قررت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم استئناف العام الدراسي 2023– 2024 تدريجياً عبر ثلاث مراحل، على أن تبدأ المرحلة الأولى عقب عطلة عيد الأضحى، بمزاولة الدراسة لطلاب الصف الثالث الثانوي، تمهيداً لجلوسهم لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2023، والتي لم يجلس الطلاب لها بسبب الحرب.
وأوضحت الوزارة، في بيان اطلع عليه راديو تمازج، أن القرار بعد التشاور مع لجنة أمن الولاية، ومجلس وزراء الولاية، مشيرة إلى أن القرار جاء حرصاً على “عدم ضياع عام آخر على الطلاب”.
كما شملت المراحل الثلاث استئناف الدراسة لبعض الطلاب في الخرطوم عبر الإنترنت.
وفي حديث لراديو تمازج، قالت غيداء ابراهيم، التي تقطن بمدينة أم درمان، أولى المناطق التي ستنطلق فيها الدراسة عقب عيد الأضحى، إنها لن ترسل أبنائها إلى المدارس في هذا الوقت، نسبة لخطورة وسوء الأوضاع الأمنية، لافتة إلى أنه لا تزال هناك اشتباكات عسكرية تحدث من حين إلى الآخر، مع وجود قصف عشوائي.
وأضافت “قوات الدعم السريع التي ما تزال متواجدة في بعض مناطق المدينة تستهدف التجمعات”.
وتابعت “في حال طال أمد الحرب واضطررت إلى إرسال أبنائي إلى الدراسة سيكون في إحدى الولايات الآمنة.
واتفقت معها هاجر عبدالله، التي وصفت القرار بالخاطئ وغير الموفق، موضحة أنها لن تقبل أن ترسل أبنائها الأربعة إلى المدارس لأن الحرب لا تزال قائمة، لافتة إلى أن المنطقة التي تقطن فيها تعتبر من مناطق التماس بين القوتين المتقاتلين.
وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، يس الترابي، لـ راديو تمازج “القرار صائب وسليم” معتبراً أنه جاء في وقته بعد عدة محاولات ومجهودات وتضحيات، وفقاً لتعبيره.
وأضاف “لقد ذهب الحال بالناس الى شأوٍ بعيد بخصوص مستقبل أبنائهم فكان لابد من معالجات جادة مهما كلف الأمر”.
ووفقاً للناطق باسم الوزارة، فإن عدداً من الناس استقبلوا القرار بفرحة كبيرة، بعضاً منهم في ولاية كسلا، والذين قال أن بعضاً من “هاتفه للاستفسار متى تبدأ الدراسة لديهم”.
من جهته وصف المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، في حديث لـراديو تمازج، القرار بـ “المعيب”، معتبراً أنه “قرار سياسي بامتياز” يسعى لتثبيت نتائج الحرب والتصالح معها.
وقال “ليس المقصود من القرار العملية التعليمية بل التعايش مع نتائج الحرب وإظهار حكومة أمر واقع وباستطاعتها استعادة الحياة المدنية”
وأضاف “هذا ضرب من الجنون.”
وأشار الباقر إلى أن المعلمين لم يتم منحهم المرتبات منذ بدء الحرب سوى 3 أشهر فقط من مجمل 13 شهراً، موضحا أن المعلمين أنفسهم بينهم من هو لاجئ أو نازح.
من جهته أشار المحلل السياسي مصعب محمد علي، في حديث لـ راديو تمازج، إلى أن الأوضاع الأمنية في مدينة أم درمان لا تساعد على استئناف الدراسة، لجهة أنها ظلّت تتعرض لقصف مدفعي منذ بداية الحرب.
ولفت إلى أن القرار يشمل في الوقت الحالي أم درمان فقط، مما يعني أن الطلاب في المحليات الأخرى لن ينالوا نصيبهم من الدراسة، لافتاً إلى أن هناك مناطق لا يوجد بها شبكات اتصال ، واصفاً القرار بـ “المتسرّع”.