياً في المنطقة. ودعا إلى التدخل الإنساني العاجل، وكشف عن حرق أكثر من 1500 منزل، وتشريد النساء والأطفال.
كما ناشد اولونق، الرئيس سلفاكير، على تشكيل لجنة تحقيق لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في فشلا وإيجاد حل ودي لمخاوف المجتمع.