كشف القائد العام لحركة جيش شعب جنوب السودان “المعارض”، عن محاولة إغتياله في نيروبي، وطالب من وساطة مفاوضات السلام، “بإعادة فريقه من حيث أتوا”.
وكتب الجنرال استيفن بوي رولنيانق، رسالة مؤرخة بتاريح 20 مايو إلى الجنرال لازاروس سيبمويو، كبير الوسطاء، جاء فيها أنه تلقى معلومات استخباراتية عاجلة يوم 15 مايو من جوبا مفادها أن توت قاتلواك، المستشار الأمني للرئيس سلفا كير، أرسل عملاء الأمن إلى نيروبي لمطاردته واغتياله.
وأوضح أن بتاريخ 16 مايو، قام رجال أمن جوبا بتوظيف عملاء كينيين يرتدون نظارات سوداء، وجاءوا إلى فندق أولي سيريني، وظلوا يختبئون بالقرب من مراحيض الفندق في المساء حاملين في أيديهم بعض الصور التي قد تكون صورته، وانه عندما لاحظ الأمر عاد إلى غرفته وأبلغ الأمن على الفور.
وقال لقد أبلغتك “سيمبويا” بذلك في صباح اليوم التالي في قاعة الاجتماعات، ونفي مكوي لويث الأمر أمام الجميع، لكن بالأمس بتاريخ 19 مايو، جاء جون توب نيريو، الذي أرسله توت قاتلوك، شخصيا للبحث عني في الفندق ووجدني جالسا مع اثنين من ضباطي ونتناول العشاء، وسلم علي وجلس بالقرب مني لأننا نعرف بعضنا البعض.
وأضاف: “بدأ يتحدث بنفسه دون أن يُطلب منه ذلك، وقال أنه توت قاتلواك في عام 2022 أرسله للبحث عني في أديس أبابا لاغتيالي، لكنه أخبر توت أن الجنرال استيفن بواي تزوج ابنتنا، ولا ينبغي أن يكون هو القاتل، وواصل سرد العديد من القصص عن استخدام توت قاتلواك للأموال لاغتيالي”.
وفقا للجنرال بوي في رسالة، فإن توب، زعم إنه جاء من أمريكا الى نيروبي.
وقال: ” قمت بإرسال رسالة نصية إلى الأمن لأخذه والتحقيق معه، لكنه هرب على الفور إلى الجنرال قريقوري، نائب المدير العام لمكتب المخابرات العامة لجهاز الأمن الوطني، عضو وفد جوبا، وحاول حمايته من القبض عليه من قبل الأمن الكيني”.
وقال إن الجنرال قريقوري، كان لديه سوء تفاهم مع أفراد الأمن الكينيين حتى أبلغ الأخير السلطات العليا بالقضية.
وأشار بواي في رسالته إن جون توب نيريو، هو المتهم باختطاف دونق صموئيل وأقري إدريس من نيروبي، تم قتلهم في جوبا”.
وجاء في الرسالة: “باالنظر إلى المخاوف الأمنية المذكورة أعلاه، فإن جوبا ليست مستعدة لأي محادثات سلام، وهدفهم هو إغراء المعارضة في كينيا واغتيالهم واحدا تلو الآخر كما أخبرتك آخر مرة في رسالتي ردا على خطاب دعوتك، لذلك أطلب من مكتبكم الموقر أن انسحاب فريقي من المحادثات، والخروج الفوري من نيروبي والعودة إلى حيث أتينا”.
وفي تصريح خاص لراديو تمازج للجنرال بوي، حول أنسحابه من المفاوضات، قال “إن جوبا ليست مستعدة لمحادثات سلام حقيقية وأنه سينسحب إذا لم يتم القبض على القاتل المزعوم”.
وتابع: “طلب السلطات الكينية مني بالتحلي بالصبر، وقالت إنها ستعقد اجتماعا حول هذا الأمر، وسوف ننسحب ما لم يتم القبض على هذا الرجل نيريو والتحقيق معه”.
وأضاف: “موقفنا هو أنه يتعين علينا العودة من حيث أتينا، وأريد أن أقول لشعب جنوب السودان، أن جوبا ليست مستعدة للسلام وأن ما يريدونه هو فقط إغراء قادة المعارضة لاغتيالهم في نيروبي، وهذه هي اللعبة التي يلعبها كير ولن نقبل بذلك، وهذه وجهة نظري سنجتمع كقادة للمعارضة ونخرج ببيان رسمي”.
من جانبه حث تير منيانق قاتويج، المدير التنفيذي لمركز مناهضة السلام، اليوم “الاثنين”، الحكومة الكينية، على توفير أقصى قدر من الحماية لقادة المعارضة خلال محادثات السلام الجارية في نيروبي.
وتابع: “بعد ظهر أمس الأحد، تلقت المنظمة تقارير موثوقة تفيد بإرسال عميل للأمن الوطني من جوبا لإيذاء أو قتل الجنرال استيفن بواي رولنيانق، قائد حركة جيش شعب جنوب السودان. وكتب أن أفراد الأمن الكينيين الذين اعتقلوا العميل السري لجهاز الأمن القومي في فندق أولي سيرينا في نيروبي، أكد أن تم إرساله من قبل مستشار الأمن الرئاسي لجنوب السودان.
وتابع: “ينبغي على حكومة كينيا أن تتعلم من الحالات السابقة للراحلين دونق صموئيل وأقري إدري، اللذين اختفوا في كينيا إلى تشويه سجل الإدارة السابقة في مجال حقوق الإنسان، وتحث المنظمة حكومة جنوب السودان على التحقيق في هذا الحادث الخطير لاستعادة ثقة مواطنيها والمنطقة والمجتمع الدولي، الذين يشعرون جميعهم بالقلق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد”.