قالت المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، في تصريح من جوبا، إن الوضع الإنساني على طول الحدود يمر بمنعطف حرج وأن هناك حالة طوارئ للجوع تلوح في الأفق.
أوضحت ميري هلين ماكقروتي، إن الأشخاص الذين وصلوا إلى الحدود لديهم قصص مروعة عن الهروب، بما في ذلك السرقة والعنف الجنسي. وإن بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى الحدود، كانت مواردهم قد استنفدت.
وأفادت التقارير أن 90 بالمائة من العائلات قضت عدة أيام دون تناول الطعام، وقد عبر ما يقرب من 300 ألف شخص حتى الآن من السودان إلى جنوب السودان خلال الأشهر الخمسة الماضية.
بحسب برنامج الغذاء العالمي، كانت الأسر التي شوهدت وهي تعبر أكثر ضعفا وانعداما للأمن الغذائي من تلك التي وصلت في الأيام الأولى للنزاع، وكانت الغالبية العظمى من الوافدين من جنوب السودان.
وأشار إلى أن وسائل النقل معقدة وكان الوصول صعبا، خاصة في موسم الأمطار، وقد أصبح الوضع الصعب بالفعل، وأكثر صعوبة بسبب الأمطار الغزيرة. كما شردت الفيضانات حوالي 4 الآلاف شخص من المجتمعات المحلية المضيفة.
وأبانت مسؤولة برنامج الغذاء العالمي، أن هناك حاليا حوالي 12 ألف شخص في مراكز العبور في انتظار نقلهم إلى وجهتهم.
وكان برنامج الأغذية العالمي يساعد الوافدون بكل ما هو متاحا له، بما في ذلك الغذاء والفحوصات الصحية الفورية حيث العديد من العائدين يعيشون في المناطق الحضرية في السودان لسنوات، ويعودون الآن إلى المناطق الريفية في الغالب ولم تكن لديهم المهارات اللازمة، ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى دعم طويل الأجل لإعادة بناء سبل عيشهم.
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 7.4 ملايين شخص في جنوب السودان كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي حتى قبل النزاع الحالي في السودان، ومع تدفق العائدين الفقراء هذا العام، تلقى برنامج الأغذية العالمي أقل من نصف التمويل الذي يحتاجه وتقدر بنصف المساعدات المطلوبة، ويحصل العائدون على نسبة تقل عن 300 جرام في اليوم.
وشددت ماري، على أن إنقاذ الأرواح بالكاد لا يكفي، وهناك حاجة إلى حلول دائمة، ويمكن رؤية قصص النجاح عندما يتم منح الناس الموارد التي يحتاجون إليها.
وقالت إن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 526 مليون دولار أمريكي خلال الأشهر الستة المقبلة، وأن بالإضافة إلى العائدين من جنوب السودان، هناك اللاجئين السودانيين، والمجتمعات المحلية ترحب بالوافدين إلى حد كبير وتتقاسم معهم ما لديهم.