تشهد مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، ارتفاعاً كبيراً في حالات سوء التغذية وسط الأطفال، وفق ما رصد قسم التغذية العلاجية بمستشفى زالنجي التعليمي معدلات متزايدة في نسب الأطفال المصابين بحالات سوء التغذية ومضاعفاتها وسط الحالات التي تصلهم في المستشفى.
وعزا اختصاصي أمراض الأطفال، الدكتور صلاح الدين، إن هذه الفترة تشهد تزايداً ملحوظا في مشكلات سوء التغذية نسبة لإفرازات للحرب الحالية ووجود عدد كبير من الأطفال بمعسكرات النزوح ومراكز الإيواء التي لا يتوفر فيها الغذاء الملائم للأطفال، كما لفت إلى وجود حالات أمراض الملاريا والإسهالات التي لازمت المنطقة خلال المرحلة الحالية.
ونوه صلاح، في حديثه لراديو تمازج، إلى أن غياب أمصال ولقاحات أمراض الطفولة خلال الفترة الماضية أدى إلى مضاعفة مشكلات الأطفال وجعلهم عرضة لكثير من الأمراض التي كان من الممكن تفاديها لو توفر فرص تحصين الأطفال ضد الأمراض والأوبئة.
وأضاف أن غياب التوعية بأهمية رعاية الطفولة انعكس سلبا على صحة الأطفال، حيث كان لغياب برامج توعوية وتثقيف الأسر في مجال تغذية الأطفال آثار وصفها بـ “الكارثية” على حياة وصحة الأطفال بالمنطقة.
من جهته أشار أحمد إبراهيم، اختصاصي التمريض بقسم التغذية العلاجية بمستشفى زالنجي التعليمي، إلى أن عدد الحالات الحقيقي لسوء التغذية وسط الأطفال بمدينة زالنجي وضواحيها يصعب حصر عددها الحقيقي، لافتاً إلى أن عدد الحالات المحصورة هي التي تصل للمستشفى فقط، منوهاً إلى وجود العديد من الأسر والأطفال في مناطق بعيدة عن المدينة، ذاكراً أن تلك الأثر لا يمكنها تحمل نفقات التنقل للمدينة.
وأضاف في حديثه لراديو تمازج “تلك الفئات التي لا تتمكن من الوصول للمستشفى هي الفئة الأكبر”.
وأوضح إبراهيم أن معظم الأطفال الذين يترددون على قسم التغذية يعانون من الهزال الشديد وإلى جانب الملاريا والإسهالات.
وفي سياق المجهودات الرامية لمعالجة ظاهرة سوء التغذية، أفاد إبراهيم بأن بعض المنظمات تدخلتعبر توفير كميات من لبن الأطفال والبسكويت المخصص لإسعاف الأطفال في المراحل المتأخرة من سوء التغذية، إلى جانب توفيره للخدمات العلاجية مجانا، منوها في ذات الوقت إلى أنَّ الكمية المتوفرة من العلاجات الغذائية والأدوية ما تزال أقل بكثير من الحاجة الفعلية.
من جانبها قالت والدة أحد الأطفال المرضى، لراديو تمازج، إن طفلها عانى من السعال الشديد مع فقدان الشهية، لافتة إلى أن حالته بدأت في التحسن، عقب احتجازه بالمستشفى وبدء تلقيه العلاج والتغذية. وقالت والدة رضيع آخر أن طفلها البالغ 15 شهرا يعاني من الاستفراغ والإسهال المتكرر الذي يصل إلى أكثر من ست مرات خلال اليوم، وأضافت في حديث لراديو تمازج، أن الفحوصات ما تزال جارية قبل تقديم العلاج، كما عبّرت عن تخوفها من مخاطر الإسهال المتكرر وقلقة من عدم قدرته على تناول الطعام.