خرج الآلاف من سكان أبيي في مظاهرات سلمية يوم “الأحد”، تطالب بالحكم الذاتي من دولتي السودان. وسلم المتظاهرون من قادة المجتمع مذكرة إلى المجتمع الدولي والمجتمع الأفريقي عبر قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبي.
أبيي هي منطقة متنازع عليها بين دولتي السودان. حيث تحكم ببروتوكول خاص وفقا لاتفاقية السلام لعام 2005. منح أبيي الوضع الإداري الخاص.
ومع انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، ظلت منطقة أبيي محل النزاع دون التوصل إلى اتفاق بين دولتي السودان.
في عام 2013، صوت سكان منطقة أبيي من قبيلة دينكا نقوك بأغلبية ساحقة لمصلحة الانضمام إلى دولة جنوب السودان، في استفتاء من جانب واحد، لكن حكومة جنوب السودان رفضت الاعتراف بنتائج الاستفتاء.
وقال السلطان بولبيك دينق كوال، كبير سلاطين أبيي لراديو تمازج نهار اليوم الإثنين إن “نحن نريد من المجتمع الدولي والإقليمي قبول قرار شعب أبيي بأن تصبح منطقة مستقلة ليست له علاقة مع السودان أو جنوب السودان”.
وأضاف: “رسالتنا للمجتمع الدولي والإقليمي، هو قبول قرار شعب أبيي لأنهم عانوا من حروب أهلية منذ أنيانيا- 1 بين الشمال الجنوب منذ عام 1955 حتى اتفاقية أديس أبابا ومرة أخرى في عام 1983، عانى شعب أبيي حتى اتفاق السلام الشامل في عام 2005”.
وأضاف: “رغم حصول جنوب السودان على الانفصال لا يزال شعب أبيي يعاني، ولهذا السبب نأمل أن تتاح الفرصة لشعب أبيي للتمتع بالاستقرار والأمن والحياة المزدهرة.”
وقال بولبيك، إن هذه الخطوة اتخذتها مجتمعات “دينكا نقوك التسعة” دون تدخل من أي حكومة من البلدين.
وقال العديد من سكان ابيي تحدثوا لراديو تمازج، إنهم خرجوا في التظاهرة للمطالب بالحكم الذاتي حتى يتمتعوا بالاستقرار
وقالت المواطنة نيانمو ماجيط، إنهم توصلوا إلى القرار حتى يكونوا في الأمان من التهديدات عبر الحدود. وقالت: “نحن فخورون بأرضنا ونهرب دائما من منازلنا حفاظا على حياتنا، وجميع النساء يدعمن القرار”.
تقع أبيي على الحدود بين السودان وجنوب السودان، تعيش في شمالها قبيلة المسيرية الرعوية، وفي جنوبها قبيلة دينكا نقوك، فيما لا يعترف كل طرف بوجود أصيل للطرف الآخر.
ترى دينكا نقوك أنّ المسيرية مجرّد رعاة عابرين للمنطقة من أجل الرعي، بينما ترى المسيرية أنّ “الدينكا” ما هم إلا ضيوف في المنطقة، رُحِّب بهم تاريخياً بعد هروبهم من بطش مجموعات قبلية في جنوب السودان.
يذكر أن الغالبية في منطقة أبيي ينتمون إلى قبيلة دينكا نقوك، وهي قبيلة تفضل أن تكون تابعة لدولة جنوب السودان.
وتعتبر خطوة المطالبة بـ “حكم ذاتي” مستقلة من دولتي السودان وجنوب السودان تطورا جديدا في قضية منطقة إبيي.