توماس سريلو يكشف عن نقاط الخلاف بينهم مع الحكومة في مفاوضات روما

كشف رئيس جبهة الخلاص الوطني بجنوب السودان، أحد الحركات المسلحة غير الموقعة على إتفاقية تسوية النزاع المنشطة، عن أبرز نقاط الخلاف بينهم مع الحكومة في منبر مفاوضات روما.

كشف رئيس جبهة الخلاص الوطني بجنوب السودان، أحد الحركات المسلحة غير الموقعة على إتفاقية تسوية النزاع المنشطة، عن أبرز نقاط الخلاف بينهم مع الحكومة في منبر مفاوضات روما.

تتفاوض الطرفان الحكومة الإنتقالية في جوبا وتحالف “سوما” في منبر روما لقرابة عامين، دون التوصل إلى إتفاق شامل، لكن الطرفين وقعا على إعلان روما لوقف العدائيات وإطلاق إطلاق النار، التي لم تصمت كثيراً فيما تواصل القتال في مناطق عديدة في الاستوائية بينهم.

وقال الجنرال توماس سريلو، في حوار مع راديو تمازُج يوم “الإثنين”، أنهم ناقشوا مع الحكومة المبادئ الأساسية لكنهم اختلفوا في أربعة نقاط رئيسية، مشيراً إلى أن رفض النقاط الـ “4” من قبل الحكومة إشارة واضحة على أنها غير مستعدة لتحقيق اتفاق تحقق مطالب شعب جنوب السودان..

وقال سريلو: “لم نتفق في مسألة ترسيم الحدود. جبهة الخلاص وحلفائها الآخرين قلنا ان ترسيم الحدود يجب أن يكون وفقاً لحدود 1/1/1956، لكن الحكومة في جوبا رفضت وقالت ان بعض القبائل في البلاد لا يعترفون بهذا الحدود، وان السلاطين هم من يقومون بترسيم الحدود، لكن هذا يوضح أن الحكومة تستخدم القبائل للإستيلاء على أراضي الآخرين حسب ما يتماشى بمصالحهم. وجبهة الخلاص الوطني رفضت الفكرة لأن حدود 1956م منصوص في اتفاق نيفاشا والاتفاقيات الأخرى”.

وأبان سريلو، أن النقطة الثانية للخلاف هي تعريف شكلية الحرب الدائر في جنوب السودان قائلاً: “جبهة الخلاص وحلفائها عرفت الحرب الدائر على أنها حرب سياسية قبلية، لكن الحكومة في جوبا رفضت وقالت إنها حرب سياسية، رفضنا الفكرة وتمسكنا إنها حرب قبلي سياسي”.

وتابع: “بداية الحرب كانت قبلية وتم استهداف مجموعات قبلية معينة من إثنية النوير في جوبا، من قبل مجموعات التي كانت مدعومة من الحكومة. وحاليا هناك حرب قبلي سياسي في جنوب السودان، وما لم يكون هناك تعريف حقيقي للحرب لا يمكن أن نشهد تقدما في المفاوضات”.

وقال سريلو، أن نقطة الخلاف الثالثة تتعلق بالدستور الدائم للبلاد من إجراءات كتابة الدستور والتوقيع والمصادقة عليه، مبينا أن جبهة الخلاص وحلفائها طرحت مشروع أن الدستور الدائم للبلاد يجب ان يجرى عليه إستفتاء شعبي، لكن الحكومة في جوبا ترى أن البرلمان هو المسؤول عن المصادقة على الدستور، وأضاف: “نرى أن شعب جنوب السودان هم من لهم الحق في المصادقة على الدستور، ولا يوجد أي تنظيم سياسي يقوم بإمتلاك السلطة الشعب والدستور، بتالي اختلفنا مع الحكومة”.

وأبان سريلو ان النقطة الرابعة لخلافهم مع الحكومة في مفاوضات روما،ـ تتعلق بالإصلاحات في المؤسسة العسكرية بجنوب السودان، وقال: “الحكومة في جوبا تقول أن جميع قوات الحركات المعارضة يتم استيعابهم  في الجيش الذي يسيطر عليه قبيلة معينة. جبهة الخلاص وحلفائها ترى ان يكون هناك إصلاحات بتكوين مؤسسة عسكرية وطنية تمثل جميع شعب جنوب السودان لتأمين مستقبل البلاد”.

وقال سريلو، أن رغم توقف المفاوضات بينهم مع الحكومة، فإن جبهة الخلاص الوطني، ملتزمة بمواصلة المفاوضات خلال منبر روما، او مفاوضة الحكومة في منبر آخر إذا توقف مفاوضات روما.

بشأن أمن قياداتهم في شرق أفريقيا قال سريلو: “أنهم لم يحصلوا على ضمانات أمنية لقياداتهم في شرق أفريقيا”. حيث في وقت سابق قاطع تحالف سوما المفاوضات بعد مقتل أحد قياداتهم في كمبالا.

بخصوص انضمامهم إلى الحكومة الانتقالية حال التوصل للاتفاق، قال سريلو، أن نهاية الفترة الإنتقالية للحكومة في جوبا ليست من مسؤوليات جبهة الخلاص وحلفائها وهي من ضمن شروط الاتفاق المنشط، لكنهم يتحدثون عن قبول الحكومة لمطالب الجبهة ليعيش شعب جنوب السودان في الكرامة.

واتهم سريلو، في حديثه لراديو تمازُج، الحكومة في جوبا بممارسة إستراتيجية التوقيع على إتفاقيات مع الحركات المعارضة لها حتى تستمر في السلطة،  ومواصلة اضطهاد شعب جنوب السودان وقال: “نحن نرفض الفكرة ونريد إتفاق سلام يخاطب جذور المشكلة ومطالب الشعب من الحقوق الأساسية”.

حول عدم صمود إتفاق وقف إطلاق النار قال سريلو: “الحكومة وقعت على اتفاق وقف العدائيات كمناورة منها لتدمير قوات الجبهة في مناطق سيطرتها، وحالياً ثلاثة سنوات، ويتم مهاجمة مواقع قوات جبهة الخلاص بغرض تدميرها وإضعاف موقف الجبهة خلال المفاوضات حتى نوقع على اتفاق يقضي بتقاسم المناصب فقط”.

وتابع: “نريد أن نعلن بصورة واضحة للحكومة، أن جبهة الخلاص الوطني ستواصل الكفاح لتحرير شعب الجنوب السودان وتحقيق حقوقها ولدينا جميع الاستراتيجيات، إن كانت عبر المفاوضات أو العمل المسلحة، لكننا نعتقد أن الطريقة السلمية افضل اذا كانت للحكومة إرادة لقبول مطالب شعب جنوب السودان”.