استمرار اعتقال ناشطين شباب دون تقديمهم للعدالة في جنوب السودان

يواجه أربعة نشطاء في جنوب السودان، من منظمة (Junubin Chronicles) وهي منظمة غير حكومية، الاعتقال دون تقديمهم للمحاكمة منذ اعتقلهم الجيش في 3 يناير الجاري.

يواجه أربعة نشطاء في جنوب السودان، من منظمة (Junubin Chronicles) وهي منظمة غير حكومية، الاعتقال دون تقديمهم للمحاكمة منذ اعتقلهم الجيش في 3 يناير الجاري.

وتم اعتقال كل من “ديلايتي كيجي، وبيل كور نيل، وسونيا أكون قاك، وبافورا سانتيلو” بعد استدعائهم بشكل منفصل إلى القيادة العسكرية مقر كتيبة “تايقر” الوحدة الخاصة برئاسة الجمهورية.

ويجري التحقيق مع الأربعة، بشأن اختفاء رئيسهم وزميلهم في العمل، بيار أجاك مارول، المدير التنفيذي لمنظمة (Junubin Chronicles)، الذي اختفى في 4 أكتوبر العام الماضي. وعثر على سيارته مهجورة عند جسر الحرية في جوبا.

وقال شهود عيان شهدوا عملية الاختطاف، لكنهم فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، إن أفرادا من مكتب الأمن الداخلي التابع لجهاز الأمن الوطني، أوقفوا أجاك واختطفوا.

الأسبوع الماضي، تم نقل الأربعة المعتقلين إلى مركز الشرطة المركزي في جوبا حيث لا يزالون محتجزين.

وقال كنيدي، والد المعتقل “بافورا”، لراديو تمازج، إن ابنه 24 عاما، تم اعتقاله يوم 3 يناير، بعد أن تم استدعاؤه من قبل وحدة “تأيقر” العسكرية يوم 30 ديسمبر 2023.

وتابع: “لقد تم استدعاؤه عدة مرات، لكن في المرة الثالثة، في 3 يناير، تم اعتقاله، وكان يعمل في منظمة مع صديقه فرانكو بيار “أجاك مارول” المفقود، ولم يتم تقديمه إلى المحكمة، ونقل حاليا إلى مركز الشرطة.

وبحسب كنيدي، فقد أبلغت عائلة “بيار” المفقود عن حالة أدت إلى اعتقال زملائه في العمل.

وأضاف: “لا نعلم ماذا حدث لكن لم يتم العثور على الشاب المفقود، ولا توجد أخبار عنه حتى الان”.

وقال “إنه زار ابنه في المعتقل وأنه بخير”. قائلا: “ابني لا يزال صغيرا ولا يستطيع قتل أي شخص”.

وأضاف أن “عم الشاب المفقود، هو المفتش العام للشرطة وكان عليه أن يدعو الناس للجلوس ومناقشة هذا الأمر، وليس لديه أي اتصال مع عائلة بيار، وتم اعتقال ابني في البداية بمركز شرطة الطوارئ وتم إطلاق سراحه، وحتى الآن لا توجد اتهامات واضحة ضدهم، غدا، سأزور مركز الشرطة وأستمع إلى آخر الأخبار “.

وقال أحد أقارب المعتقلة “سونيا كيجي”، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ليس هناك صداقة بين ابن أخاه والشاب المفقود “بيار”. وقال: “تعرفا على بعضهما البعض في مقر العمل”.

وأضاف: “نحن كعائلة لم نكن نعلم بالحادثة، وما ربطنا ببعضهم البعض هو طبيعة العمل، إنهم ليسوا أصدقاء بأي شكل من الأشكال، وفي وقت لاحق، سمعنا أنها كانت محتجزة في وحدة تايقر، وقررت الذهاب إلى مركز الاحتجاز وأخبروني أن كيجي مع ستة أشخاص آخرين محتجزين للتحقيق. وبعد التحقيقات سيتم إطلاق سراحهم، لكن حتى هذه اللحظة ما زالوا رهن الاعتقال”.

وقال: “ليس لدينا أي مشكلة ونريد فقط معرفة الحقيقة والتأكد من إطلاق سراح ابنتنا”.

وأكد كور كور، والد بيل كور “المعتقل”، أن ابنه ضابط الحياة البرية، محتجز منذ ثلاثة أسابيع بسبب اختفاء بيار.

وتابع: “لقد أخبروني، أنه تم اعتقاله بسبب مقتل إحدى رفاقه الذي كان يعيش معهم في نفس المجمع”.

وأضاف: “إبني موجود حاليا في الحبس لإجراء مزيد من التحقيقات لمعرفة ملابسات اختفاء زميله، ولم يتم العثور على الشاب بيار ولم يتم نشر نتيجة التحقيق، وحتى هذه اللحظة، لا توجد اتهامات واضحة موجهة إلى ابني، وقد اعتقلتهم الشرطة في ديسمبر 2023، وتعرضوا للضرب، ثم أطلق سراحهم. وبعد ذلك، تم اعتقالهم مرة أخرى من قبل وحدة تايقر العسكرية وتحويلهم الشرطة مرة أخرى “.

وأضاف: “ابني يعمل في خدمة الحياة البرية، لكن عندما لا يكون هناك عمل، فإنه يذهب للعمل في منظمة غير حكومية للتمكين مع صديقه المختفي”.

وقال إن بيار هو مدير المنظمة غير الحكومية وينوب عنه ابنه.

وقال: “قمت بزيارته والتقيت بالضابط المسؤول عن التحقيق، الذي أكد لي أن هذا تحقيق روتيني ولم توجه إليهم أي اتهامات”. ” لا توجد اتهامات واضحة، وعائلة صديقة المفقود هي الوحيدة التي تصر على أنهم كانوا يعملون معا، هذا هو الشيء الوحيد الذي سمعناه، ولا توجد اتهامات واضحة ضده، وحتى أن العائلة تنتظر نتيجة التحقيق حتى تتمكن من إبداء الرأي في القضية”.

وقال المحامي استيفن واني، أحد محامي الدفاع عن المعتقلين، في مقابلة صحفية مع راديو تمازج، إن التحقيقات لا تزال مستمرة ولم يتم رفع القضية إلى المحكمة.

وتابع: “أنا جزء من مجموعة من المحامين الذين يمثلون ديلايتي كيجي، وبيل كور نيل، وسونيا أكون قاك، وبافورا سانتيلو، وحتى الآن لا توجد اتهامات واضحة، لكنهم متهمون بمعرفة اختفاء زميل وصديق بيار العام الماضي”.

وأضاف: “لا تزال الشرطة تحقق في القضية وستحيلها بعد ذلك إلى المدعي العام الذي سيعرضها بعد ذلك على المحكمة إذا كانت هناك قضية”.

وقال: “لا أستطيع التعليق أكثر لأن الأمر لا يزال قيد التحقيق”. وسوف اتحدث إذا كان هناك تطورات في القضية.

من جانبه حث المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم “سيبو”، القيادة السياسية في البلاد على ضمان إطلاق سراح النشطاء الشباب إذا لم يكن لديهم أي قضية لتقديمهم للمحاكمة.

وقال إدموند ياكاني، المدير التنفيذي للمنظمة، إنه يجب التعامل مع الامر، من قبل الشرطة دون مشاركة وحدة تايقر العسكرية في القضية.

وقال: “إن الاحتجاز غير القانوني للناشطين الشباب يطبع صورة سيئة للدولة، ويجب تصحيح ذلك على الفور من خلال إطلاق سراح النشطاء الشباب المعتقلين”.

وأضاف: “يحتاج الشعب إلى معلومات حول اعتقال النشطاء الشباب الأربعة ومن الجيد التحرك على هذا التطور السلبي بشكل عاجل، إما بإطلاق سراح النشطاء الشباب أو تحويلهم إلى الشرطة إذا كان لديهم قضية “.

وقال إن الاعتقال والاحتجاز غير القانوني للنشطاء الشباب يجب أن يتوقف ومحاسبة الجناة.

ينص دستور جنوب السودان على تقديم المعتقلين إلى المحكمة خلال 24 ساعة، على الرغم من ذلك، تقوم السلطات بشكل روتيني باحتجاز المشتبه بهم لفترات طويلة، بما في ذلك أثناء التحقيقات والمحاكمات اللاحقة.