يحتفل العالم كل عام في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة، كجزء من الاهتمام وإعطاء الحقوق لما تقدمه المرأة في مجتمعه، وردا للجميل.
وأخذ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة طابعا رسميا في العام 1975 من الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بطرق متنوعة في جميع أنحاء العالم.
في السودان يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في ظروف إنسانية معقدة بسبب الحرب المستمرة في البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أجبرت آلاف من النساء وأسرهم لمغادرة منازلهم وتفرقوا بين اللجوء والنزوح.
المرأة السودانية، تعاني الحزن نتيجة لفقدان أشخاص عزيزين، بجانب معاناة النزوح والتفكير في الحفاظ على الحياة والظروف المعيشية ومستقبل تعليم الأبناء وغيرها من إفرازات الحرب.
وتقول الأستاذة عائشة السماني، الصحفية والباحثة والمهتمة بقضايا المرأة وحقوق الإنسان، إن مشاركة المرأة سياسيا منذ نشأة الأحزاب السياسية، نجد أن المجتمع الذكوري مسيطر، ووجود النساء في الأحزاب وفي أغلب الأحزاب لا تعطي النساء مناصب عليا مثل المكاتب التنفيذية. وإن هذا يعود إلى السيطرة الذكورية في المجتمع السوداني.
وقالت: “عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة في السودان، كان أصوات النساء في مقدمة الصفوف، ومتساويا مع أصوات الرجال، ويسيطرن على ميدان الاعتصام وكان لهن الباع الطويل في إنجاح ثورة ديسمبر.
وأوضحت، ظلت المرأة تواجه السيطرة الذكورية والمجتمع والعقلية الذكورية الموجودة في السودان ويدفعن دوما الثمن الأعلى.
وقالت إن الحرب الحالية، يعاني النساء معاناة ويدفعن ثمنا غاليا في مواجهة سلاح الاغتصاب، موضحة أن النساء يختطفن ويغتصبن ويباعون في الأسواق.
وأشارت إلى أن وضع المرأة في السودان حاليا معقد جدا، وأن الاغتصاب يعتبر جريمة حرب ضد الإنسانية، أن الوضع في السودان على كف عفريت.
وتابعت: “يأتي ذكرى الثامن من مارس ومعظم النساء خارج البلاد، بسبب الحرب ولا توجد رؤية واضحة لحل قريب للأزمة السودانية “.
وقال الناشط المدني والمهتم بقضايا المرأة سامي الجلابي، لراديو تمازج، إن المرأة السودانية لاتزال مشاركتها في السياسية ضئيلة جدا وذلك بسبب سيطرة المجتمع الذكوري على هذا المجال.
أضاف: “نجد المرأة السودانية حاضرا في مجال التعليم بصورة كبيرة، كما نجد الجدة، لها مشاركات كبيرة في تربية الأطفال وأيضا المساهمة في العملية التعليمية “.
في ظل الظروف الحالي تكافح المرأة السودانية، لانتزاع الحقوق بكل شجاعة وصبر، وتركت بصمات واضحة في السابق ولا تزال تصنع النجاح من خلال مشاركاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والطبية والصحافة وغيرها من المجالات الأخرى.
وتقول الصحفية هند رمضان، في تصريح لراديو تمازج، إن ذكرى الثامن من مارس هذا العام، تأتي في وقت تمر المرأة بأسوأ الظروف على الإطلاق في السودان لتعرضن للاغتصاب والانتهاكات الجسمية في خصم الحرب الدائرة في السودان.
وقالت: “الحرب أثقلت على كاهل النساء اقتصاديا، بجانب نهب الممتلكات، ومن المعلوم أن النساء في السودان يملكن من المدخرات للحالات الطارئة وكن مستقلات ماليا “.
وتابعت:” المرأة تعاني حاليا من ضعف في الاقتصاد والتشريد والنزوح وفي حالة يرثى لها “.
وأوضحت، أن في هذا العام تضاعفت الانتهاكات وتضخمت وأصبحت فوق احتمال الجميع وأصبحن من أكثر الشرائح المستهدفة في هذه الحرب.
وقال الباحث السياسي طارق الشيخ، إن المرأة السودانية لها أدوار في المجتمع، وأضافت نكهة مميزة للساحة السودانية.
وأوضح أن اليوم العالمي للمرأة فرصة كبيرة، للتأكيد بأننا نحتفل باليوم العالمي للمرأة ودورها في المجتمع.
وتابع: “نحتفل يوميا بالمرأة وليس هناك يوم محدد للاحتفال، لأن المرأة في السودان تجدها في كل المؤسسات وفي كل الأعمال الخدمية من تعليم وسياسة والتربية والزراعة”.
وأضاف: “يجب علينا زيادة الاهتمام بالمرأة والتي تعتبر هي الشقيقة للرجل وتتقاسم معه معاناة الحياة”.
يعد اليوم العالمي للمرأة فرصة جديدة لإظهار مساهمات المرأة في المحافل كافة وإظهار قضاياها وانتزاع حقوقها في كل المجتمعات.
تقارير حقوقية وإنسانية، تشير إلى تعرض العديد من النساء في مناطق الحرب السودان إلى انتهاكات جسيمة، بينها جرائم القتل والاغتصاب والعنف ضد النوع.
يشهد السودان منذ 15 من أبريل العام مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة في البلاد.
تقارير المنظمات الدولية والمحلية تشير إلى مقتل الآلاف وتشريد ملايين من السكان، غالبيتهم من الأطفال والنساء.