شكاوى وتجارب قاسية للنازحات والناجيات السودانيات بمراكز الإيواء بمدينة الفاشر شمال دارفور

عبرت عدد من النازحات السودانيات بمدينة الفاشر شمال دارفور ، عن تعرضهن لتجارب قاسية ومؤلمة أثناء فرارهن من جحيم الحرب.

عبرت عدد من النازحات السودانيات بمدينة الفاشر شمال دارفور ، عن تعرضهن لتجارب قاسية ومؤلمة أثناء فرارهن من جحيم الحرب.

وكانت مدينة الفاشر قد استقبلت خلال الأيام الماضية أعداد كبيرة من النازحين الذين هربوا من مدينة نيالا ومناطق جنوب دارفور ، عقب ارتفاع وتيرة الحرب بين الجيش والدعم السريع، إضافة إلى وقوع أحداث عنف بين قبيلتي السلامات والبنى هلبة.

راديو تمازج أجري استطلاع وسط النازحات والناجيات من مركز إيواء مدرسة الفاشر الجنوبية الذي يحتضن أعداد كبيرة من النازحين.

وأكدت النازحة كلثوم آدم ، إنها فرت من مدينة نيالا إلى منطقة كبون، وقبل أن تستقر فيها، اندلعت مواجهات قبلية بين قبيلتي البني هلبة والسلامات مما دفعهن  للفرار مجددا عبر طرق وعرة للعودة إلى المدينة مرة أخرى، استغرقت رحلتها أيام بمعية أطفالها وجدتها.

وأبانت آدم أنها عادت إلى مدينة نيالا التي كانت تشهد معارك ضارية مما اضطرها للخروج إلى مدينة الفاشر.

وقالت أثناء فرارهن تعرضن للعديد من الانتهاكات اللفظية والجسدية والبعض منهم للاغتصاب من قبل القوتين المتحاربتين .

وتابعت “لقد عانينا العديد من التحديات ، منها التحرش ، العنف ، الجوع ، الامر الذي ادى الى العديد من الوفيات وسط الأطفال وكبار  السن”.

وقالت نازحة أخرى حزينة فضلت حجب هويتها لراديو تمازج ، انه اثناء هروبها من مدينة نيالا فقدت جنينها .

وتابعت “كنت اجري بسرعة ، وهناك إطلاق نار في كل مكان ، شعرت وكأن هناك شيئا كالماء في جسمي لكنه نزيف دم  ، هكذا فقدت جنيني ، بعض النساء أجلسوني تحت الشجرة اعطوني ماء لأشرب وثوب لأغطي به جسمي”.

وبينت أن الحرب خسارة وعلى القيادات المتحاربة النظر في مصالح السودانيين قبل مصالحهم الشخصية.

وقالت النازحة  الاء آدم انها هربت وأسرتها من مدينة نيالا إلى منطقة كبو، التي شهدت مواجهات قبلية دامية، مما اضطرها للعودة إلى الفاشر في رحلة استغرقت أيام سيرا على الأقدام وظروف أمنية قاسية.

وناشدت آدم ، الأطراف المتحاربة بوقف الحرب والجلوس في طاولة حوار ، وطالبت المجتمع الدولي بمراقبة والضغط على الأطراف وضمان محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق النساء.

ويحتضن مركز إيواء النازحين بالمدرسة الجنوبية أعداد من النازحين، أغلبهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون ظروف قاهرة، رغم مجهودات يقوم بها المتطوعون الشباب لتقديم الخدمات والرعاية الصحية.