تحقيق: وزارة التعليم العام تفشل في تنفيذ مشروع تنموي بملايين الدولارات

أفشلت وزارة التعليم العام والتوجيه في جنوب السودان، تنفيذ مشروع تعليمي ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بقيمة 55 مليون دولار أمريكي، بهدف توسيع فرص حصول الأطفال للتعليم، وفقاً لتحقيقات أجراها راديو تمازج.

أفشلت وزارة التعليم العام والتوجيه في جنوب السودان، تنفيذ مشروع تعليمي ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بقيمة 55 مليون دولار أمريكي، بهدف توسيع فرص حصول الأطفال للتعليم، وفقاً لتحقيقات أجراها راديو تمازج.

وأدت الحرب الأهلية، التي دامت خمس سنوات في جنوب السودان، إلى مقتل ما يقرب من 400 ألف شخصاً وتشريد الملايين ونزوح 2.2 مليون طفل ومراهق وعدم حصولهم على التعليم ، وفقاً لمبادرة اليونسكو العالمية بشأن الأطفال خارج فصول الدراسة.

وكشفت مصادر مطلعة لراديو تمازج أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أوقفت مشروعها لدعم بنية تحتية في مجال التعليم بقيمة 55 مليون دولار أمريكي، بعد أن اختلف كبار المسؤولين بوزارة التعليم العام والتوجيه القومية، حول المواقع التي سيتم فيها بناء المدارس والمساحات المؤقتة للتعليم.

وقال أحد المصادر : إن “كبار مسؤولي الوزارة اختلفوا فيما بينهم حول تحديد الأماكن التي ستُبنى فيها المدارس ، الشيء الذي دفع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للانسحاب من تنفيذ المشروع. الشركة المقاولة كانت جاهزة وقامت بتعيين موظفيها وأنشأت مكاتبها في جوبا لبدء تنفيذ المشروع لكنها انسحبت بعد  فشل تنفيذ المشروع.”

وعند اتصال راديو تمازج بها،  قالت مديرة التعليم في جنوب السودان بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إيريكا روسينفيل: “نعم، لقد تم ايقاف مشروع التعليم من أجل السلام والتعافي والصمود. كان البرنامج عبارة عن مشروع تعليمي ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 55 مليون دولار أمريكي مصمم لتوسيع فرص الوصول إلى التعليم في بيئة تعليمية آمنة، مع تعزيز جهود المرونة للأطفال والشباب الأكثر تضرراً من النزاع”.

وقالت وكالة التنمية الدولية الرائدة في العالم إنها أنهت المشروع في يوليو 2021 لأنه “لم يتماشى مع أولويات وزارة التعليم العام والتوجيه في جنوب السودان.”

وقالت إيريكا: “تشاورت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة التربية والتعليم أثناء عملية تصميم المشروع ، بعد ذلك وقعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على عقد في أغسطس 2020 مع  شركة  FHI360 ، المنفذة للمشروع. وبعد الانسحاب من المشروع ، غادر موظفو الشركة المنفذة جنوب السودان.”

وفقاً للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، لم يتم حينئذ تحديد عدد الأماكن المؤقتة للتعليم والمدارس التي سيتم بناؤها ، لكن الخطة كانت تهدف إلى دعم 400 ألف طالب في جنوب السودان.

وعبر موقعها الإلكتروني ، قالت شركة FHI360 ، إن خطة المشروع كانت لضمان أن تكون هناك هياكل تعليم آمنة ومنصفة ومريحة للطلاب والمعلمين وتفي باحتياجات المجتمع.

حاول راديو تمازج مراراً الاتصال بمسؤولي وزارة التعليم والتوجيه  للتعليق لكنهم رفضوا.

ويثير إفشال مشروع التعليم بقيمة 55 مليون دولار أمريكي من قبل وزارة التعليم العام – والتي تعتمد بشكل كبير على مساعدات المانحين لإدارة المدارس العامة – التساؤل حول ما إذا كان التعليم المنصف يمثل أولوية حكومية. كما أن الخطوة تتعارض مع الخطة الإستراتيجية العامة للتعليم للأعوام 2017-2022 ، والتي تهدف إلى تحقيق أربع أولويات مهمة: زيادة الوصول العادل إلى التعليم العام، تحسين جودة التعليم العام، تعزيز القدرة الإدارية لكبار موظفي وزارة التعليم القومية والوزارات الولائية وإدارات التعليم بالمقاطعات.

نقص في عدد المدارس

وفي ولاية شرق الاستوائية ، على سبيل المثال ، يشتكي العديد من أطفال المدارس من بُعد المسافات للوصول إلى المدارس في معظم أنحاء الولاية. عدد كبير من الطلاب يسيرون على الأقدام لمدة ساعة يومياً للوصول إلى المدارس، وأحياناً لا يذهبون إلى المدارس بسبب الإحباط من بُعد المسافات إلى المدارس.

وقال قيدن ديبي ، وهو تلميذ بمدرسة أساس و مقيم في منطقة أنيف: “أنا أدرس في توريت شرق ، عمري 18 سنة ، وأنا من منطقة أنيف. والمسافة من منطقة أنيف إلى المدرسة ، تستغرق حوالي ساعة سيراً على الأقدام. لذا ، فإن التحديات التي نواجهها هي أن هناك فيضانات في بعض الأحيان ولا يستطيع الأطفال الصغار التحرك إذا كان هناك مياه كثيرة. بالنسبة للأشخاص الكبار مثلي ، نخلع ملابسنا ثم نعبر النهر إلى الجانب الآخر ، لكن الأطفال الصغار لا يستطيعون القيام بذلك.”

وتشكو إليزابيث أباو ، الطالبة المقيمة بمنطقة أديس أبابا في توريت ، من أن المسافة من منزلهم إلى المدرسة تجعل التعلم صعباً لأنها لا تحضر بعض الحصص الدراسية.

وقالت أباو: “المسافة من المنزل إلى المدرسة في توريت شرق تستغرق أكثر من 30 دقيقة ، وأحياناً نجد معلمين قد أعطوا الدروس، ولهذا السبب يفشل البعض منا”.

وأقر السيد لوبوي كليمنت ، مدير التعليم في مقاطعة توريت ، بأن المدارس ليست كافية ، خاصة في المناطق النائية ، وأن هناك حاجة لتدخل عاجل من الحكومة وشركائها في التنمية بتشييد المدارس.

وتابع: “صحيح أن المدارس ليست كافية. لكن وزارة التعليم لديها خطة لفتح مدارس في الأماكن التي تفتقر إلى المدارس لأن لدينا عدد قليل من المدارس الثانوية في مقاطعة توريت.”

من يرغب في التعليق على هذا التحقيق أو إرسال مزيد من المعلومات عليه الاتصال بـــــــــــــــ “راديو تمازج” عبر  الإيميل: contact@radiotamazuj.org