وأوضح الحقوقي الدارفوري عصام ضيف الله لراديو تمازج ،أن بعد سقوط معاقل الجيش بيد الدعم السريع وفقدانه لمعظم مدن دارفور لجأ الجيش إلى استهداف خصمه -الدعم السريع- بالضربات الجوية وهو الأمر الذي فاقم حالة العلاقة المتوترة أصلاً بين الجيش ومجتمع الإقليم.
وبين إن العقلية الاستخباراتية للجيش تميل إلى تصنيف أي نشاط يعادي النظام الحاكم على أساس قبلي وتتم معاداة كل القبيلة أو الجهة التي ينحدر منها ذلك الشخص.
وضرب ضيف الله أمثلة بحرب الجنوب وتعاطي الجيش وأذرعه الأمنية مع الجنوبيين ثم حركات التمرد التي قام بها أبناء دارفور ، معتبراً تعامل الجيش مع أفراد القبائل التي يقود أبناؤها حركات التمرد بغير اللائق.
واعتبر أسلوب الجيش الحالي امتداداً لأساليبه السابقة في التعامل مع مواطني دارفور، حيث يعاقب الجيش بسبب الدعم السريع مواطنين دارفور عموماً، على الرغم من وجود قبائل دارفورية كانت أقرب وجدانياً إلى الجيش.
وأضاف عصام ضيف الله بأن الجيش لا يرغب في استقرار مدن دارفور في ظل هذه الحرب، مشيراً إلى أن حجم الأضرار الناجمة عن قصف الجيش المدفعي بالمقارنة مع قصف الدعم السريع يعكس نزعة الجيش التدميرية لمناطق دارفور.
ويخلص عصام إلى أن شعبية الجيش تتراجع في دارفور بصورة كبيرة وأن عنفه المفرط خصم كثيراً من رصيده شعبياً في دارفور وكذا الحال في مناطق أخرى من السودان.
أما الأكاديمي والباحث رشيد خليل فقد أشار إلى أن تصريحات وسلوكيات قائد الجيش لا يمكن فصلها عن المؤسسة العسكرية والسياسية التي يعمل في سياقها ، وأن أساليب عمل الجيش في دارفور لا يمكن فهمها بمعزل عن باقي مناطق السودان التي تضررت من العنف.
وتابع الباحث خليل “هذه المنظومة لديها الاستعداد للعنف والتدمير سواء كان ذلك في دارفور أو شندي أو مدني دون أن يكون لديها أدنى اعتبار للجوانب الجهوية أو القبلية”.
وألمح خليل إلى أن الجيش في قصفه لدارفور يتحالف الآن حتى مع بعض قادة الحركات الدارفورية المسلحة.
الكادر السياسي أحمد صالح أفاد راديو تمازج ، بأن قصف الجيش الجوي لمناطق دارفور وخاصة مدينة نيالا قلل من تعاطف المواطنين معه، وأن إنسان دارفور أصبح أكثر قدرة على التعايش مع الأمر الواقع الذي تحولت معه الحرب -بحسب صالح- إلى صراع جهوي، مضيفاً بأن المواطن أصبح أكثر قرباً نحو الدعم السريع، خاصة وأن قصف نيالا يحدث في ظل عدم وجود مواجهات قتالية مباشرة بين الطرفين في المنطقة .