أعرب السكان في مدينتي جوبا و بانتيو بجنوب السودان ، عن قلقهم إزاء تواصل ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق.
وقالت روضة قاتكيو، نازحة في مخيم للنازحين داخليًا في بانتيو لراديو تمازج، إنهم يعانون من ارتفاع في أسعار السلع الأساسية، مشيرة إلى أن الحرب في السودان أثرت على الوضع الاقتصادي.
وأوضحت :”أسعار السلع الأساسية آخذة في الازدياد؛ مثلا السكر 1 كيلوجرام اصبح 4000 جنيه جنوب سوداني، ودقيق 1 كيلو اصبح 3500″.
وأبدت روضة تعاطفها مع السكان الفقراء في بانتيو الذين لا يستطيعون شراء السلع بالأسعار الحالية في السوق.
من جانبه، قال جال جواج، وهو أيضًا من سكان مخيم بانتيو للنازحين داخليًا، إنه ليس لديه وظيفة ولا يمكنه توفير الطعام الأساسي والاحتياجات الأخرى لعائلته، مشيرا إلى أن أسعار السلع الأساسية في الأسواق داخل مخيم النازحين قد ارتفعت في الأشهر الأخيرة.
وأوضح :”السكر 50 كيلوجرام اصبح الآن 80 ألف جنيه جنوب سوداني، والذرة 50 كيلوجرام 42 ألف جنيه”.
وأضاف :”أطلب من حكومة ولاية الوحدة إعادة بناء الطريق من مقاطعة ميوم إلى جوبا عاصمة جنوب السودان”.
من جهته، عزا عبد الغازي سليمان، تاجر في سوق ربكونا، ارتفاع الأسعار، إلى عدم وجود طرق لنقل البضائع من جوبا إلى بانتيو، مشيراً إلى أن الحرب الدائر في السودان ساهم في ارتفاع الأسعار.
وقال جورج توت، صاحب محل لبيع الفحم في بانتيو، إن تحديات النقل يمثل السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أنهم سيقومون بزيادة الأسعار بسبب ارتفاع سعر صرف جنيه جنوب السودان مقابل الدولار الأمريكي.
بينما قال محجوب حميد، رئيس اتحاد التجار السودانيين في بانتيو، أن أسعار السلع ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين في جميع أنحاء الولاية، وعزا سبب الزيادة كذلك إلى تكاليف ترحيل البضائع من السودان.
في غضون ذلك، قال كوج ليي، وزير التجارة بولاية الوحدة، إن حاكم الولاية جوزيف مونجتويل عقد اجتماع مع ممثلي رجال الأعمال والتجار لمعالجة كافة التحديات التي تواجه مجتمع الأعمال، وتأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين.
وأوضح :”نحن كحكومة الولاية نعمل بجد لإكمال الطريق من مقاطعة ميوم إلى مدينة بانتيو حتى يمكن للسلع أن تأتي من جوبا”.
وفي العاصمة جوبا ، حث السكان الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية.
وقالت كارينا صموئيل، من سكان في مونوكي “بلوك C” لراديو تمازج)، إن النساء يواجهن تحديات في إعداد الطعام للأسرة.
وأوضحت :”على سبيل المثال، في الأشهر السابقة، دقيق الذرة 10 كيلو جرام بسعر 6500 جنيه، ولكن حاليًا في السوق، إذا ذهبت، ستجده ب 16000 و 17000 جنيه جنوب سوداني”.
من جانبها، قالت ساندرا ديكون، من سكان حي قوديلي مربع (9)، إن شهر مايو هو الأسوأ مقارنة بالشهرين الماضيين فيما يتعلق بأسعار المواد في الأسواق.
وأوضحت”في الشهر الماضي، يمكنك شراء كمية صغيرة من الوقود بسعر 1500 جنيه جنوب سوداني، ولكن الآن أصبح بسعر 2000 جنيه”.
وأضاف :”كنا نشتري الطماطم بسعر 200 جنيه، لكن الآن لا يمكنك الحصول على الطماطم بسعر 200. كل شيء يتغير في السوق”.
ودعت ساندرا الحكومة إلى السيطرة على سعر صرف الدولار في البلاد لتجنب تقلبات الأسعار.
من جهته، قال روبرت فتيا، رئيس الغرفة التجارية في ولاية الاستوائية الوسطى، إن الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية يمكن أن يعزى إلى عوامل داخلية وخارجية مثل الحرب في أوكرانيا التي تسببت في أزمة غذاء عالمية.
وأوضح :”كما نعلم جميعًا، هناك أزمة في جميع أنحاء العالم”.
وتابع “كما ارتفعت أسعار الوقود أيضًا، مما تسبب أيضًا في زيادة تكلفة النقل للمركبات التي تجلب المواد الغذائية إلى بلدنا”.
كما ذكر فيتيا ، أن من ضمن الأسباب الأخرى هي الضرائب المرتفعة التي تفرضها دول الجوار التي تستورد منها تلك البضائع، بينما قال إن العوامل الداخلية تشمل الضرائب المتعددة من قبل مختلف الأجهزة الحكومية.
وكشف، إنهم رفعوا هذه القضايا إلى حاكم ولاية الاستوائية الوسطى، حيث دعوا وزارة التجارة والاستثمار بالولاية إلى مواءمة جميع الضرائب الحكومية.
كما أشاد باللجنة التي أنشأتها وزارة التجارة والاستثمار بالولاية ومجلس مدينة جوبا لالتزامهم بمواءمة الضرائب.