رئيس الحركة الوطنية الديمقراطية الدكتور لام أكول أجاوين في حوار عن عقبات التحول الديمقراطي (الجزء الثاني والاخير)
الدكتور لام أكول أجاوين، يعد سياسي مخضرم من جنوب السودان، وزعيم الحركة الوطنية الديمقراطية، أحد المجموعات الموقعة على إتفاقية السلام المنشطة لعام 2018، والتي تنضوي تحت مظلة تحالف المعارضة في جنوب السودان (سوا)، التي تجمع عدد من الحركات السياسية المعارضة.
التقى (راديو تمازج) بدكتور لام أكول، وتحدث معه حول تنفيذ اتفاقية السلام، والتحديات التي تواجه تحالف المعارضة والتحضير للانتخابات العامة في 2024، ومواضيع أخرى. فإلى تفاصيل الحوار.
س: يقول بعض المراقبين أن دكتور لام أكول كاد أن ينسحب من التعليق على الأحداث السياسية في جوبا؟ لماذا؟
ج: هذا ليس صحيحاً. هذا يأتي من أشخاص لا يتابعون الأحداث بأنفسهم. أولاً، الحركة الوطنية الديمقراطية هي الحزب السياسي الوحيد الذي يصدر بيانات بانتظام حول الأحداث السياسية في البلاد. كنا نصدر بيانات كل ثلاثة أشهر توضح بالتفصيل تقييمنا لإتفاقية السلام المنشطة كلما دخلت مرحلة تنفيذ جديدة. لقد أصدرنا أكثر من خمسة بيانات في الأشهر السبعة عشر التي سبقت الفترة الإنتقالية. قلنا أيضاً أن الإتفاقية لن تنفذ وتوصلنا إلى حلول. وفي كل مرة يتجاهلوننا ولكنهم يعودون إلينا في النهاية. كما أصدرنا بياناً باسم الحركة الوطنية الديمقراطية عندما حدث تأخير في تنفيذ الإتفاق، وقررنا أن تكون هناك حلول معينة. عندما اقترحت الأحزاب السياسية الأخرى تمديد الفترة الإنتقالية، قلنا أن هذا ليس حلاً لأننا إذا قبلناه، فهذا يعني أننا كنا نخطط لتمديدها من البداية و اقترحنا مؤتمر مائدة مستديرة بدلاً من ذلك لأننا أردنا أن تكون عملية السلام شاملة. هذا هو سبب وجود مفاوضات في روما. قلنا بأن هذه فرصة لأن الفترة الإنتقالية تقترب من نهايتها. كان هذا في يوليو عندما أصدرنا بياننا الأول وابتكروا (الأحزاب السياسية الأخرى) فكرة تمديد الفترة في أغسطس.
قلنا إن الحل ليس في تمديد الفترة. قلنا أن هذه فرصتنا كمن وقعوا اتفاقية السلام ولمن لم يفعلوا ذلك، لأن الموجودين في روما الآن رفضوا اتفاقية السلام لعام 2018، لأنها لم تعالج الأسباب الجذرية للأزمة. والآن اقتربت الإتفاقية من نهايتها، ومع بقاء سبعة أشهر اقترحنا عقد مؤتمر مائدة مستديرة لجميع الأطراف للخروج بمقترحاتهم حتى نتمكن من التوصل إلى إتفاقية بنهاية الفترة الانتقالية يقودنا إلى الانتخابات. لقد رفضوا اقتراحنا بعقد مؤتمر المائدة المستديرة. ورأت أحزاب المعارضة أن المؤتمر يعني المعارضة فقط، ولكن لا يوجد مؤتمر مائدة مستديرة لطرف واحد فقط، وإلا فهو ليس مائدة مستديرة. يجب أن يجمع (المؤتمر) كل من الحكومة والمعارضة معًا لمناقشة القضايا والتوصل إلى حلول للتقدم في البلاد.
س: ربما يرون انسحابكم، بسبب وجودكم خارج البلاد لفترة طويلة؟
ج: هذا ايضا غير صحيح، لأنهم يعتقدون أن الحزب هو لام اكول. بصرف النظر عني، فإن معظم قيادة الحزب في جوبا بما في ذلك النائب والأمين العام. نحن جزء من الحكومة ولدينا أعضاء في المجلس التشريعي القومي ومجلس الولايات و وزراء ولائيين ومحافظين، وأعضاء في برلمانات الولايات والمقاطعات. لذا فالحزب موجود على الأرض.
س: ربما ليس المراقبون وحدهم من يعتقدون ذلك فقط، ولكن أيضًا أعضاء الحركة الوطنية الديمقراطية؟
ج: لا، لا أعتقد ذلك.
س: يقول الكثيرين أيضًا إن (سوا) التزم الصمت حيال ما يحدث في البلاد، وكان الكثير من الناس يأملون في أن يساهم التحالف في تنفيذ الاتفاقية، خاصة بعد تشكيلها خلال فترة المفاوضات. أخبرنا إذن، ما الذي يحدث مع (سوا)؟
ج. هذا سؤال وجيه. كما ذكرت، تم تشكيل التحالف أثناء المفاوضات. عندما دخلنا المفاوضات في عام 2017، كنا نواجه طرفين كانا المتحاربين وسببوا الحرب في عام 2016. كنا 14 طرفًا وعندما قدمنا اقتراحاتنا، واجهنا معضلة أن التفاوض كان بين الطرفين المتحاربين. وقلنا أن الصراع سببه الطرفين لكن المشكلة يتجاوزهما وهي تتعلق بالبلد كله، حتى المجتمع المدني له الحق في المشاركة وقد شاركوا في المفاوضات. ما واجهناه خلال المفاوضات هو ما أجبرنا على تشكيل تحالف أكبر من كل حزب على حدة. أصبحنا طرفًا ثالثًا في المفاوضات وقدمنا أفكارًا جديدة غيرت عملية التفاوض. جاء الوسطاء إلى طاولة المفاوضات مع إستراتيجية مفادها أنه لا توجد مشاكل مع الاتفاقية الأولى لعام 2015.
من 2016 إلى 2017, كان الوسطاء؛ الإيقاد والمجتمع الدولي ينفون انتهاء إتفاقية 2015، لأن طالما تقاتل الزعيمان اللذان وقعاها (الرئيس ونائبه الأول) في القصر الرئاسي، فلا يوجد إتفاقية. لكنهم ينفون ذلك لأنهم إذا قالوا أن الاتفاقية انتهت فهذا يعني أن الحكومة غير شرعية.
لذلك، عندما جئنا إلى المفاوضات، كانوا يركزون فقط على تقاسم السلطة، قائلين إن كل شيء آخر يجب أن يظل دون تغيير. نظمنا أنفسنا وهنا بدأ الحديث عن الأسباب الجذرية للصراع. لذا توصل (سوا) إلى مطالب رئيسية وغيرنا مسار المفاوضات وأصبحنا طرفًا ثالثًا بعد الطرفين المتحاربين والأحزاب السياسية الأخرى والمعتقلين السياسيين السابقين. ولكن عندما وصلنا إلى جوبا، إزداد الضغط وخرجت بعض الأحزاب السياسية من التحالف واقتربت من الطرفين المتحاربين. لذلك، تم تقليص دور (سوا).
س: هل يعني هذا أن سوا لم يعد ائتلافًا، وما الذي أدى إلى إضعافه؟
ج: كما أخبرتك، عندما ذهبنا إلى جوبا تعرض التحالف لضغط كبير، لكن ليس بالضرورة ترهيبًا، يمكن أن يكون أيضًا نهجًا قائمًا على العصا والجزرة. (سوا) ما زال موجودًا كائتلاف لكنه لا يلعب دوره كما يفترض أن يكون.
س: لنتحدث عن الحركة الوطنية الديمقراطية. في الآونة الأخيرة كانت هناك بعض التغييرات في الحزب. لقد أقلتم ثلاثة أعضاء الذين هم جزء من الحكومة، محافظان ومسؤول آخر، لكنهم ما زالوا في الحكومة لماذا؟
ج: قبل كل شيء ، الحزب لا يواجه أي تحديات ضخمة كما سأشرح. ثانياً، أنا لم أقيل أي عضو، بل الحزب. لأنه كما أخبرتك سابقًا الحركة الوطنية الديمقراطية مؤسسة. لا توجد تحديات لمجرد أن المشاركة في الحكومة تتم من قبل مجموعة من الأحزاب السياسية. بصفتنا الحركة الوطنية الديمقراطية، المناصب في الحكومة التي حصلنا عليها كجزء من الاتفاقية هي؛ محافظ مقاطعة ميانديت بولاية الوحدة، محافظ مقاطعة فيجي بولاية جونقلي، ورئيس مفوضية الإغاثة وإعادة التعمير بولاية أعالي النيل.
الحزب مسؤول عن ترشيح أي عضو لشغل أي منصب في الحكومة من ضمنها هذه المناصب الثلاثة. كما أن الحزب هو من يقوم بتقييم أداء أي من الأعضاء المرشحين. لذلك، يحق للحزب أيضًا سحب أي عضو يتم ترشيحه لشغل منصب في الحكومة وترشيح شخص آخر بدلاً منه. إذن ما حدث هو أننا في أبريل 2022 طلبنا من محافظ ميانديت الإستقالة من منصبه. ورأى الحزب أنه من الأفضل له أن يستقيل من قيام الحزب بإقالته لكنه رفض. في 29 مايو 2022، أرسلنا رسالة إلى الرئيس بأننا نريد استبدال المحافظ بشخص آخر وقدمنا الاسم الجديد. لسبب ما، لم يصدر الأمر.
في 8 سبتمبر 2022، أرسلنا أيضًا رسالة أخرى لإقالة محافظ مقاطعة فيجي وقدمنا إسم بديله ولكن لم يحدث شيء. في 6 يونيو 2023، طلبنا أيضًا استبدال رئيس مفوضية الإغاثة، لكن هذا لم يحدث أيضًا.
لقد مر 13 شهرًا منذ طلبنا بإقالة محافظ ميانديت و9 أشهر لمحافظ فيجي.
أثار هذا الشكوك داخل الحزب بأن هؤلاء الأعضاء قد يكون لديهم أجندات أخرى، لأنه إذا طلب منك الحزب الذي رشحك الإستقالة ولم تقم بذلك، وإذا لم يقم المكتب الذي يفترض أن يقيلك بذلك، فهذا يعني أنك تعمل على شيء ما. لذلك نريد التأكد مما إذا كانوا لا يزالون ينتمون إلى الحزب أم أنهم ذاهبون إلى مكان آخر. لهذا السبب طلب الحزب منهم رسميًا الإستقالة لأنهم لم يتمكنوا من احترام قرار الحزب. رفضوا الإستقالة والحزب فصلهم وأحالهم إلى لجنة تحقيق. ورفض المحافظان المثول أمام لجنة التحقيق لكن رئيس مفوضية الإغاثة حضر. وقررت لجنة التحقيق فصل المحافظان عن الحزب ومنح رئيس المفوضية 72 ساعة للاستقالة أو مواجهة الفصل. لذا لا توجد تحديات كبيرة في الحزب، هؤلاء مجرد أعضاء خالفوا لوائح الحزب ونسوا أن الحزب هو الذي رشحهم لهذه المناصب في المقام الأول. هذه المناصب تنتمي إلى الحركة الوطنية الديمقراطية ولن نتخلى عنها، حتى لو تطلب ذلك التواصل مع الرئيس.
س: أجرى راديو تمازج مقابلات مع محافظي مقاطعتي ميانديت وفيجي، كانت المقابلة الأخيرة مع محافظ مقاطعة فيجي نيوك ملوال، الذي قال إنهم يعملون على إتخاذ إجراءات ضدكم لقيادة الحزب أثناء تواجدكم في الخارج. لقد ذكرت أن الحزب مؤسسة وأن غيابكم لا يؤثر على عمله، لكنهم كأعضاء يعتقدون خلاف ذلك؟
ج: متى توصلوا إلى هذا الملاحظة، متى شعروا بغيابي عن الحزب وأنا بعيد كل هذا الوقت؟ لماذا الآن؟ كان يجب أن تسأله هذا السؤال. كان يجب أن تسأله كعضو لماذا لم يشعر بغيابي عن الحزب منذ يوليو 2020 عندما غادرت البلاد؟ لماذا الآن؟ هل هذا بسبب فصلك من الحزب؟ هذا مجرد رد فعل على فصلهم.
س: كيف ترد على تصريحهم بأنهم سيتخذون إجراءات ضدكم؟
ج: لقد تم فصلهم بالفعل من الحزب، لذلك يمكنهم فعل ما يريدون.
س: لكنهم مازالوا يرون أنفسهم أعضاء في الحزب؟
ج: كيف يمكن أن يظلوا في الحزب، وعندما طُلب منهم الإستقالة رفضوا، وعندما دعوا إلى التحقيق، رفضوا الحضور أيضًا؟ أي حزب؟.
س: ما هي خطة الحركة الوطنية الديمقراطية لانتخابات 2024؟
ج: لقد نشرنا وثيقة مفصلة عن رؤية الحزب في كل القضايا التي تواجه البلاد والتي أعتقد أن هذه المقابلة لن تكون كافية لمناقشتها، لدينا رؤيتنا للإقتصاد، والتي نعتقد أنها في حالة سيئة للغاية في الوقت الحالي. قيمة العملة في انخفاض و الأسعار في تزايد، ويستمر التضخم في الزيادة بشكل كبير وسريع. يعاني النظام الصحي والتعليم أيضًا من العديد من المشكلات.
لدينا برنامج سياسي شامل سنقدمه في الوقت المناسب. ولكن لكي نتحدث عن الانتخابات، يجب أن نتحدث أولاً عن القضايا التي ذكرناها سابقاً. في الوقت الحالي، سيركز الحزب على قضيتين رئيسيتين: أولاً، خلق بيئة سياسية مواتية لجميع الأحزاب للتحرك بحرية وإجراء حملاتهم الانتخابية. هذا لا يتطلب أي تمويل أو قانون لأن الدستور يمنح الحقوق الأساسية ومن ضمنها حرية التعبير وحرية تنظيم التجمعات السياسية وإدارتها. هذا لا يتطلب سوى الإرادة السياسية. نحن كحزب، سنحشد مع الأحزاب الأخرى حتى يتم منح ذلك للجميع بما في ذلك الصحافة، حتى يتمكن المواطنين من اتخاذ قرارات مستنيرة في الانتخابات.
ثانياً، ندعو إلى وضع ميثاق شرف لجميع الأحزاب السياسية ليتم التوقيع عليها في اجتماع عام حتى يتأكد المواطنين من أن هذه الأحزاب لن تقود البلاد مرة أخرى إلى الحرب. إذا كانت البيئة مواتية وكانت هناك حرية تعبير، فسننشر برنامجنا الانتخابي.
س: إذا أصبحت البيئة مواتية لإجراء الانتخابات، فهل ستستمر الحركة الوطنية الديمقراطية في ائتلاف سوا؟
ج: هذا موضوع آخر. أولاً، قبل الانتخابات يجب على جميع الأحزاب السياسية أن تسجل نفسها. هل ستسجل جميع الأحزاب تحت مظلة سوا في مجلس الأحزاب السياسية؟ آمل ذلك، بحيث يمكن للتحالف أن يستمر ولكن على أساس جديد.
س: رأينا مؤخرًا، افتتاح الحركة الوطنية الديمقراطية لمكتبها في جوبا. هل سنشهد عمليات افتتاح (لمقرات الحركة) في الولايات؟
ج: نعم، سنفتح مكاتب في الولايات، إذا أصبحت البيئة مواتية، لأن الإنتقال الآن صعب.
س: دعا ملك الشلك في مناسبات عديدة أبناء الشلك، بخاصة من هم في المعارضة، بالعودة إلى البلاد والعمل مع الرئيس كير. ما تعليقكم؟
ج: أولا أعتقد أن الذين غادروا البلاد فعلوا ذلك لأسباب سياسية وليس لأنهم من الشلك. إنهم سياسيين من جنوب السودان لهم الحق في تبني آرائهم ومعتقداتهم السياسية. للملك، كزعيم قبلي، الحق في دعوة أي فرد من أفراد القبيلة، لكن يجب أن يتوقع أيضًا أن يرد الشخص بشكل مختلف لأنه سياسي، في حين أن الملك ليس سياسيًا ولكنه زعيم قبلي. البقية هم أعضاء في القبيلة ولكن أيضًا سياسيين من جنوب السودان لهم الحق في أن يكون لهم رأيهم الخاص على النحو الذي يرونه مناسبًا، كان الخطأ الذي ارتكبه هو تضمين اسمي، لأنني بالفعل أحد الموقعين على الاتفاقية وجزء من الحكومة الحالية في جوبا وأعضائي يعملون تحت قيادة سلفا كير. لا أحتاج إلى دعوة من أي شخص للذهاب إلى جوبا. يمكنني الذهاب إلى هناك في أي وقت.
س: متى سيذهب دكتور لام إلى جوبا؟
ج: قريباً إن شاء الله.
س: في ختام هذه المقابلة ما هي رسالتكم الأخيرة؟
أود أن أكرر تهنئتي لشعب جنوب السودان في ذكرى الاستقلال. كما ذكرت، قدم الناس تضحيات كثيرة للوصول إلى هذه النقطة. إنها حقيقة لا جدال فيها، أننا لم نتصرف في السنوات الـ 12 الماضية بالطريقة التي كنا نأملها عندما صوتنا لصالح استقلالنا في يناير 2011. فقد بعض الناس الأمل ولكني أريد أن أقول إننا لم نرتكب خطأ عندما اتخذنا هذا القرار.
القيادة السياسية هي التي فشلت في جنوب السودان، لكن إرادتكم كشعب يمكن أن تصحح تلك الأخطاء حتى نتمكن من تحقيق الأهداف التي حققنا استقلالنا من أجلها. لم نرغب فقط في الإنفصال ولكن أيضًا لتحقيق التنمية وخلق بيئة ديمقراطية في البلاد وتقديم الخدمات للمناطق الريفية وتشييد البنية التحتية. حصلنا على الاستقلال لنصبح دولة متقدمة ولدينا القدرات البشرية والموارد الطبيعية لتحقيق ذلك. قد يكون جنوب السودان البلد الوحيد الذي حصل على الاستقلال مع الآلاف من خريجي الجامعات. في الستينيات عندما حصلت البلدان الأفريقية على استقلالها، كان لديها أقل من 5 خريجين وبعضهم لم يكن لديهم حتى واحد. كنا محظوظين عندما حصلنا على استقلالنا بوجود كوادر في مختلف المجالات والموارد النفطية والزراعية.
لكننا لم ندير هذه الموارد بطريقة مسؤولة. بإرادتكم سنحقق الأهداف التي نلنا الاستقلال من أجلها.