النساء والأطفال في فشلا يكافحون من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية وسط النزاع

شهدت منطقة فشلا الحدودية في جنوب السودان، أحداث عنف ونزوح جماعي عقب وقوع إشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والمواطنين المحليين المسلحين في 18 سبتمبر الماضي.

شهدت منطقة فشلا الحدودية في جنوب السودان، أحداث عنف ونزوح جماعي عقب وقوع إشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان والمواطنين المحليين المسلحين في 18 سبتمبر الماضي.

وأجبرت المواجهات النساء والأطفال على الفرار من منازلهم واللجوء إلى القرى المحيطة بينما عبر الآخرين الحدود الإثيوبية، حيث يواجهون حالياً تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات الأساسية.

واندلع القتال في فشلا، بعد مقتل العقيد أوكونج أوكوم أوطو، القائد السابق لقوات دفاع شعب جنوب السودان في المنطقة، بمقر إقامته على يد زملائه الجنود.

وبعد مرور إسبوعين من الأحداث، وجد آلاف من النازحين داخلياً أنفسهم وسط أوضاع مزرية، وغير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب المخاوف من وقوع المزيد من الهجمات.

 وشاركت العديد من النساء اللاتي تحدثن ل(راديو تمازج)، مناشداتهن اليائسة للحصول على المساعدة، بعدما فقدوا سبل كسب العيش أثناء القتال العنيف.

 وكشفت مارغريت أكولي إحدى النازحات، عن الأوضاع المزرية التي يواجهونها حالياً، مشيرة إلى أنهم ينامون تحت الأشجار دون الحصول على الطعام أو الماء.

كما أعربت عن مخاوفها بشأن تدهور صحة أطفالهن الذين يعانون من سوء التغذية في ظل ارتفاع حالات الإصابة بالاسهالات والقيء.

وأوضحت مارغريت :”لقد غادرت منطقة أشيري بسبب الغارات الجوية التي شنتها طائرات الهليكوبتر الحربية والتي أدت إلى حرق ما لا يقل عن 5 منازل في الحي الذي أعيش فيه ولكني لا أعرف شيئًا عن الضواحي الأخرى”.

وأضافت :”الآن، يعاني أطفالنا من سوء التغذية، مع الكثير من حالات الإسهال والقيء”.

من جانبها، ناشدت أكومو بيتر أوموت، وهي نازحة أخرى، الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة وضمان سماع أصواتهم. 

وتحدثت عن الرحلة المرهقة التي مروا بها عبر الأدغال حتى وصولهم إلى بلدة نيوم بالقرب من إثيوبيا، وأشارت إلى أنهم يفتقرون إلى الغذاء والمأوى ويعيشون في حالة خوف دائم من المختطفين.

وأوضحت أكومو :”لقد تم عزلنا عن بقية جنوب السودان منذ عام 2005 دون خدمات أو تنمية. نحن نعمل بأيدينا من أجل لقمة عيشنا ولكننا الآن نازحون والقرود تأكل محاصيلنا. لم يبق شيء. نداءنا هو أن يتم الاستماع إلى شكاوينا على الأقل حتى نتمكن من العودة بسلام إلى ديارنا وبدء حياة جديدة حتى لو لم يتم تزويدنا بمساعدات الإغاثة”.

من جهتها، جددت أريت أوشلا شام، قائدة نسوية في فشلا، الدعوة لتقديم المساعدات، معربة عن مخاوفها بشأن الظروف المعيشية غير الصحية التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع في الأسابيع المقبلة، على حد قولها.

 وروت أوشلا، قصص نساء أنجبن و تعرضن للإجهاض أثناء هروبهن، مشيرة إلى أن النساء واجهن صعوبات كبيرة أثناء فرارهن وسط أصوات الغارات الجوية العالية.

وأوضحت أوشلا :”كنا نهرب ولم يحمل أحد معها طعاماً أو ناموسيات. أثناء الفرار من البلدة، أنجبت 13 إمراة وأصيبت 12 امرأة أخرى بالإجهاض لأن ليس من السهل على المرأة الحامل أن تهرب، وكانت أصوات الغارات الجوية عالية جداً، كان علينا قضاء ساعات للوصول إلى نيوم والانتقال لاحقًا إلى أوبرا. هؤلاء النساء موجودات معنا هنا في الأدغال دون رعاية طبية أو ناموسيات”.

في غضون ذلك، أعترف أشاو شافار، منسق مفوضية الإغاثة وإعادة التعمير في فشلا، بالوضع المزري الذي خلفه القتال الدائر في المنطقة، مشيراً إلى أنه أدى إلى نزوح أكثر من 10.000 شخص معظمهم من النساء والأطفال دون الحصول على الغذاء أو المأوى.

وأوضح شافار :”لقد أجرينا تقييماً مع منظمات تير فاند Tear Fund ومن أجل افريقيا والمعونة الكنيسة الفنلندية، وسيتم نشر تقاريرنا في الأيام المقبلة، لكن بحسب ملاحظتي فإن نحو 2000 كوخ مدمرة أو متضررة لأن القصف كان عنيفاً جداً، لذا فإن الأولوية هي المأوى والغذاء والصحة”.

بينما أكد أويتي أولونج محافظ مقاطعة فشلا بالإنابة، وجود هدوء نسبي في المنطقة، داعياً إلى التدخل الإنساني العاجل لمساعدة المتضررين.

وكشف أولونج عن احتراق أكثر من 1500 منزل وتشرد النساء دون طعام ومأوى والمستلزمات الطبية الضرورية.

كما ناشد أولونج، الرئيس سلفا كير، بتشكيل لجنة تحقيق لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في فشلا وإيجاد حل ودي لمخاوف المجتمع.