دعا نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو ، المواطنين الذين أجبرهم الاقتتال الى النزوح بالعودة الى منازلهم وتعهد بتأمين مدينة نيالا .
وأشرف الرجل الثاني في قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لدوره المزعوم في التطهير العرقي في غرب دارفور، على المعارك التي أدت إلى الاستيلاء على نيالا يوم الخميس.
وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة نيالا بعد قتال عنيف مع الجيش.
نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور السودانية، هي مدينة استراتيجية تربط السودان بجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال عبدالرحيم دقلو في مؤتمر صحفي ليلة الخميس بمدينة نيالا ، ندعو المواطنين بالعودة الى منازلهم ونتعهد كقوات الدعم السريع لتأمين المدينة.
كما أعلن تنصيب اللواء شرطة بشير ادم عيسى مديراً لشرطة الولاية وترقية قائد الدعم السريع بنيالا العميد صالح الفوتي الى قائد الفرقة 16 مشاة .
وطالب دقلو ، القائد الجديد بتجميع كل قوات الدعم السريع داخل مباني الفرقة.
وتابع “أي عسكري يتواجد خارج قيادة الجيش يصنف كعدو يجب التعامل معه بالقوة”.
كما ناشد وكلاء النيابة بالعودة لممارسة نشاطهم في المدينة و وجه باعتقال كل عضوية حزب البشير في مدينة نيالا.
ووردت أنباء عن مقتل عدة مدنيين بالقصف المدفعي والقصف بالطيران العسكري ، مما أجبر سكان 10 أحياء على الفرار إلى الفاشر في ولاية شمال دارفور والضعين في ولاية شرق دارفور.
وقال العديد من سكان نيالا الذين فروا إلى مدينة الضعين، في حديث لراديو تمازج يوم الجمعة، إنهم قد لا يعودوا إلى منازلهم في نيالا بسبب عدم اليقين بشأن الوضع الأمني هناك.
وقالت أمل محمد حامد، من سكان حي السينما التي نزحت إلى الضعين لراديو تمازج الجمعة ، “نرحب بدعوة عبد الرحيم دقلو، لكن ما الضمان بعدم استئناف القتال ؟ كيف اضمن سلامتي والدعم السريع يتمركز داخل الحي ويمكث داخل بيتي ؟ وكيف ستتوفر لي الاحتياجات الأساسية من أكل وشرب ؟” .
و قالت المواطنة ميادة ابراهيم النازحة من حي الوحدة بنيالا ، لراديو تمازج الجمعة ، انها نزحت الى الفاشر لان الوضع كان كارثي ومخيف .
وتابعت “توقفت المعيشة مع انقطاع لشبكة الاتصالات وقفل الأسواق وسقوط الدانات في منازل المواطنين التي راح ضحيتها الكثير ، ولكن اذا استقرت الاوضاع وعاد الأمن والاستقرار الى نيالا سوف اعود الى بيتي”.
بينما قال مواطن فضل حجب اسمه : إن النداء الذي وجهه الدعم السريع بعودة المواطنين سهل وجيد ، ولكن يجب استرجاع شبكة الاتصالات واستباب الامن و عودة كل من الشرطة والنيابة الى الخدمة و محاربة الظواهر السالبة المتمثلة في انتشار السلاح والمخدرات والسرقات .
ودعا الى اهمية فتح الأسواق للحصول على المواد التموينية مع انشاء رقم للطوارئ للتبليغ الفوري عند حدوث مكروه ، ووقف تحصيل الجبايات والرسوم من المواطنين والتجار لفقدهم كل ما يملكون جراء الحرب ، مع تسهيل الإجراءات بدخول المنظمات الوطنية والعالمية لتقديم المساعدات للمواطنين .
من ناحية أخرى ، قال مازا محمد ، أحد سكان حي المصنع الشمالي، :عودتنا إلى مدينة نيالا لن تتم خلال الأيام القليلة المقبلة لأن الوضع غير واضح. هربنا وأتينا إلى الضعين بعد القتال. لسنا متأكدين مما إذا كان سيتم الحفاظ على الوضع الأمني أو ما إذا كانت الخدمات والاحتياجات الأساسية ستكون متاحة”.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل/نيسان بسبب توترات مرتبطة بالانتقال المزمع إلى الحكم المدني.
ودمرت عاصمة الخرطوم وأثارت هجمات ذات دوافع عرقية في إقليم دارفور.
وبعد ستة أشهر من الاشتباكات ، قُتل ما يقدر بنحو 9000 شخص وأجبر 5.6 مليون آخرين على الفرار من منازلهم، وفقًا للأمم المتحدة.