يشهد العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الإثنين، تصعيدا للقتال بين طرفي النزاع “الجيش والدعم السريع”، وسط تحذيرات دولية من أزمات إنسانية قد تواجه الشعب السوداني.
وتشتد حدة المعارك في عدة أحياء العاصمة السودانية الخرطوم وبحري وأم درمان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تم سماع دوي انفجارات متقطعة منذ صباح اليوم الإثنين جنوب مدينة أم درمان، وسماع أصوات أسلحة ثقيلة غربي مدينة الخرطوم.
وقالت مصادر محلية إن الجيش السوداني قصف تجمعات قوات الدعم السريع في محيط مقر شرطة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم الذي سيطر عليها القوة يوم الأحد.
يوم الأحد أعلن قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر رئاسة قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة جنوب الخرطوم، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات.
وقال مصدر رفيع في الجيش السوداني للجزيرة إن القوات التي كانت متواجدة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس.
وحسب مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم، فإن منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأن المقر يمثل خطا دفاعيا متقدما للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأنه يشكل خطا دفاعيا للجيش، حيث يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.
الأوضاع الإنسانية
وبشأن التداعيات الإنسانية، قال أحمد عثمان نائب المفوض العام للعون الإنساني بالسودان إن قرابة 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان، أوضح عثمان أن إجمالي عدد النازحين وصل 8 ملايين، بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون.
ولم يتفق الجيش و “الدعم السريع” على هدنة جديدة تشمل أيام عيد الأضحى، وذلك منذ انتهاء آخر هدنة صباح الأربعاء الماضي.
ومنذ اندلاع القتال منتصف أبريل الماضي، قتل نحو 3 آلاف شخص وأصيب آلاف آخرون، في حين نزح مئات الآلاف إلى أماكن أكثر أمنا داخل السودان، وإلى بعض دول الجوار.
وحذر المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد يوسف، اليوم الإثنين، من تحول القتال الدائر في بلاده إلى “حرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية”.
وقال يوسف في حسابه على تويتر: “هذه حرب لا منتصر فيها، وآلاتها واضحة للعيان وهي إمكانية تحولها لحرب ذات طبيعة اثنية وقبلية”.
أضاف: “القادم أسوأ، وهو نذر تحولها لحرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية ويصبح جميع أهل السودان بلا قدرة على إيقافها، وتصبح السيادة والقرار الوطني أثرا بعد عين”.
وشدد يوسف على أن المخرج الوحيد للأزمة هو التوصل إلى “حل سياسي سلمي شامل”، لكنه أشار إلى أن هذا المخرج “يضيق يوما بعد يوم”.