أوضاع إنسانية قاهرة تواجه النساء بوسط دارفور

مع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي، تواجه المرأة في وسط دارفور ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث أفرزت الحرب الدائرة في البلاد عن صور مأساوية للنساء في جوانب الحياة المعيشية والصحية إلى جانب الانتهاكات المتكررة ضدهن.

مع احتفال العالم بيوم المرأة العالمي، تواجه المرأة في وسط دارفور ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث أفرزت الحرب الدائرة في البلاد عن صور مأساوية للنساء في جوانب الحياة المعيشية والصحية إلى جانب الانتهاكات المتكررة ضدهن.

وفرضت الحرب على النساء العمل في ظروف بالغة القسوة، ففي سبيل تأمين معاشها ومعاش أطفالها تلجأ المرأة في وسط دارفور إلى الأعمال الشاقة مثل عمالة البناء أو تصنيع الطوب أو تكسير الصخور لتحضير خرسانة البناء وغيرها من المهن الهامشية ذات المخاطر العالية والعائد المادي المحدود.

كما أسهمت الحرب في تحويل النساء النازحات إلى مراكز إيواء ذات كثافة بشرية غير ملائمة صحياً.

وفي هذا الصدد تقول السيدة مستورة عيسى النازحة التي استضافتها أحد أخواتها،  إنها تطمح للعودة إلى المخيم بعد أن غادرته بسبب الحرب، مضيفة بأن منزلها في المخيم يظل أفضل حالاً من موقع استضافتها الحالي.

 مستورة التي تصف الوضع بالصعب تشتكي من غياب المساعدات الإنسانية، الأمر الذي دفعها لزراعة البصل لتحقيق الاكتفاء الذاتي على الرغم من مخاوفها من احتمالية نهب المحصول نهاية الموسم.

مريم رمضان من النازحات وتعمل في بيع الخرسانة، قالت لراديو تمازج ، إنها لا تملك شيء اليوم لشراء ما تعيل به أطفالها الأربعة، خاصة وأن تجارة الخرسانة يمر عليها ركود واسع خلال الفترة الحالية.

 مضيفة بأن زوجها أصبح عاطلاً بسبب الحرب وتركها تتولى وحدها تأمين حاجيات الأسرة الضرورية.

مريم أفادتنا بأن لديها قطعة زراعية ولكنها لا تملك البذور و المدخلات الضرورية للزراعة خلال هذا الموسم، خاصة وأن الحرب جعلت الكثير من ممتلكات أسرتها الزراعية عرضة للنهب والتخريب.

على ذات الصعيد تستعرض حليمة أبكر وضعها المأساوي حيث تقيم بمركز الإيواء داخل وزارة التخطيط العمراني هي وأطفالها الثمانية بعد مغادرتها مخيم الحصاحيصا للنازحين، وتقول لراديو تمازج إن ابنتها زرعت الملوخية ولكن بعض المتفلتين اعتدوا على المزرعة و أتلفوا المحصول.

 حليمة تفيد بأنها لم تتلق أي معونات وتشير إلى أن المنظمات الإنسانية لم تصلهم حتى الآن، وفي ظل التعدي على المزرعة وغياب أي دخل للأسرة وبالنظر لغياب زوجها فإن أطفالها الثمانية يواجهون مشكلة المبيت دون غذاء.

حليمة لديها رغبة عميقة في العودة إلى مخيم النازحين ولكنها تفتقد معونات العودة اللازمة وفي مقدمتها المواد الغذائية، حيث تضطر في ظل وجودها داخل المدينة إلى الخدمة المنزلية والأعمال الأخرى التي تساعدها على توفير قوت يومها.

إن قصص حليمة، مستورة ومريم تمثل صوراً لما تعايشه المرأة في وسط دارفور من معاناة وتحديات يومية، فالمرأة تكافح وحدها في غالب الظروف دون أن تجد السند في غياب واضح لدور السلطات الخدمية أو الاجتماعية وانعدام المعونات المناسبة من المنظمات الإنسانية الدولية والوطنية وغياب رب الأسرة في غالب الأحوال بسبب آثار الحرب المباشرة أو غير المباشرة.

إن اليوم العالمي للمرأة يشكل مناسبة يلتفت فيها العالم إلى النساء اللاتي يواجهن تحديات ومصاعب تتطلب تدخله العاجل.