تصاعد القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار، حيث اندلاع أيضا أعمال عنف جديدة في إقليم دارفور، ورد عنه مقتل العشرات.
أظهرت لقطات تلفزيونية حية تصاعد الدخان الأسود فوق العاصمة يوم الأحد بعد انتهاء الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت سارة حسن 34 عاما عبر الهاتف للجزيرة الإنجليزية: “في جنوب الخرطوم، نعيش في رعب من القصف العنيف وأصوات المدافع المضادة للطائرات وانقطاع التيار الكهربائي، نحن في جحيم حقيقي”.
أدى القتال في العاصمة إلى أضرار ونهب واسعة النطاق، وانهيار في الخدمات الصحية، وانقطاع الكهرباء والمياه، وتضاؤل الإمدادات الغذائية.
وقال شهود عيان إنهم رأوا طائرة متجهة من جنوب العاصمة إلى شمالها تشتعل منها النيران. وتحدث آخرون عن غارات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع في شرق المدينة، مع وقوع بعض الضحايا المدنيين.
ومن بين المناطق الأخرى التي وردت أنباء عن اندلاع قتال فيها وسط وجنوب الخرطوم والخرطوم بحري.
اتفاق وقف إطلاق النار السابق، بوساطة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، أدت إلى تراجع المعارك في شوارع الخرطوم بشكل طفيف وسمح بوصول محدود للمساعدات الإنسانية.
وقد انهارت يوم الجمعة الماضي المحادثات الخاصة بتمديد وقف إطلاق النار.
بعيد عن الخرطوم، اندلع قتال في إقليم دارفور، بغرب السودان، التي تعاني من اضطرابات طويلة الأمد وتحديات إنسانية ضخمة.
وأفاد شهود بأن القتال العنيف يومي الجمعة والسبت أدى إلى حالة من الفوضى في “كتم”، إحدى البلدات الرئيسية والمركز التجاري في شمال دارفور.
وقالت نقابة المحامين في دارفور، التي تراقب الحقوق في المنطقة، إن 40 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، بمن فيهم سكان مخيم كساب.
في سياق منفصل، قالت سلطات الآثار السودانية إن مقاتلي قوات الدعم السريع انسحبوا من المتحف الوطني بوسط الخرطوم. ونشرت قوات الدعم السريع يوم السبت مقطع فيديو تم تصويره داخل أرض المتحف، والذي يضم مومياوات قديمة وغيرها من القطع الأثرية الثمينة، نافية أن تكون قد ألحقت الضرر بالمجموعة.
قتل أكثر من 800 شخص، وأجبر نحو 1.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم منذ بدء الصراع، مع نزوح أكثر من مليون شخص داخليا وحوالي 345 ألف شخص عبروا إلى البلدان المجاورة بحثا عن الأمان، بحسب ما ذكره مكتب الأمم المتحدة، وتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير الأسبوع الماضي.