قالت الناشطة الحقوقية و مديرة منظمة المستقبل للاستنارة والتنمية النسوية بولاية جنوب دارفور ، نهلة يوسف محمد ، أن جذور الأزمة السودانية الدائرة حاليا يرجع إلى فشل المركز في توزيع الموارد و تداول السلطة بطريقة عادلة منذ عقود.
وأوضحت نهلة يوسف في تصريح لراديو تمازج الثلاثاء ، إن السياسات العامة في السودان منذ الاستقلال، هي ما افرزت الواقع الذي يعيشه السودان الان.
وأضافت أن إقليم دارفور ظل يعاني من الحروبات منذ 2003 ، وذلك أدى إلى الانتشار الواسع للسلاح والمليشيات والمجموعات المسلحة ، مبينة أن الحركات التي وقعت علي سلام جوبا، ما زالت تحتفظ بكل عتادها العسكري.
وأشارت إلى أهمية جمع السلاح المنتشر في دارفور، ومعالجة مشكلة الحدود المفتوحة مع دول الجوار، خصوصا مع دولة تشاد وافريقيا الوسطي، والتشجيع على التنمية.
وترى أن الاستقرار السياسي في الخرطوم له ارتباط وثيق بالاستقرار السياسي في دارفور، ويجب أن تكون هناك رؤية سياسية لحل مشكلة دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان.
وتابعت “الحرب الدائر ذاد الوضع تعقيداً في دارفور ، من الفقر والنزوح واللجوء وانتهاكات لحقوق الإنسان والمشاكل القبلية”.
وبينت أن الكارثة الكبرى تكمن في معسكرات النزوح واللجوء التي بها الفقر، حيث يعاني النازحون من الأوضاع الصحية المتردية، وكذلك الحدود بين الدول الجارة هي مسبب رئيسي للتدهور الامني في الاقليم.
وزعمت نهلة مشاركة الروس والفرنسيين، في القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع ، موضحة أن تلك القيادات باعت السودان، ويتم ادخال المخدرات وغسيل الأموال عبر الحدود ولا احد يعترض.
وأضافت “هناك مجموعات اجنبية كبيرة تقاتل مع قوات الدعم السريع جاءت من خارج السودان، وهذه المجموعات العربية تساعدهم في كل شئ ، يجب على الكل مراقبة ذلك قبل أن يفقد الشعب بلدهم واتمني الخروج من هذه التجربة القاسية بدروس”.
وطالبت نهلة ابناء دارفور بالوحدة قائلة “رغم اختلاف المناطق والاثنيات تظل دارفور منطقة واحدة، ويجب أن يكون هناك صوت لها، وكذلك يجب توزيع الأدوار بين مختلف القطاعات”.
ودعت نهلة كل من رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز ادم الحلو ورئيس حركة جيش تحرير عبدالواحد محمد نور إلى تبني الوسائل السلمية لتقليل من صوت السلاح.
واضافت ان اكثر ما يواجه السودانيين الفارين من الحرب في الدول التي استضافتهم، المشكلة الاقتصادية، والمعالجات القانونية، وكيفية استيعاب الأطفال في المدارس والجامعات.
وكشفت أن الناشطين في المجال العام يواجهون تحديات امنية في الوقت الراهن، مؤكدة أن كمبالا بها انتشار كثيف لاستخبارات الجيش والدعم السريع، وهناك مخاطر على المدافعين لحقوق الإنسان.
منظمة المستقبل للاستنارة والتنمية هي منظمة حقوقية معني بالدفاع عن حقوق الإنسان في دارفور، وحماية النساء على وجه الخصوص، تأسست في عام 2014 في ولاية جنوب دارفور، وهي تعمل مع شركاء في بقية الولايات.