يعيش المواطنون في مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور ، إشكاليات كبيرة في مجال خدمات الهاتف الجوال وشبكات الاتصال منذ منتصف شهر مايو الماضي وحتى الآن .
حيث عُرفت زالنجي خلال أشهر الحرب الماضية بالمدينة المعتمة بسبب انقطاع أي قنوات لنقل المعلومات أو الأخبار في ظل مواجهات عسكرية طاحنة وأوضاع أمنية بالغة التعقيد ، في المقابل اعتمد سكان المدينة على المراسلات التقليدية عبر الخطابات الورقية التي يتم إرفاقها مع سائقي العربات السفرية التي تتحرك من زالنجي إلى نيالا شرقاً أو سرف عمرة شمالاً أو الجنينة غرباً أو وادي صالح جنوباً، لمراسلة ذويهم في ولايات السودان الأخرى.
ودفع هذا الوضع المقلق الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التساؤل عن أوضاع المدنيين .
في ظل هذا الوضع ظهرت بعض المبادرات التي هدفت إلى توفير سبيل للتواصل، وقد تمت الاستعانة بأجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية بما يُعرف بجهاز (Wi.Fi) والذي أتاح لكثير من المواطنين ممن يمتلكون هواتف ذكية فرصة الاتصال عبر الإنترنت واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
غير أنه ما تزال هناك مجموعة إشكالات تواجه المواطنين ومنها عدم انتشار هذه الأجهزة بالقدر الكافي داخل المدينة والمناطق المجاورة لها.
وفي هذا الصدد قال المواطن حسن علي لراديو تمازج ، إنه غير قادر على الاتصال مع أفراد أسرته خارج المدينة لأكثر من خمسة شهور ، لأنه لا يمتلك هاتف ذكي وأن هاتفه الصغير لا يعمل بالمدينة إلا إذا سافر إلى مدن مجاورة ، وهو الأمر الذي يتعذر تحقيقه خاصة وأن عامل السن وظروفه الصحية لا تسمح له بذلك.
من جانبه قال المواطن الشاب والمتخصص في مجال الشبكات المهندس صبري عبد الرحيم لراديو تمازج ، إن الحرب أدخلت الناس في ظروف كارثية .
وأشار المهندس صبري إلى أن مركزية تقنية الاتصالات ووجود أجهزة الخوادم الرئيسية (السيرفرات) في العاصمة الخرطوم يمثل واحدة من أهم إشكالات الاتصال في السودان والتي يؤدي توقفها عن العمل إلى حدوث أعطال في الشبكة الممتدة في كافة أطراف البلاد، إضافة إلى مسألة أبراج تقوية الشبكات والتي تعتمد على كهرباء المولدات وتحتاج للوقود والصيانة وغيرها مما يعيق جودة الخدمة.
من جانبه قلل المواطن آدم جار النبي ، أن يكون الاتصال عبر الإنترنت بديلا نهائياً لشبكات الاتصال ولكنه يؤدي أدواراً مهمة خلال الفترة الحالية، حيث ربط الناس بمعارفهم وأراح الناس من المراسلة عبر الخطابات الورقية.
وبين أن اعتماد المواطنين على شبكة (Wi.Fi) يأتي من باب الاضطرار لإنعدام الخيارات ولسوء الأحوال الأمنية وغياب الأجهزة الحكومية وعدم قدرة الشركات المعنية بتقديم خدمات الاتصال.