مع دخول شهر رمضان المبارك يبرز الوضع الإنساني كأحد أكثر المشكلات التي تواجه إنسان اقليم دارفور .
وتشهد مناطق وسط دارفور نقص حاد في الغذاء ومواد الإيواء إلى جانب مشكلات الصحة والبيئة.
في أول يوم لشهر رمضان طاف راديو تمازج على مراكز الإيواء بمدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور ، والتقى بعدد من النازحين الذين أعربوا عن خيبة أمل كبيرة تجاه المنظمات الإنسانية التي توقعوا منها أن تسعف وضعهم المأساوي، لكن لسؤ الحظ لم تصل منها أي مواد إغاثية سوى مياه الشرب التي توزع بصورة محدودة في بعض مراكز الإيواء.
وقال نازح يقيم في مركز إيواء المدارس الشمالية بزالنجي ، إنهم محتارون بين البقاء بمراكز الإيواء أو العودة إلى مخيم النزوح الذي غادروه إثر تفاقم المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي، وأشار إلى أن شهر الصيام يهل عليهم وليس لديهم شيء من المواد التموينية اللازمة.
مضيفا بأن حال مراكز الإيواء لا يشجع على البقاء، وبالمقابل يفتقر مخيم النازحين إلى مقومات الحياة الضرورية ، بما في ذلك تدهور الأمن حيث لا أفق واضح لحسم الانتهاكات وعمليات النهب بحق النازحين.
من جانبها أفادت الحاجة مريم بأنها تعاني مشكلات النظر، وأنها لا تستطيع العودة إلى مخيمها السابق (معسكر الحصاحيصا للنازحين) بعد أن تمت سرقة كافة مخزونها الغذائي وممتلكاتها.
وبسؤالنا عن فطورها اليوم أفادت بأنها حصلت على كيس من الذرة من أحد النساء وستتوجه به إلى مكان الطحن لتوفير قوتها خلال اليوم وغداً فقط.
أما سعدية موسى فقد أوضحت بأنها لم تحصل على أي معونات وأنها بحاجة ماسة للغذاء و مواد الإيواء بعد أن فقدت سقف منزلها بالمخيم.
سعدية لا تبدو مكترثة لأي شي سوى الطعام الذي بات فقدانه يشكل خطرا على أطفالها، ولكنها مع ذلك تعبر عن تطلعاتها في استتباب الأمن والاستقرار.
في ذات السياق أفاد أحد المواطنين ، بأن التحدي الأكبر أمام الناس مع دخول شهر رمضان هو غلاء الأسعار وارتفاع قيمة المواد الاستهلاكية التي تضاعف سعرها مع حلول رمضان، في ظل محدودية الدخل وضعف الوضع الاقتصادي لدى كثير من الأسر.