قال تقرير المراقبة المحلية الثاني قبل الانتخابات، الصادر من منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم في جنوب السودان، “إن تباين وجهات النظر من قبل الموقعين الرئيسيين على اتفاقية تسوية النزاع المنشطة لعام 2018، تسبب في الخوف بين المواطنين، حيث يخشى الناس من تجدد أعمال العنف”
وفقا للتقرير، فإن قطاع كبير من سكان جنوب السودان، يريدون إجراء الانتخابات في موعدها، لكن بطريقة ديمقراطية وسلمية.
وجاء في التقرير “أن المواقف السياسية تجاه تأجيج الاحتكاكات السياسية بين الجهات السياسية الفاعلة في تزايد بسرعة كبيرة في الأيام الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالرأي بشأن إجراء الانتخابات بحلول ديسمبر 2024”.
وتابع: “المعضلة السياسية، بشأن إجراء الانتخابات بحلول ديسمبر 2024، هو تأثير الخوف من العودة إلى العنف بين الموقعين على اتفاق السلام المنشط”.
وأوصى التقرير “بالتحرك العاجل بشأن إجراء حوار سياسي شامل في مارس 2024، لاتخاذ قرارات سياسية مهمة والتوصل إلى توافق في الآراء بشأن مصير الانتخابات المقبلة”.
وقالت المنظمة المحلية المهتمة بمراقبة تنفيذ السلام، إن المواطنون يهتمون بشدة بالمشاركة في الانتخابات، لكنهم يريدون انتخابات سلمية وديمقراطية وحرة ونزيهة وخالية من العنف في ديسمبر 2024.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها التقرير هو أن غالبية المواطنين على قناعة أن القادة السياسية الحالية في السلطة تخشى إجراء انتخابات ديمقراطية وسلمية وترغب في البقاء في السلطة حتى بتمديد الفترة الانتقالية.
وجاء في التقرير أن تزايد التصريحات السياسية المتضاربة بشأن المسائل الانتخابية في الأسابيع الأخيرة يؤدي إلى زيادة عدم ثقة الجمهور وفقدان الثقة في إجراء انتخابات ديمقراطية وسلمية، وهذا يزيد من احتمالية فرص عودة البلاد إلى المربع الحرب.
وذكر أن تضييق الخناق على الفضاء المدني والسياسي من قبل السلطات الأمنية الحكومية، يزيد الخوف من احتمال اندلاع مواجهة عنيفة بين المحركين السياسيين.
وقال التقرير، إن تأخير قرارات القيادة السياسية بشأن مصير الانتخابات حول قيامه من عدمه والجدول الزمني وتقويم نهائي للانتخابات، يجعل توعية الناخبين أكثر صعوبة.
وكشفت المنظمة، أن تصاعد العنف المسلح بدوافع سياسية بين المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد، يجعل المواطنين في حالة من الخوف وشكوك حول إجراء الانتخابات.
ويتابع: “من المرجح أن تكون الانتخابات على مستوى الولايات لمقاعد حكام الولايات وبرلمانات الولايات محل منافسة شديدة، وإذا لم يتم الالتزام بالمعايير الديمقراطية، فإن فرصة تحول الانتخابات في الولايات إلى العنف كبيرة”.
وأبانت المنظمة، أن التخفيض المتزايدة في تمويل المانحين العالميين تشكل تهديدا لقدرة وسائل الإعلام والمجتمع المدني في مواجهة الانتخابات.
وفقا للمنظمة فإن النتائج التقرير قبل الانتخابات معبرة، وتطالب القيادة السياسية في البلاد بإعطاء الأولوية بجدية لعقد حوار سياسي شامل لحل بعض المواقف والتصريحات المتضاربة من الأحزاب بشأن الانتخابات.
وحذر التقرير من أن” التصريحات السياسية التي أثارت العنف في عام 2016، يبدو أنها تتشكل بسرعة كبيرة، وقد أثار هذا الذعر بين بعض المواطنين الذين يعتقدون أن البلاد يمكن أن تعود إلى العنف، ويجب أن يكون هناك حوار سياسي شامل وفوري لاتخاذ قرارات سياسية والتوصل إلى توافق حول مصير انتخابات ديسمبر 2024 وغيرها من المخاوف العالقة”.
كما حثت منظمة، الحكومة على تمويل المؤسسات المكلفة بخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات ديمقراطية وسلمية وفتح المجال المدني والسياسي لجميع الجهات الفاعلة.
وتابع: “يمر جنوب السودان بفترة سياسية حساسة للغاية، وتتطلب من القيادة السياسية خطوات استباقية للتخفيف سوء الفهم السياسي، وحل العوامل التي تثير التوتر السياسي وانعدام الثقة وتحفز الجهات السياسية الفاعلة على المشاركة، واستخدام لغة العنف”.