قال مسؤولون أمميون اليوم “الاثنين” في بيان، إن الوضع في جنوب السودان، يحتاج من مجتمع الدولي إلى الاهتمام، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع.
ووفقا للمسؤولين في الأمم المتحدة، فإن تغير المناخ والصراع والصعوبات الاقتصادية تدفع ملايين الأشخاص إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي. ومن المتوقع أن يعاني ما يقدر بنحو 1.6 مليون طفل (من 6 إلى 59 شهرا) من سوء التغذية الحاد في الفترة من يوليو 2023 إلى يونيو 2024.
وأن يضطر العاملون في المجال الإنساني إلى خفض حصصهم الغذائية إلى النصف وتقليل دعمهم بسبب تخفيضات التمويل.
وقالت رينا قاليني، منسقة الأمم المتحدة لمنع المجاعة والاستجابة، وماري هيلين، منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة في بيان مشترك اليوم الإثنين “إن المستويات القصوى لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية تجعل جنوب السودان إحدى أسوأ حالات الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي في العالم، ويعاني حوالي 25 ألف شخص، بينهم اللاجئون الفارين من الصراع في السودان من مستويات كارثية من الجوع وفقًا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المستوى الخامس”.
ويضيف البيان: “قد يرتفع العدد إلى ما يقرب من 80 ألف في الأشهر المقبلة، ما لم يُقَدم الدعم العاجل. حيث يعاني نحو 7.1 مليون شخص، ما يقدر بـ 56 في المائة من سكان جنوب السودان، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في المستوى الثالث وهي أعلى نسبة في العالم”.
وزارت، رينا، منسقة الأمم المتحدة للوقاية من المجاعة والاستجابة جنوب السودان هذا الأسبوع للقاء المسؤولين الحكوميين والمجتمعات المتضررة من الأزمة والشركاء الذين يدعمون الاستجابة.
وقالت رينا: “لا يمكننا أن نترك الناس يتضورون جوعا أمام أعيننا، لقد رأيت كيف يمكن للنساء والشباب إنتاج طعامهم بأنفسهم وتحقيق الاكتفاء الذاتي عندما يحصلون على الدعم المناسب، يجب أن نستثمر في حلول مستدامة وطويلة الأجل لبناء مستقبل خالٍ من المجاعة في جنوب السودان”.
وخلال تواجدها في جنوب السودان، زارت رينا، مدينة بانتيو بولاية الوحدة، وهي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الفيضانات والتي تشهد أعلى معدلات انتشار سوء التغذية.
ودعت ميري هيلين، منسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان بالإنابة، إلى تقديم الدعم المستمر.
وقالت: “جنوب السودان على خط مواجهة تغير المناخ، حيث في العام الماضي، تضرر مليون شخص من الفيضانات، واضطر الكثير منهم إلى الانتقال إلى أماكن أخرى في البلاد، وآخرون إلى البحث عن مصادر جديدة لسبل الحياة، وهو ما يتطلب في كثير من الأحيان تغييرا سريعا في العادات القديمة”.
وتابعت: “يحتاج جنوب السودان إلى الوصول بشكل عاجل إلى أموال المناخ، حتى يتمكن شعبه من إيجاد حلول طويلة الأجل والتكيف مع الأزمة”.
ويواجه شعب جنوب السودان، الآثار التراكمية والمتفاقمة لأزمات متعددة، من انعدام الأمن والصراع ، وآثار غير المباشرة للأزمة في السودان، والصدمات المناخية من الفيضانات والظروف المحلية الشبيهة بالجفاف، والأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
في عام 2023، تلقت الأمم المتحدة وشركاؤها 55% فقط من التمويل المطلوب لدعم الأشخاص الأكثر احتياجا، مقابل حوالي 75% في السنوات السابقة. واضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تحديد أولويات الموارد لمساعدة الأسر الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي فقط، وحتى في هذه الحالة لا تتلقى الأسر سوى نصف حصص الغذائية.
وجاء في البيان: “مع استمرار تجاوز الاحتياجات للموارد ومع وجود عجز في التغطية وتطوير الخدمات الاجتماعية الأساسية، يجب على حكومة جنوب السودان أن تلتزم بتحسين النظم الاجتماعية والبنية التحتية التي تدعم المجتمعات المحلية لإيجاد طريقها للخروج من انعدام الأمن الغذائي”.
وفقا للشركاء الإنسانين يقدر أن نحو 9 ملايين شخص سيحتاجون إلى الدعم في عام 2024. ويخطط العاملون في المجال الإنساني لاستهداف 6 ملايين شخص بالدعم المنقذ للحياة ويحتاجون إلى 1.8 مليار دولار أمريكي.
وفقا للشركاء الإنسانين، يعد التمويل المبكر أمرا بالغ الأهمية لمساعدة الناس على بناء القدرة على الصمود قبل موسم الجفاف.