قال المحلل السياسي، فيصل الزبير، “إذا كانت العقوبات التي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية، بحق قادة في قوات الدعم السريع، تهدف إلى وقف الحرب أو حماية المدنيين أو تقليل حدة النزوح والكوارث المصاحبة للحرب، فإنه لا طائل منها”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قد أعلن الخميس الماضي، فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع بقطاع وسط دارفور، اللواء علي يعقوب جبريل، إلى جانب اللواء عثمان محمد حميد الشهير بـ “عثمان عمليات”، هذا وأشار بيان الخارجية الأمريكية إلى أدوار القائدين في قيادة العمليات العسكرية في دارفور لا سيما الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع.
ولفت في حديث مع راديو تمازج أن العقوبات الأمريكية التي فرضت في وقت سابق بحق عسكريين ومدنيين لم تقدم أي شيء بالنسبة للمدنيين.
وألمح المحلل السياسي، إلى أن العقوبات الأمريكية ليست من “قبيل الاعتباط” وإنما يقصد بها تحقيق أهداف خاصة تأتي في سياق أولويات ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
وقال: “بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها لا ترغب بأن يحقق أي من طرفي الحرب نصرا حاسما وإنما يعنيها وجود شكل من أشكال توازن القوى بين طرفي النزاع”.
ولفت إلى أنه ليست هناك جدوى من توجيه عقوبات لقيادات وسط، التي لا تملك قرار إدارة هذه المعارك.
في حوار أجراه راديو تمازج، مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، الأسبوع الماضي، توم بيرليو، وردا على سؤال حول العقوبات التي تستنها الولايات المتحدة ضد أفراد سودانيين، قال: “في بعض الحالات، من المحتمل أن يكون للعقوبات تأثير، لكنها لم تحقق بعد الهدف النهائي المتمثل في إنهاء الحرب”.
وتابع: “من المهم أن نفهم أن هذه العقوبات تستهدف الأفراد، وليس البلد بأكمله، فهي تؤثر على قدرة هؤلاء الأفراد على السفر والقيام بأعمال تجارية على مستوى العالم، وخاصة مع الكيانات المرتبطة بالنظام المالي الأمريكي”.
وأشار بيرليو إلى أن بعض “المتشددين” قد يقللوا من شأن العقوبات، مؤكدا أن للعقوبات عواقب وصفها بـ “الحقيقية”.
وأقر توم أن العقوبات وحدها لا تمثل “حلا سحريا”، مشيرا إلى إنها جزء من استراتيجية أوسع لزيادة التكاليف التي يتحملها أولئك الذين يرتكبون “الفظائع”.
وأصدرت الخارجية الأمريكية مجموعة من العقوبات شملت قادة رفيعين في الدعم السريع، من ضمنهم شقيق قائد قوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، كما شملت العقوبات قيادات أمنية وحزبية سابقة في نظام عمر البشير.
ومنذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السبطة قبل نحو أربعة أعوام تبنت الولايات المتحدة مبدأ العقوبات الفردية تجاه المتورطين في انتهاكات أو المتسببين في عرقلة الانتقال المدني الديمقراطي في السودان.