قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى جنوب السودان، الخميس، إن شعب جنوب السودان لم يستفيدوا من عائدات النفط الخام الذي يعد أكبر صادرات البلاد.
وقال السفير تيمو أولكونن، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى جنوب السودان، في جوبا خلال حفل بمناسبة اليوم الأوروبي، حيث وصف جنوب السودان بأنه مثال نموذجي عن لعنة الموارد.
وقال إن التكنولوجيا القائمة على الحفريات قديمة الطراز مع وجود طرق حديثة وأكثر صداقة للبيئة لإنتاج الطاقة، وأن إذا تركت دون معالجة، فمن المحتمل أن يساهم استمرار استخدام الوقود الأحفوري في الانقراض نسبة لتأثير تغير المناخ.
وتابع: “هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نقدر دور النفط في جنوب السودان، ستكون أعمى إذا لم تفهم أهميتها، لكن جنوب السودان هو مثال نموذجي عن لعنة الموارد، حيث لم تكن أرباح النفط مفيدة للشعب بشكل عام وتم إهدارها وإساءة استخدامها إلى حد كبير”.
وأضاف: “من المأساوي أن العديد من الموارد المتجددة والمستدامة، التي تمتلكها البلاد من ناحية أخرى قد تم إهمالها على مدى العقود الماضية، وأفكر بشكل خاص في الإمكانات الزراعية والتنوع البيولوجي المذهل في هذا البلد”.
وقال: “يقال إن كل أزمة هي فرصة، لذلك ربما يمكن للقضايا الأخيرة المتعلقة بصادرات النفط أن تعيد توجيه التركيز إلى هذه المحركات النظيفة الأخرى للنمو الاقتصادي، ولا يمكنك القول بأن الإمكانات غير موجودة”.
وأوضح مبعوث الاتحاد الأوروبي، إنهم انضموا مؤخرا إلى العديد من أعضاء المجتمع الدولي في دعوة الحكومة إلى عدم فرض ضرائب على المساعدات، ورحبوا بإلغاء جنوب السودان للضرائب على المساعدات الإنسانية وإعفاء وكالات الأمم المتحدة من الضرائب.
وقال: “أرحب بحقيقة أن الحكومة، أكدت أن هذه ليست النية بالفعل ولا أستطيع التأكيد بما فيه الكفاية، لكن ما يهم هو التنفيذ، وأي شيء أقل من ذلك سيكون بمثابة كارثة لشعب جنوب السودان ويضر بسمعة البلاد نفسها”.
وبشأن عملية السلام، قال المبعوث الاوروبي، إن الحماس لإجراء الانتخابات العامة في جنوب السودان قد تراجع حيث أخطأت أطراف الاتفاق في الجداول الزمنية الرئيسية أثناء تنفيذ اتفاق السلام.
وتابع: “لقد كنت متحمسا لاحتمال المشاركة في الاستعدادات للانتخابات والدستور الجديد ودعمها، ولقد ظللنا ندعم تلك العمليات سياسيا وأيضا من خلال تعاوننا الإنمائي، وبالفعل تم إطلاق مشروع جديد بشأن الدعم الانتخابي في أغسطس الماضي، لكن يجب أن أعترف بأن هذا الحماس قد تراجع منذ ذلك الحين، وعلى مدى العام الماضي، شهدنا الموعد النهائي بعد الموعد النهائي لخارطة الطريق لاتفاقية السلام، وقبل شهر، قرأنا تقييم الأمين العام للأمم المتحدة لمستوى استعداد البلاد لإجراء انتخابات”.
وقال: “يجب على الأطراف الالتزام باتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق حزمة حرجة من التنفيذ الضروري لإجراء انتخابات سلمية وحرة ونزيهة وذات مصداقية”.
وأبان إنه على الرغم من خيبات الأمل، فإنه لا يزال يعتقد أن هناك احتمالات لوضع أول دستور دائم وإجراء أول انتخابات لدولة مستقلة من النوع الذي ينبغي أن يثير الوطنية والحماس.
وقال: “نأمل أن العمليات الجارية، مثل الحوار بين الأطراف الذي تدعمه بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أو جهود الوساطة الكينية، ان تظهر ثمارها قريبا وأن يجتمع أصحاب المصلحة معا للتوصل إلى توافق في الآراء”.
من جانبه، قال السفير ماندي سرويا كومبا، نائب وزير خارجية جنوب السودان، إن بلاده راضية عن العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي ودول الأعضاء في العديد من القطاعات التنموية والاقتصادية.
واوضح أنهم يتطلعون إلى العمل مع الاتحاد الأوروبي ودول الأعضاء في مجالات تطوير قطاع المعادن والزراعة والصناعة، وبناء القدرات وتغير المناخ.
وتابع: “أود أن أؤكد لكم إلتزامنا كحكومة بمواصلة تلبية احتياجات شعبنا، ومواصلة إشراك مختلف الشركاء في المشاركة السياسية والاقتصادية المقبلة في البلاد، بما فيها الانتخابات”.
وأضاف: “إننا نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي للحصول على الدعم لتحقيق هذا الهدف الشامل”.