من المقرر أن يجري جنوب السودان أول انتخابات عامة في ديسمبر 2024 مع انتهاء ولاية حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية المُعاد تنشيطها والتي تم تمديدها بموجب اتفاق السلام المُنشط لعام 2018.
ومع مرور أقل من ستة أشهر على موعد الانتخابات، اشتكى المواطنون في ولاية جونقلي المضطربة و إدارية البيبور الكبرى المجاورة من أن البيئة ليست مواتية للانتخابات، وحثوا الحكومة على تنفيذ المهام المعلقة من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.
وفي حديثهم لبرنامج الطريق إلى الانتخابات الأسبوعي الذي يبثه راديو تمازج، أعرب السكان عن آراء متباينة حول الانتخابات المقررة مع تشكك الأغلبية في سلامة الانتخابات.
وقالت إحدى سكان بور، أشول ماوي، إنها سعيدة باحتمال الإدلاء بصوتها لأول مرة منذ استقلال البلاد.
أضافت “أنا سعيدة بالانتخابات المقبلة في بلادنا وآمل أن تأتي بالسلام والبركات ، إلى قادتنا السياسيين من فضلكم أحبوا أنفسكم ودعونا نصوت بسلام”.
ومضت قائلة “بصفتي سيدة أعمال، أريد السلام حتى أتمكن من رعاية أطفالي. ولكن إذا لم يكن قادتنا مستعدين للانتخابات، ويعتقدون أنها ستكون عنيفة، فليست هناك حاجة لإجراء انتخابات يمكن أن تجلب لنا المزيد من المعاناة”.
وقالت المواطنة كينيا ماخ، إنه لا يوجد ما يشير إلى أنه ستكون هناك انتخابات في وقت لاحق من هذا العام باستثناء الحملات الإعلامية.
وبينت أنها تسمع في وسائل الإعلام أنه ستكون هناك انتخابات في ديسمبر من هذا العام.
وأوضحت “ليس سيئًا أن تطرح الحكومة هذه الفكرة، لأن الأمر يتعلق بالتعبير عن حقوقنا في التصويت ، بينما نتحدث الآن، فإن غالبية إخواننا وأخواتنا لم تتم إعادتهم بعد إلى وطنهم من مخيمات اللاجئين، وليس لدينا دستور بعد، ولم يتم إجراء التعداد السكاني بعد، لذلك نحن متشككون”.
وأضافت ماخ ان النساء مستعدون للانتخابات إذا كانت ستنهي معاناتهم، لكنهن قلقات من تكرارًا ما حدث في عام 2013 .
بالنسبة لنيانق كوروك، أحد سكان بيبور، الانتخابات مطلبًا دستوريًا وهم على استعداد للتصويت.
وقال “في بيبور الكبرى، نحن مستعدون للانتخابات. ولكي تكون الانتخابات ممكنة، يجب على الحكومة أن تكون جادة”.
وطالب بتحقيق السلام في المقاطعات السبعة لكي يصوت المواطنين ولا يقتل أحد .
وتابع كوروك “حتى الآن، لا نرى أي هيئة انتخابية هنا ولا توجد أنشطة ما قبل الانتخابات. لذلك يجب على الحكومة معالجة المتطلبات الأساسية للتصويت من أجل السلام والتنمية”.
من جانبه، قال بول دينق بول، ناشط المجتمع المدني والمدير التنفيذي لمنظمة إنتريبيد جنوب السودان (ISS)، إن الانتخابات المرتقبة في البلاد تقف على مفترق طرق.
وبين انه لم يتم بعد تنفيذ البنود الأساسية لإجراء انتخابات تتوافق مع المعايير الدولية.
وأشار إلى أن البلاد بحاجة إلى دستور وتسجيل الناخبين وتثقيفهم، وإلى مساحة مدنية و أمن جيد.
وتابع “لذلك لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه إذا أردنا إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومستقلة.”