قال الامم المتحدة إن هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لمعالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جنوب السودان.
في بيان صدر يوم الثلاثاء، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” ومنظمة “اليونيسف” وبرنامج الغذاء العالمي، إن الفيضانات الشديدة والمتعددة على مدار السنوات، مع تصاعد العنف على المستوى المحلي، والضغوط الاقتصادية. تدفع المزيد من الناس إلى مستويات صعبة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وان ذلك محرك رئيسي لسوء التغذية والمرض والفقر لدى الأطفال.
قالت وكالات الأمم المتحدة، إنه على الرغم من اعتماده على استيراد الغذاء، فإن جنوب السودان لديه إمكانات هائلة لإنتاج الغذاء ليصبح “سلة الغذاء” في شرق إفريقيا. لكن مع استمرار الصراع المستوى المحلي الذي يجبر الناس على الفرار من ديارهم وتعطيل سبل العيش، تجد البلاد نفسها في أزمة غذائية متكررة.
وقال أدينقا باديقو، المدير القطري بالإنابة لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان إن إنهاء الجوع في جنوب السودان يبدأ بإنهاء الصراع المحلي ومعالجة أزمة المناخ، وزاد: “في يوم الأغذية العالمي، أدعو جميع أصحاب المصلحة إلى تهيئة الظروف الملائمة للسلام والاستقرار التي ستمكن البلد وسكانه من الازدهار، وزيادة إنتاج الغذاء، والحد من مستوى الجوع الذي يخرج عن نطاق السيطرة، و بناء المرونة في مواجهة الصدمات المناخية”.
ووفقا لوكالات الاممية فإن انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان، ينذر بالخطر حيث وصل الجوع الى مستويات غير مسبوقة هذا العام، ويعاني 65٪ من السكان، 7.74 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي الشديد، و 2.9 مليون منهم على أعتاب المجاعة و 87 الف شخص آخر في ظروف شبيهة بالمجاعة.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إنه قدم مساعدات لأكثر من خمسة ملايين شخص بالمواد الغذائية بينما يدعم ما يقرب من خمسين ألف شخص لإنتاج الغذاء من خلال توفير التدريب على التقنيات الزراعية “الذكية مناخيا” والممارسات الزراعية الحديثة.
وقالت منظمة “الفاو” إنها تقدم الدعم الطارئ للأشخاص في الأزمات من خلال توزيع البذور والأدوات ومستلزمات الصيد، وتوفير التدريب والوصول إلى المعلومات المناخية.
وقال ميشاك مالو، ممثل منظمة “الفاو” في جنوب السودان إن “نحن بحاجة إلى جعل الزراعة والأعمال الزراعية خيارا جذابا للمواطنين الشباب الطموحين من جنوب السودان”.
وتابع: “تدعم منظمة الأغذية والزراعة تشكيل التعاونيات الزراعية وتسهل الوصول إلى الأسواق، وأن النمو في القطاع الزراعي يوفر سبل عيش مستدامة ويساهم بشكل إيجابي في الاقتصاد الوطني ويساعد في تقليل الاعتماد المفرط على الأغذية المستوردة”.
قالت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في جنوب السودان: إن “نظرا لأن العالم تواجه أزمات سياسية واقتصادية ومناخية، يجب علينا مضاعفة جهودنا في جنوب السودان لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، ويدفع الأطفال الثمن ، ويظهر ذلك من خلال المعدلات المقلقة والمتزايدة لسوء التغذية لدى الأطفال”.