حث موسى قاساما، مسؤول كبير بالأمم المتحدة، حكومة جنوب السودان على معالجة المخاوف التي أثارتها الأطراف المختلفة بشأن المؤسسات التي أعيد تشكيلها مؤخرًا.
أدلى قاساما بهذا التصريح في الجلسة العامة الثالثة والثلاثين ل”جيمك” في جوبا يوم الخميس، نيابة عن الممثل الخاص نيكولاس هايسوم.
وفي الأسبوع الماضي، أعاد الرئيس سلفا كير ميارديت تشكيل المفوضيات الثلاثة وعين مسؤولين لقيادتها.
وفي مرسوم بثه التلفزيون المملوك للدولة، أعاد كير تشكيل مفوضية الانتخابات الوطنية وأعاد تعيين الرئيس الحالي، البروفيسور ابندقو أكوك كاشوال من الحركة الشعبية لتحرير السودان.
كما قام بتعيين مايكل ياباغايو من تحالف المعارضة في جنوب السودان نائبًا لرئيس المفوضية القومية للانتخابات، كما تم الإبقاء على ماك مايكا دينق، وهو موظف حكومي، في منصب كبير موظفي الانتخابات.
وفي رد فعلها على المرسوم، قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، وهي حزب رئيسي في اتفاق السلام، إنه لم يتم تمثيلهم في المفوضية القومية للانتخابات المعاد تشكيلها حديثا.
كما أعربت منظمات المجتمع المدني عن مخاوفها من عدم تمثيل المرأة في المفوضيات المعاد تشكيلها، قائلة إن القرار الرئاسي تجاهل نسبة العمل الإيجابي التي نصت عليها اتفاقية السلام بنسبة 35% لتمثيل المرأة في القيادة والحكم.
وشدد قاساما في بيانه على أهمية تأمين دعم جميع الأطراف للتوصل إلى طريق تعاوني للمضي قدمًا. وأكد أن مصداقية هذه الهيئات مرهونة بتعزيز ثقة الجمهور بها منذ بدايتها.
كما لفت قاساما الانتباه إلى مسألة مشاركة المرأة المحدودة، مؤكدا أنه “بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة المشاركة المحدودة للمرأة، وينبغي وضع خطة واضحة لتسريع تفعيلها لضمان حصول هذه المؤسسات على الموارد الكافية والإمكانيات المطلوبة لتنفيذ مهامهم الحاسمة.”
وحول التركيز علي الانتخابات المقبلة في ديسمبر 2024، أكد مسؤول الأمم المتحدة على الحاجة الملحة لاتخاذ قرارات فنية وقانونية مع تبلور الهيكل الانتخابي.
وتابع “مع بدء تبلور البنية الانتخابية، هناك حاجة ماسة إلى قرارات فنية وقانونية وتشغيلية لتمكين إجراء الانتخابات في ديسمبر 2024.”
وسلط الضوء على استعداد الأمم المتحدة لتقديم المساعدة الفنية كجزء من الآلية الثلاثية، التي تستفيد من المزايا النسبية المشتركة للأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي.
وأعرب قاساما عن قلقه إزاء الحاجة الماسة إلى بيئة آمنة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية .
وحث على الإسراع بنشر الدفعة الأولى من القوات المتخرجة وبدء المرحلة الثانية، وشدد على أهمية الدعم اللوجستي والسياسي الكافي لإصلاح قطاع الأمن.
وفي معرض تسليط الضوء على التوترات الأمنية والسياسية المستمرة في جميع أنحاء البلاد، حذر قاساما من التغاضي عن هذه القضايا مع اقتراب موعد الانتخابات.
وقال “حتى 6 نوفمبر، وصل أكثر من 363,000 شخص إلى جنوب السودان بسبب النزاع في السودان”.
وأضاف: “أشيد بالدعم الذي قدمه الرئيس كير وحكومته للموقعين على اتفاق جوبا للسلام للجهود الإقليمية لبدء عملية سياسية تؤدي إلى مخرج من الصراع الحالي”.
وتابع “أشيد بجهود جنوب السودان في استقبال الوافدين، لكنني أعرب عن قلقي إزاء الوضع الإنساني المتردي الذي يؤثر على 9.4 مليون جنوب سوداني يحتاجون إلى المساعدة”.
وسلط الضوء على الضغط الواقع على المجتمعات المضيفة في أكوبو، حيث وصل ما يقرب من 17,000 عائد من قامبيلا مما يشكل تحديات إضافية ، وشدد قاساما على ضرورة الحصول على الدعم من الجهات المانحة الدولية لمعالجة تأثير حالات الطوارئ المتعددة.
ولفت انتباه شركاء السلام إلى الزيادة المثيرة للقلق في التقارير التي توثق تجنيد الأطفال من قبل القوات والجماعات المسلحة، وتحديدا في ولاية غرب الاستوائية.
وقال “أحث الأطراف على التقيد بالتزاماتها بحماية الأطفال أثناء النزاع المسلح، وخاصة الامتناع عن تجنيد واستخدام الأطفال بين صفوفها في الفترة التي سبقت إعادة انتشار القوات الموحدة والانتخابات المقبلة”.