قال عدد من مواطني جنوب السودان عائدين من السودان، إنهم تعرضوا للنهب والتعذيب الشديد من قبل قوة عسكرية مسلحة اعترضتهم أثناء عودتهم إلى البلاد عبر طريق شرق دارفور – راجا البري.
ووفقًا لبعض العائدين الذين تحدثوا لراديو تمازج، عقب وصولهم إلى مدينة راجا، صباح الخميس، فقد تعرضوا للهجوم على بعد أقل من ميل من ثكنة عسكرية سودانية في منطقة النمير.
وذكرت عوضية قسمة الله، أن سيارة “بيك آب” عسكرية تابعتهم بعد مغادرتهم الموقع العسكري.
وأوضحت قسمة الله :”غادرنا النمير، في طريقنا إلى بلدنا، لكن بعد أقل من ساعة؛ تابعتنا سيارة مسلّحة فيها تسعة جنود. لقد أخذوا جميع ممتلكاتنا بعد أن اقتادونا إلى داخل الأدغال على مسافة 6 ساعات”.
وأضافت :”لقد أخذوا كل ممتلكاتنا بما فيها أشياء تخص أعمالنا، لقد غادرنا للتو بأشياء غير قيمة ولكن من الجيد أننا تمكنا من الوصول إلى تمساحة”.
وكشفت قسمة الله أيضًا عن تعرضهم لتعذيب شديد بما فيها الأطفال، لافتاً إلى أنهم تلقوا القليل من العلاج في منطقة تمساحة.
وتابع :”تعرضنا لخسائر، وندعو المنظمات غير الحكومية لبذل قصاري جهدها لمساعدتنا، ليس لدينا أغطية بلاستيكية وطعام وملابس”.
كما طالب العائدين من الحكومة والمنظمات غير الحكومية بتزويدهم بالبذور للزراعة.
من جانبه، قال فرتاك إسماعيل، أحد العائدين إنهم تعرضوا للتفتيش وتم أخذ جميع مقتنياتهم بعد أن تم اقتيادهم إلى الأدغال.
وأوضح إسماعيل :”تم اقتيادنا إلى الادغال، وهناك طُلب منا الخروج من الشاحنة، وأمرنا بالجلوس منفلصين، رجال ونساء كل بمفردهم، ومن هناك طلبوا منا إخراج كل شيء من الجيوب؛ المال والهاتف”.
وأضاف، إن المهاجمين أخذوا منهم كل شيء بما فيها الملابس، مشيراً إلى أن الذين وصلوا اليوم ليس لديهم أي شيء.
من جهته، أكد أديسون أركانجلو موسى، محافظ مقاطعة راجا، وصول العائدين رغم التحديات التي واجهوها في الطريق.
وقال أركانجلو :”بالتأكيد، لدينا عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا في السودان أثناء الحرب، وهم الآن يعودون بسبب العنف في السودان، لكننا نواجه تحديات النقل، ونناشد حكومة الولاية والحكومة القومية للمساعدة”.
وكشف انهم استقبلوا عدد 65 شخصًا على متن شاحنة غادرت من منطقة النمير بشرق دارفور، لافتاً إلى أن هؤلاء العائدين تعرضت ممتلكاتهم للنهب بالكامل.
وقال أركانجلو أنه كتب رسائل إلى السلطات في محافظتي شرق وغرب دارفور لتسهيل الحركة الآمنة للعائدين.
وتابع :”لسنا سعداء كسلطة المقاطعة بمثل هذا الحادث؛ لقد كتبنا رسائل رسمية إلى حكومة السودان في شرق وغرب دارفور لتقديم تعاون جيد في حركة أولئك الذين يرغبون في العودة إلى جنوب السودان طواعياً”.