ينافس رجلان من مقاطعتي تويج الشرقية وبور في ولاية جونقلي بجنوب السودان، منافسة غير عادية لزواج فتاة، مما أشعل المناقشات في جميع أنحاء مدينة بور.
أصبحت الفتاة أثياك داو رياك، 18 عاما من عشيرة نوك بمقاطعة تويج الشرقية، محور التفاوض حول مهر زواجها.
وقال دينق شول دينق، ابن عم أثياك، لراديو تمازج يوم “الإثنين”، إن الأسرة لم تقرر بعد بشأن المنافسة على زواج إبنتهم.
وتابع: “لقد أبعدنا هذا الزواج عن وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى المعلومات التي انتشرت على نطاق واسع لم تنشرها الأسرة، وعلى المستوى العائلة، لم نقم بإشراك وسائل الإعلام، لذلك لن أعطيكم ردا رسميا”.
وتشير المعلومات المتوفرة على الإنترنت، إلى أن أحد المنافسين مريال قرنق جيل، من عشيرة كوج بمقاطعة بور، تعهد بدفع 105 رأس من الماشية و65 مليون جنيه ما يعادل حوالي 25 ألف دولار أمريكي، وأن شول مارول دينق، من عشيرة أويليان بمقاطعة تويج الشرقية، قدم عرضا بلغ 110 رأس من الماشية و110 ملايين جنيه ما يعادل حوالي 44 ألف دولار أمريكي.
وقد أثارت هذه المنافسة الجارية الاهتمام والنقاش، حيث إن كلا من المنافسين والعروس من منطقة بور الكبرى، حيث وفقا للقوانين العرفية لدينكا بور، فإن الحد القانوني لمهر العروس هو 30 رأسا من الماشية، ويختلف بناءً على التفاهم المتبادل بين العائلات المعنية.
في يناير 2024، حدد مجتمع تويج الشرقية، مهر العروس أن لا يتجاوز 30 رأسا من الماشية.
وأكد كول بول أيوم، المهتم بالثقافات لراديو تمازج، أن مثل هذه المسابقات على الزواج متجذرة بعمق في عادات قبيلة دينكا بور، مبينا أن العادات لا تشير فقط إلى جمال العروس ومكانتها وفضائلها، بل أيضا إلى هيبة ونزاهة العائلات المعنية.
ويرى أن هذه المنافسة تعزز الوحدة والتعايش السلمي بين المجتمعات بغرض النظر عن الفائز في النهاية.
وأضاف: “هناك عاملان رئيسان يشاركان في مسابقة الزواج، الأول هو الحب ثم يليه الثروة، وإذا كنت تحب فتاة ولديك ثروة، فأنت مؤهل للمنافسة، ومن الناحية الثقافية، تعمل المنافسة على تعزيز الوحدة وتثبيط القضايا الصغيرة المتعلقة بالتمييز بين المجتمع”.
وتعتبر ممارسة دفع مهر العروس، عادةً من الأبقار والماعز، حجر الزاوية في ثقافة الدينكا، فهو لا يعكس قيمة العروس فحسب، بل يعزز الروابط العائلية والمجتمعية، ويحافظ على أسلوب حياة القبيلة وتراثها.