عبر رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارض في جنوب السودان، عن تحفظاته بشأن محادثات السلام الجارية في نيروبي، وأعرب عن مخاوفه بشأن مكان اختيار نيروبي مكانا للتفاوض، لكنه اعترف بدعم دولة كينيا التاريخي لجنوب السودان.
وأشاد الجنرال توماس سريلو، رئيس جبهة الخلاص الوطني في حوار مع راديو تمازج يوم “الثلاثاء”، بالدور المهم الذي تلعبه كينيا كجارة صديقة لجنوب السودان. وقال: “نحن نحترم بشدة الدعم التاريخي الذي قدمته كينيا خلال كفاحنا من أجل الاستقلال ومساهماتها في عملية السلام، خاصة اتفاق السلام الشامل في عام 2005”.
وقال: “الوساطة التي يقودها الرئيس الكيني وليام روتو، فوجئنا بعدم التشاور معنا أو مع المسؤولين من مجتمع القديس إيقيديو الكاثوليكي، على الرغم من مشاركتهم في جهود السلام السابقة”.
وأوضح أنهم على الرغم من المفاجأة، اختاروا قبول الوساطة الكينية في سعيها لتحقيق السلام بجنوب السودان، لكنهم أعربوا عن تفضيل التنسيق بين كينيا ومجتمع القديس إيقيديو، نظرا للدور المهم الذي لعبته الأخيرة في مبادرات السلام.
وتابع: “ليس لدينا أي اعتراض على الوساطة الكينية، لدينا تحفظات بشأن اختيار نيروبي كمكان للمفاوضات”.
وأبان أن تحفظهم لا يتعلق بالتشكيك في الوساطة الكينية نفسها، بل في العملية المحيطة بها، وأن القضية الأساسية هي أن جدول أعمال المحادثات تم تحديده دون التشاور معهم، مشيرا إلى أن الوساطة الكينية هدفها إيجاد آليات جديدة لتنفيذ اتفاقية السلام المنشطة الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية في المعارضة بقيادة رياك مشار في عام 2018، وأنهم رفضوا باستمرار أن يكونوا جزءا من هذا الاتفاق، الذي يعتبرونها غير عادل لمعالجة الأسباب الجذرية لمشاكل جنوب السودان.
وقال الجنرال سريلو، إن خلال اجتماعهم السابق في مفاوضات روما، تم إثارة نقطتين مع الوفد الكيني الذي أرسله الرئيس وليام روتو، حيث قدموا اقترحا بتوسيع فريق التفاوض ليشمل أعضاء مجتمع القديس إيقيديو، وأن تكون روما مكانا لمحادثات السلام بحكم حيادها على على الرغم من مساهمات كينيا الإيجابية في جنوب السودان.
وقال: “المخاوف لا تزال قائمة بشأن الأمن في كينيا، الذي قام باعتقال وتسليم أعضاء من المعارضة إلى حكومة جنوب السودان”.
وتابع: “في جوبا، قتل أو اعتقل بعض أعضاء المعارضة على يد عملاء الأمن التابعين للرئيس كير، وقد أدى الوجود المكثف لقوات الأمن في كينيا إلى خلق مناخ من الخوف بين مواطني جنوب السودان، مما جعل نيروبي غير مناسبة للمفاوضات، ونريد أن يشعر شعبنا بالحرية في التعبير عن تطلعاته، كما فعل خلال محادثات السلام في نيفاشا في عام 2005، وكينيا لا تساعد على تحقيق ذلك بسبب الخوف الذي يعيشه مواطنونا، ولهذا السبب ندعو إلى الحفاظ على محادثات السلام في روما”.
وحول ما إذا كانت محادثات نيروبي امتدادا لمحادثات روما حسب تصريحات أطراف المفاوضات. قال سريلو “أنا أعتبر هذا بمكانة بيان سياسي، ومن وجهة نظرنا، تهدف قيادة الرئيس سلفا كير وفريق الوساطة الكيني إلى استكشاف طرق جديدة لتنفيذ اتفاق 2018، وخلال محادثاتنا الأخيرة في روما مع حكومة جوبا، اقترحنا الخوض في الأسباب الجذرية للصراع في جنوب السودان، وإجراء حوار المائدة المستديرة التي تضم مختلف أصحاب المصلحة من الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والزعماء الدينيين والشباب والأكاديميين والنساء لمعالجة القضايا الأساسية التي تعاني منها البلاد”.
وقال سريلو، إنه يحظى بدعم كبير من مواطني جنوب السودان، الذين لديهم الرغبة في تغيير القيادة بالبلاد، وزاد: “جبهة ناس وتحالف سوما، ليستا الجماعتين المعارضتين الوحيدتين اللتين تتحديان الحكومة، الوضع في جنوب السودان صعب، ومع تصاعد الوفيات والدمار والفساد المستشري، وتفاقم الانقسامات العرقية بسبب السياسات المثيرة للانقسام، وبالنظر إلى هذا الواقع المرير، فمن الواضح أن كلا من الحكومة والمعارضة غير جهازين لمعالجة حجم الأزمة”.
وأبان سريلو، إن جنوب السودان ملكا للجميع، وليس فقط الحكومة أو المعارضة، وأن لهذا السبب دعوة إلى إجراء حوار مائدة مستديرة شامل يشارك فيه جميع شرائح المجتمع لمناقشة مستقبل البلاد.
وتابع: “إذا كان مصطلح مؤتمر المائدة المستديرة، مثيرا للجدل، فنحن منفتحون على أسماء بديلة ما دامت الشمولية مبدأ أساسيا، وأن يتم احترام الحقوق الأساسية في جنوب السودان، ويتمتع شعبه بالحرية في تشكيل مصيره”.
وقال إنهم سوف يستمرون في النضال- جنبا إلى جنب- مع كل شعب جنوب السودان لإجبار حكومة الرئيس سلفاكير، على احترام مطالبهم بالحرية والمساواة، وأن هدفهم هو تمكين جنوب السودان من تحديد مستقبل البلاد من خلال الوسائل السلمية.