أجبرت الحرب ملايين السودانيين على مغادرة دولتهم ومساكنهم ما بين نازح ولاجئ ومشرد ، وكان نصيب تشاد الجارة نصف مليون لاجئ ، وخصصت لهم معسكرات للإقامة فاقت العشر معسكرات حول مدينة ادرى.
وتعرض اللاجئون قبل قدومهم إلى تشاد من مناطق دارفور المختلفة إلى دوي المدافع والدبابات والذخائر بكل انواعها و عاشوا لحظات رعب عصيبة أدت إلى صدمات نفسية لمعظمهم ، وامتلأت أكواخهم بمئات المرضى النفسيين.
تراكمت علي الأسر مشقة تحمل تصرفات المرضي العنيفة وعدم توفر العلاج بالمعسكرات وبحسب الأسر التي تحدثت لراديو تمازج ، لم تقدم أي خدمات علاجية لذويهم مما اضطرهم إلى تقييدهم بالجنازير والحبال .
وأفادت شقيقة المصاب (م،أ،ج) الذي ينحدر من نيالا ، ان شقيقها أصيب في العام “2004” إثر أحداث دارفور التي اندلعت في أبريل “2003”.
و اوضحت أن شقيقها عنيف جداً ويمر بحالات عصبية حادة من حين لآخر ولم تقدم له أي خدمة علاجية منذ قدومهم إلى المعسكر والأسرة لا تملك القدرة على علاجه.
وقالت شقيقة المصاب (ص،ي،أ) الذي يبلغ من العمر “34” عاما وينحدر من منطقة اردمتا وهي وحدة إدارية تتبع لولاية غرب دارفور ، أن شقيقها الاصغر أصيب نتاج المعارك التي دارت في محلية كلبس التي تقع في الشمال الأقصى لولاية غرب دارفور .
وأضافت “ساءت حالته بسبب الأحداث الأخيرة في اردمتا وليس لنا القدرة على تأمين تكاليف العلاج”.
وعن محاولات الأسرة في توفير العلاج قالت “جربنا العلاج البلدي ولكنه لم يكن مجديا وحالياً يأخذ حقن مهدئه بمعدل حقنة شهرياً وفي حالة عدم جلبها يعتدي على المارة في الشارع العام ويرميهم بالحجار والألفاظ الجارحة”.
وارجعت إصابة شقيقها إلى الحروبات التي شهدتها المنطقة وأضافت أصيبت عينه اليمنى بالتلف إثر تعرضه للضرب في الشارع.
وتابعت “عجزنا عن توفير الدواء وقمنا بتقييده لأنه إذا اعتدي علي أي شخص في الشارع أو في المخيم فإننا مسؤولون عن أي تصرف سالب يرتكبه”.
وقالت أن ابنتها مريضة بأنيميا واختها مصابة بمرض نفسي بجانب شقيقها.
عن الجهات التي وصلتهم في معسكرات اللجوء لمعرفة أوضاعهم قالت “زارتنا منظمة أطباء بلا حدود في المعسكر لكنهم لم يقدموا لنا أي خدمات علاجية” .
وأشارت إلى أن أسرتها وصلت إلى تشاد عن طريق منطقة تندلتي التي تقع في الاتجاه الشمالي الغربي للولاية على الحدود مع دولة تشاد ، بعد الأحداث التي شهدتها وحدة اردمتا الإدارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
من جانبه قال المريض (ج،أ،أ) المنحدر من نيالا بأن الظلم هو الذي أوصله لهذه المرحلة .
وبين أن حالته كانت سيئة لكن تحسنت بعد أخذه للحبوب ، وساءت حالته مرة أخرى بعد وصوله إلى منطقة أدري التشادية التي لم يأخذ فيها العلاج .
فيما قالت شقيقة المريض (ش،أ،أ) المنحدرة من الجنينة حي المدارس، أن والدتها فقدت شقيقها الأكبر إثر أحداث الجنينة من أسرتها المكونة من سبعة أفراد ، وتم حرق المنزل وضرب شقيقها بطلق ناري على رأسه.
وتابعت أن الظروف المادية هي التي أوصلت شقيقها إلى هذه الحالة بعد اختفاء والدها بسبب الحروبات ، وبينت أنه تم عرض شقيقها علي طبيب في مستشفى التجاني الماحي بالخرطوم عن طريق علاقات والدتها التي كانت تعمل طباخة في منزل الوالي و قد توقف العلاج حالياً.
وأضافت “بعد وصولنا إلى أدري حاول شقيقي ان يطبق فينا العنف الذي تعرض له في الجنينة لكننا هربنا من منزلنا خوفاً منه وحاليا تم تقييده بالجنازير”.
وقالت أنهم قاموا بعرض شقيقها على طبيب في مستشفي ام خروبة بتشاد على نفقتهم الخاصة ولكن حالته الصحية ساءت بعد تناوله الحبوب الذي وصفها له الطبيب.
وتحدث إلينا المريض (ص) بنفسه وقال “أصبت بحالة نفسية لكن حالياً حالتي مستقرة ولدي دواء استخدمه صباح ومساء ، وأصبت في رمضان الماضي أثناء الأحداث التي شهدتها الجنينة عانت أسرتي معي وكنت اضربهم واسبهم لكنهم قاموا بتقييدي بالحبال”.
وعن محاولات علاجه قال اخدت حقن وحبوب وكنت متابع مع دكتور سيف في الجنينة و حالتي ساءت بعد أحداث اردمتا .
وأضاف “مافي أي جهة قدمت لنا علاج منذ وصولنا إلى تشاد.”