تحديات جمة تواجه الصحفيين في تغطية الحرب في السودان

تحديات جمة تواجه الصحافة السودانية في ظل استمرار الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدت إلى صعوبات جعلت المهنة تتراجع وتتدهور إقتصاديا وتشريد عدد كبير من شاغلي هذه المهنة.

تحديات جمة تواجه الصحافة السودانية في ظل استمرار الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدت إلى صعوبات جعلت المهنة تتراجع وتتدهور إقتصاديا وتشريد عدد كبير من شاغلي هذه المهنة.

وتوقفت العديد من المؤسسات الصحفية منذ بداية الحرب،بسبب هذه التعقيدات.

في الوقت ذاته شكا عدد من الصحفيين معاناتهم في هذه الظروف بالغة التعقيد.

وخلال الأسبوع الماضي تعرض الصحفي السوداني لؤي عبدالرحمن، وهو مراسل لقناة الاخبارية السعودية من السودان إلى هجمات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي واتهامه بالانتماء إلى جماعات إرهابية.

ويقول عبدالرحمن لراديو تمازج، أن ما تعرض له من هجوم وتنمر هو بسبب إهتمامه ونقله للأخبار المتعلقة الانتهاكات التي تقع في ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم.

ووفقا لتقارير إعلامية وحقوقية فإن ولاية الجزيرة بوسط السودان تشهد انتهاكات واسعة ضد المواطنين هناك.

وسيطرت قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية خلال مواجهات مع الجيش السوداني بعد تمردها على الدولة في الخامس عشر من إبريل الماضي.

وفي ذات السياق أصدرت نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بيانا أدانت فيه ما يتعرض له الصحفي لؤي عبدالرحمن.

وقالت النقابة في بيانها، امتدادا لحملات الاستهداف المتوالية ضد الصحفيين والصحفيات منذ تفجر حرب أبريل بالسودان، رصدت النقابة تعرض الصحفي لؤي عبدالرحمن لحملة عنيفة مؤخرا بمواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت النقابة إلى أن الحملة السبرانية المغرضة التي ظهرت بكثافة على صدر صفحات محسوبة على الدعم السريع لبست أشكالا متعددة من اشانة السمعة والتصنيف واغتيال الشخصية، وبلغت الحملة درجة عالية من الفجور بتوجيه اتهامات شديدة الخطورة بحق الصحفي لؤي عبدالرحمن ودمغه بالانتماء إلى إحدى الجماعات المصنفة دوليا بأنها جماعة إرهابية متطرفة، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على أمن وسلامة الصحفي لؤي عبدالرحمن ويعرض حياته للخطر.

وأضافت النقابة، اشتدت الحملة ضد الصحفي لؤي، لرصده الانتهاكات الإنسانية المُروعة التي يرتكبها الدعم السريع بحق المدنيين العزل بولاية الجزيرة مؤخرا.

وأكد البيان، إذ تدين نقابة الصحفيين بأشد العبارات الحملات التي تشنها جهات معلومة واستهداف الصحفيين الذين يعملون في ظروف بالغة التعقيد للقيام بأداء رسالتهم تجاه الرأي العام المحلي والعالمي، بنقل ما يدور  من مجريات وما يتعرض له السودانيين خلال الحرب العبثية التي تدور رحاها في البلاد.

 كما تؤكد نقابة الصحفيين السودانيين بأنها ظلت تنادي منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بإبعاد الصحفيين عن دائرة الصراع وتصفية الحسابات بين طرفي الحرب.

 

ويقول الصحفي السوداني  محمد الفاضل ، هناك أعباء كبيرة وتحديات تقع على عاتق الصحافة السودانية في ظل الحرب الطاحنة حاليا ، وأكد أن الصحفيين يواجهون صعوبات في العملية الصحفية ومن بينها الانتهاكات التي تعرض حياتهم للخطر.

بينما يرى الصحفي محمد إمام، أن  غياب التكوين والتدريب والتأهيل حول موضوع تغطية مناطق النزاع نفسها وعدم الاهتمام بثقافة السلامة وتغطية الحروب وغياب تجهيزات السلامة من سترات واقية وغيرها من أدوات السلامة ، واحدة من المشكلات التي تعطل العمل الصحفي في ظل الحرب.

وأضاف ، كما أن ضعف الثقافة المجتمعية لدور الصحفي المهني أثناء الحرب والذي يفترض أن ينحصر  في تمليك الناس للمعلومات لها بالغ الأثر فيما يتصل بالدور الفعال للصحفيين في نقل الأحداث والمعلومات والتي تؤثر  بشكل كبير على عملهم نسبة إلى ما يتعرضون له من ملاحقات وعمليات تخوين وتنمر مستمر لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع بالقول، كذلك امتلاك الثقافة والوعي الكامل بموضوع التغطية الصحفية في مناطق النزاع المسلح يجعل  الصحفي قادرا على تحديد وجهته التي ينحاز لها وهي الحياد في نقل الأحداث ومراعاة الدقة والمصداقية في نقل المعلومات وعدم الوقوع في فخ نشر الإشاعات.

وأردف، كذلك تتيح عمليات التدريب والتأهيل الجيد فرصة للصحفي لتغطية الأحداث في مناطق النزاع بالانحياز الكامل لمعاناة الناس بما يتوافق مع المعايير المهنية والأخلاقية للصحافة.

ومن جهته قال الصحفي سمؤل بشري، أن الصحافة السودانية تواجه صعاب وتحديات كبيرة في ظل الحرب الدائرة حاليا.

وأضاف، أن عدد الصحف توقفت بسبب هذه التحديات وصعوبات في تغطية الأحداث لعدم توفر السلامة المهنية للصحفيين.

وتشير تقارير إعلامية إلى توقف 60 % من المؤسسات الصحفية منها الصحف الورقية والإذاعات والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية.

كما تفيد المعلومات بتوقف شركات إعلامية ومؤسسات تقدم الخدمات والأدوات الصحفية.

ويعمل في السودان خلال الفترة الماضية أكثر من 200 موقع إليكتروني و 30 صحيفة ورقية منها السياسية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية.