أعلنت السلطات في مقاطعة كبويتا الشرقية بولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان، عن استئناف عمليات المنظمات غير الحكومية بعد تعليقها لمدة أسبوع بسبب انعدام الأمن في المنطقة.
وجاء قرار استئناف العمليات بعد أن اتفقت مجتمعات بونو ونيانقيانق، على تقاسم نقاط المياه والعيش في السلام كأسرة واحدة. وكان التوترات تصاعد بين المجموعتين بشأن نقاط المياه في 13 من الشهر الجاري، مما أدى إلى نزوح 11 ألف شخص وإصابة 10 أخرين بين عشائر التبوسا في بونو ونيانقيانق في مقاطعة كبويتا الشرقية.
وقال أنجلو عبد الله لوكينو، محافظ مقاطعة كبويتا الشرقية، لراديو تمازج، إن المنظمات غير الحكومية استأنفت أنشطتها في المنطقة، وأن كان من المقرر في البداية أن يستمر التعليق لمدة ثلاثة أيام، لكن تم تمديد فترة التعليق مع استمرار الحكومة في جهودها للتوسط بين المجتمعات المتنازعة وتعزيز التعايش السلمي.
وشدد على الروابط العائلية بين المجتمعات واتفاقها على حل النزاعات سلميا.
وتابع: “هؤلاء السكان عائلة واحدة، ولقد اتفقوا أخيرا على التعايش وابتكار وسائل سلمية لحل النزاعات، وسيتم عقد الاجتماعات قريبا، لكن في البداية قمنا بتعليق العمليات لمدة ثلاثة أيام لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وسط التوترات بينهم. ومع ذلك، فقد أصدرنا بالفعل خطاب استئناف بسبب الهدوء النسبي، مما يسمح باستمرار العمليات”.
وأضاف أنه تم تشكيل لجنتين من بونو ونيانقيانق لإدارة التوترات بين المجتمعات المتصارعة، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الاضطرابات في المنطقة.
ورحب أوريم إيمانويل، ناشط المجتمع المدني في ولاية شرق الاستوائية، باستئناف عمليات المنظمات غير الحكومية في المقاطعة، مشددا على الحاجة الماسة للخدمات الإنسانية على المستوى الشعبي. وحث المجتمعات على اعتماد نهج سلمي لمعالجة القضايا وشجع على تقاسم الموارد.
وتابع: “إنها مبادرة إيجابية حيث تعمل المجتمعات الدولية بنشاط على مساعدة المدنيين الذين يعانون في جميع أنحاء جنوب السودان، وكان تعليق عمليات المنظمات غير الحكومية خطوة ضرورية، نظراً للصراع على نقاط المياه، تتضمن بعض الممارسات الثقافية في ولاية شرق الاستوائية نزاعات غير ضرورية حول الموارد المائية للحيوانات، ويجب على المجتمعات أن تنظم نفسها وتقدم التماسا إلى الحكومة للحصول على المزيد من المياه في حال انها غير كاف”.
وقال إن محافظ كبويتا الشرقية اتخذ قرارا يستحق الثناء بالسماح للمنظمات غير الحكومية بمواصلة عملياتها.
وأعرب أوريجا جيمس، الأمين العام لاتحاد شباب شرق الاستوائية، عن سعادته باستئناف خدمات المنظمات غير الحكومية وأثنى على المحافظ لإعطاء الأولوية لأمن العاملين في المجال الإنساني. ودعا الشركاء المنفذين في المنطقة إلى الاستجابة للدعوة لاستئناف الخدمة، مشددا على أهمية الوصول إلى المحتاجين.
وقال: “أنا سعيد بمحافظ مقاطعة كبويتا الشرقية، لإعطاء الأولوية للسلام والأمن، وعندما أوقف العمليات مؤقتا، لم يكن استهدافا للمنظمات غير الحكومية، بل لضمان أمنها كعاملين في المجال الإنساني، وأحث إدارة المنظمات على استئناف أنشطتها الطبيعية وتقديم الخدمات”.
وتابع: “في مناطق النزاع، تتعرض الخدمات الأساسية للخطر، وأنا أناشد المجتمعات المحلية في شرق الاستوائية أن الصراع في حد ذاته لا يمكن أن يقودنا إلى أي مكان”.