رأي: عينوا هذا الشخص وزيراً للخارجية

يقود رئيس الجمهورية حاليا ، تحركات عديدة لتهدئة الأوضاع بين الجنرال البرهان وحميدتي، ضمن جهود وساطة الايغاد التي كلفت رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت بقيادة جهودها نيابة عن المنظمة الإقليمية، وفي كل مرة يعلن فيها فخامة الرئيس عن توصله لاتفاق هدنة بين الجنرالاين، لا نسمع في وسائل الإعلام العالمية وحتى الإقليمية عن هذا الجهد ، وإنما كل الحديث الذي يتداول في تلك الوسائط ، إن البرهان وحميدتي توصلا إلى هدنة بوساطة أمريكية وسعودية.

يقود رئيس الجمهورية حاليا ، تحركات عديدة لتهدئة الأوضاع بين الجنرال البرهان وحميدتي، ضمن جهود وساطة الايغاد التي كلفت رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت بقيادة جهودها نيابة عن المنظمة الإقليمية، وفي كل مرة يعلن فيها فخامة الرئيس عن توصله لاتفاق هدنة بين الجنرالاين، لا نسمع في وسائل الإعلام العالمية وحتى الإقليمية عن هذا الجهد ، وإنما كل الحديث الذي يتداول في تلك الوسائط ، إن البرهان وحميدتي توصلا إلى هدنة بوساطة أمريكية وسعودية. 

ليس هذا وحسب ، حتى البرهان وحميدتي، لم يسبق لهما أن ذكروا اسم جنوب السودان،  أو الرئيس سلفاكير ميارديت، في كل الحوارات أو التصريحات الصادرة عنهما ، فكلاهما مهموم ومشغول بالحديث عن الوساطة الأمريكية والسعودية، وحوارات هاتفية وغيرها،  ولكن لا احد يذكر اسم ” رئيسنا ولا بلدنا ” .

تخيل يا ” إنسان ” ، يملك رئيس الجمهورية قنوات اتصال مباشرة مع البرهان وحميدتي،  وقد تحدث إليهما قبل ” حربهما ” وبعدها في وقت اشتداد زروة المواجهات العسكرية وفي النهاية لا يتحدثان عن كل تلك الجهود ، وتخيلوا أن تعلن الحكومة في جوبا عن استضافة محادثات بين ممثلين من الطرفين ، وفي النهاية ينفي الجيش السوداني الخبر ، بينما لم يصدر اي تصريح من الدعم السريع. 

وتأملوا أيضا أمرا اخرا ، فقد كلفت الايغاد فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت، ليترأس جهودها ووساطتها لنزع فتيل النزاع بين البرهان وحميدتي، وبالرغم من هذا التكليف نرى أن وزير الخارجية الأمريكية أنطوني لينكين،  يتواصل هاتفيا وبشكل شبه يومي مع الرئيس الكيني وليم روتو، متجاهلا عن عمد دور رئيسنا، وفي الجانب الآخر لا يخبره روتو بأن كل هذه الجهود يجب أن تتم عبر الرئيس سلفاكير ميارديت، ” وبعد ده كلو ” يجتمع روتو مع رؤوساء كبار من الوكالات الإنسانية العالمية  لبحث معالجة الأزمة الإنسانية والسياسية  في السودان بحضور رئيس الوزراء السوداني السابق حمدوك،  ويغيب عن الاجتماع سفيرنا في نيروبي ناهيك عن دعوة وزير خارجيتنا للحضور فقط .

كل تلك المسائل ربما مردها عدم وجود وزير للخارجية في البلاد ، رغم الكثير من التداعيات الإقليمية التي تسيطر على المشهد ،،فهذا الوضع لا يحتاج إلى وزير مكلف ، وإنما وزير ” بمكنة كاملة” ، يتحرك ويستكشف كل الجهود على أمل أن يصبح رئيس الجمهورية هو مركز رئيسي ضمن الجهود الإقليمية والدولية .

المؤكد أن عدم تعيين وزير خارجية لنحو شهرين تقريبا ، مع عدم بروز اي تكهنات بشأن الأسماء المرشحة يضعف حجم وتأثير الجهود التي يقودها رئيس الجمهورية ، فإن الأمر الملح حاليا أن الظروف الحالية تحتاج إلى تعيين وزير خارجية في هذا الأسبوع،  والذي يجب أن يكون شخص يتمتع بعلاقات جيدة على المستوى الدولي والإقليمي ، حتى يستغل هذه العلاقات لصالح ” رئيس الجمهورية ” ، ان تعيين شخص بهذه المواصفات هو المطلوب حاليا ليسارع من وتيرة التحركات ويتفاعل معها ويبادر ويتحرك حتى تصبح جوبا مركزا رئيسيا ضمن اي جهد اقليمي او دولي لاعادة الاستقرار في السودان ، فالموازنات الداخلية حاليا لن تسمح بتعيين الوزير المكلف حاليا لشغل حقيبة وزارة الخارجية بشكل كامل ، وتلك المواصفات المطلوبة والتي ذكرتها تنطبق على شخصان ويبدو انهما ضمن الدائرة المغضوبة عنها من بعض المقربين ، المهم يا السادة المقربين تعيين وزير الخارجية امر عاجل الآن قبل الغد .

الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

______________________________________________________________

 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج