تصوير - منظمة أطباء بلا حدود - بانتيو

أطباء بلا حدود: مئات الآلاف يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر بعد أشهر من الفيضانات بجنوب السودان

قالت منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، إن مع بدء تراجع منسوب المياه ببطء في بانتيو بولاية الوحدة، لا يزال من غير الواضح متى ستتمكن آلاف النازحين الآخرين من العودة إلى ديارهم، وان مئات الآلاف ما زالوا يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر بعد أشهر من الفيضانات.

قالت منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، إن مع بدء تراجع منسوب المياه ببطء في بانتيو بولاية الوحدة، لا يزال من غير الواضح متى ستتمكن آلاف النازحين الآخرين من العودة إلى ديارهم، وان مئات الآلاف ما زالوا يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر بعد أشهر من الفيضانات.

وأشارت المنظمة في بيان صحفي حصل عليه راديو تمازُج الجمعة، الى أن في حالة لم يتمكن النازحين من العودة إلى ديارهم، سيضطرون إلى مواصلة العيش في مثل هذه الظروف المحفوفة بالخطر. وان ذلك يشكل تحدياً إضافياً للجهات الإنسانية الفاعلة، حيث يتطلب منهم عدم إهمال الاستجابة للاحتياجات الفورية مع ملاحظة الطبيعة المطولة لهذه الأزمة وتلبية المعايير المطابقة التي تتجاوز عتبة الطوارئ الأولية.

وجاء في البيان: “عندما بدأ منسوب مياه الفيضانات في الارتفاع في القرية التي تسكنها نيابيل البالغة من العمر 21 عاماً، وزوجها، باتا في حيرة بشأن ما عليهما القيام به. كان قراراً صعباً أن يتركوا أرضهم التي طالما اعتمدوا عليها لتأمين غذائهم. وتقول نيابيل: “أمضينا ثلاثة أيام ونحن متنقلين. كانت أمراً شاقاً، مع أربعة أطفال و قطيع من الماعز”.

مرت ثمانية أشهر على بدء الفيضانات، ولا يزال الناس في ولاية الوحدة، شمالي جنوب السودان، يعانون وهم عالقون في ظروف معيشية سيئة ومعرضين لخطر تفشي الأمراض المعدية والأمراض المنقولة عن طريق المياه. وهم موزَّعون على العديد من مواقع المخيمات المؤقتة، ويواجهون انعدام الأمن الغذائي وفقدان الدخل وسوء التغذية ونقص المياه الصالحة للشرب، ويقدر عدد السكان المتضررين بنحو 835 ألف شخص.

قالت نيابيل، التي تعتمد على الزراعة وحليب الماعز لتأمين الغذاء: “كانت حياتنا أكثر استقراراً من الحياة هنا، حالياً نأكل وجبة واحدة في اليوم وهي الذرة”. أحضرت نيابيل طفلها البالغ من العمر عاماً واحداً إلى عيادة أطباء بلا حدود المتنقلة في مخيم كويرميندوكه في مدينة ربكونا، لعلاجه من سوء التغذية الحاد وأخذ جرعات الأساسية للتطعيم.

كويرميندوكه هو واحد من ثلاثة مخيمات بها نسبة عالية من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد. حسب منظمة اطباء بلا حدود.

ويقول الدكتور رضا إشغيان، قائد الفريق الطبي للاستجابة الطارئة للفيضانات في منظمة أطباء بلا حدود: “أظهر المسح عن التغذية الذي أجريناه أن انتشار سوء التغذية الحاد الشديد في المخيمات بنسب أعلى بالكثير من مستوى الطوارئ البالغة 2 في المئة التي حددتها منظمة الصحة العالمية”.

وقال الدكتور إشغيان: “أثر الفيضانات واضح في المخيمات، وتجد أطفالًا مصابين بسوء التغذية، وأشخاصاً يستخدمون مياه الفيضانات في برك للشرب، كما ترى المواشي الميتة وجثثهم في كل مكان. مثل هذه الأوضاع المتردية تضر بصحة الناس”.

تشير دراسات أولية أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن نحو 5 الف هكتار من الأراضي المزروعة قد تضررت بسبب الفيضانات، بينما نفق أكثر من 800 ألف رأس من الماشية في ثماني ولايات من ولايات جنوب السودان العشر. وتلجأ العديد من النساء النازحات إلى جمع الحطب لكسب شيء من الدخل، غير أن الزيادات في أسعار السلع الغذائية تزيد من صعوبة حصول النازحين على الغذاء.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن مع الزيادة بنسبة 80 في المئة في حالات القبول في مركز التغذية العلاجية للمرضى الداخليين، افتتحت المنظمة جناحاً ثالثاً في مركز التغذية العلاجية في مستشفى في مخيم بانتيو للنازحين.

وتدير فرق منظمة أطباء بلا حدود أيضاً عيادات متنقلة تزور المخيمات في منطقة ميوم، وبانتيو وربكونا والمناطق المحيط، للاستجابة للملاريا وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد.

وقالت المنظمة ان معظم النازحين، يكاد يكون من المستحيل العثور على مياه شرب نقية. وتقول نيافال، وهي أم لأربعة أطفال: “مصدرنا الوحيد لمياه الشرب والطهي والغسيل هو مياه الفيضانات”.

وقبل الفيضانات في ضواحي بنتيو، كانت مرافق الصرف الصحي في مخيم النازحين بالفعل في حالة حرجة ونادراً ما تتم صيانتها.

وتقول حواء ياسين علي، رئيسة فريق المياه والصرف الصحي في فريق الطوارئ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود للاستجابة للفيضانات: “لفترة من الوقت، كان الفيضانات يحول دون الوصول إلى ابار معالجة النفايات. وقد أدى ذلك إلى تراكم مياه الصرف الصحي في مراحيض المخيم، والتي فاضت بعد ذلك في قنوات الصرف الصحي المفتوحة، حيث يلعب الأطفال”.

وقالت حواء، ان للحد من أخطار تفشي المرض، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي داخل المخيم لاحتواء ومعالجة الفضلات “البراز”.

وقال الدكتور إشيغان: “هناك احتياجات هائلة، تشمل الحاجة إلى الملاجئ المناسبة والمياه النظيفة والبنية التحتية للصرف الصحي والرعاية الصحية الجيدة والأمن الغذائي ودعم سبل العيش. يتعين على الجهات الفاعلة الإنسانية والمانحين وحكومة جنوب السودان التحرك الآن قبل فوات الأوان، لا يمكنهم الانتظار أكثر من ذلك”.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان منذ عام 1983، حيث تدير الآن أكثر من 14 مشروعاً في جميع أنحاء البلاد، وتقدم الخدمات الطبية المنقذة للحياة للمجتمعات التي في أمس الحاجة إليها. وتعمل فرق أطباء بلا حدود في مستشفيات وعيادات في جميع أنحاء البلاد.

وتوفر فرق الرعاية الصحية الأساسية والتخصصية للمنظمة، الاستجابة لحالات الطوارئ وتفشي الأمراض التي تؤثر على المجتمعات المعزولة والنازحين واللاجئين من السودان. وتواصل فرق أطباء بلا حدود الاستعداد لـ الجائحة كوفيد -19 وتعمل بالتعاون مع وزارة الصحة.