أعلن الزعيم القبلي، زعيم قبيلة المحاميد، موسى هلال، انحيازه للقوات المسلحة السودانية و “مؤسسات الدولة”، كما دعا أتباعه لعدم الانضمام للقتال بجانب قوات الدعم السريع، متهما القوات بأنها مجرد “مليشيا”، وأنها تضم “مرتزقة”.
وقال في خطاب أمام أتباعه في منطقة مستريحة محل زعامته بشمال دارفور، “أريد لكم وقفة وطنية حقيقية، أريد منكم أن تقفوا مع السودان، ولا تكونون ممن يطعنون السودان من الخلف”.
وتابع: “من هنا نحن نعلن، أننا مع مؤسسات الدولة السياسية والسيادية والاقتصادية والمؤسسات الأمنية، والتي على رأسها القوات المسلحة السودانية”.
وأضاف: “إننا مع القوات المسلحة السودانية وليس مع أي مليشيا”.
وفي الفيديو المتداول على نطاق واسع بين السودانيين، اليوميين الماضيين، اتهم هلال قوات الدعم السريع باستخدامها لمرتزقة من تشاد وأثيوبيا وليبيا، وغيرها من الدول، في حربها الدائرة ضد القوات المسلحة، وفي معرض حديثه عمن وصفهم بـ “المرتزقة”، قال هلال “نحن لسنا منهم”.
وقال المحلل السياسي معتز الأمين، لراديو تمازج، إن موقف هلال الأخير لا يمكن فصله من الأحداث التاريخية التي جرت بين “هلال” و”حميدتي”، المتمثلة في اعتقال قائد الدعم السريع لموسى هلال في العام 2017، بعدما عارض الأخير الحكومة آنذاك.
كما ربط الأمين بين الصراع على الزعامة المحلية في منطقة الرجلين المشتركة وعلى الصراع في موارد الدولة والامتيازات، معتبراً أن “حميدتي” قوة صاعدة حديثا تسعى لتثبيت أرجلها في المنطقة.
وقال إن للخطوة أبعاد عديدة مرتبطة بالصراع السياسي والاجتماعي والصراعات داخل المجموعة نفسها.
واستبعد الأمين أي تفاهمات مستقبلية بين الرجلين لطبيعة الصراع بين الرجلين.
وفي سياق ذا صلة لم يستبعد الأمين تحول الصراع في دارفور إلى “معركة منفصلة” من المعركة الكبيرة، لطبيعة الصراع “الدارفوري- الدارفوري”، وفق قوله.
من جهته اعتبر الخبير الأمني، خالد عبيدالله، في حديث لراديو تمازج، أن انضمام موسى هلال، لجانب قوات الجيش أمر طبيعي.
وأضاف “لا عجب أن هلال من الرجال القليلون الذي وقفوا مواقف في أمر معركة الكرامة”.
وتابع “ها هو الآن يعود لجادة الطريق”.
وتوقع عبيدالله، انضمام أنصار هلال من بني قبيلته إلى صفوف القوات المسلحة، وقال إنه سيؤثر على موازين القوى في المعركة في دارفور.
يشار إلى أن صلات دم تجمع ما بين موسى هلال ومحمد حمدان دقلو، اللذان ينتميان إلى ذات قبيلة الرزيقات، وقد نفذ “حميدتي” عملية شهيرة لإلقاء القبض على هلال في العام 2017 بعدما أعلن موسى معارضته لسياسات لحكومة البشير آنذاك، وقد خلفت العملية مقتل عدد من منسوبي هلال وأفراد من أسرته آنذاك.